مقالات مختارة : من عبيد أحمد الرقيق الى السيد محمود شمام,

عبيد أحمد الرقيق : الى السيد محمود شمام, لماذا تقسمون الشعب الى منتصرين ومهزومين؟!
27 مايو 2012
تعليقا على اللقاء الذي اجرته قناة العاصمة, ليلة (الثلاثاء-الاربعاء) الموافق 22 مايو2012 مع السيد محمود شمام .وما تناوله بالخصوص, عندما قسم الشعب الى منتصرين ومهزومين, في تحليل يخلو من بعد النظر والحس الوطني. ثم اردف قائلا: ان دستور الثورة يجب ان يصنعه ويضعه المنتصرون وان لايشارك فيه المهزومون, ترى ماذا يعني بهذا التصنيف وكيف يمكنه الحكم على مناطق او مدن بأكملها في هذا السياق؟! وكيف أمكنه التمييز بين الليبيين عندما يدَعي ان المهزومين من الشعب الليبي لهم حق المواطنة فقط دون حق السيادة!

للتذكير يا سيد شمام: ان الثورات الشعبية, ينتصر فيها الشعب كله, دون تجزئة. ولاوجود لمهزومين من الشعب فيها والا فان مصطلح الثورة الشعبية لن يكون صالحا للحالة الليبية. انني اعتقد ان الليبيين جميعهم قد انتفضوا وثاروا , وان تباين واختلاف حجم ومقدار المشاركة في الثورة لايلغي شموليتها. لكن الذي لاخلاف عليه هو ان الليبيين جميعهم – الا حاشية القذافي المقربين الذين لايتجاوزون بضع مئات – هم جميعا مع الثورة وينشدون تغيير ذلك النظام.

فيا للعجب ان نسمع مثل هذه الافكار من شخص اعلامي, كنا نعتبره من ابرز الاعلاميين الوطنيين, الذين كتب لهم ان يعيشوا ردحا من الزمن خارج الوطن, نتيجة مواقفهم من النظام السابق. كنا نعوَل على تلك النخبة من الليبيين المعارضين في الخارج, كونهم عاشوا تجربة الديمقراطية في بلدان الغرب المتمدن. وبالتالي سيكونون خير عون للشعب الليبي على تجاوز مرحلة الثورة والانتقال الى الدولة وبكل بساطة في كنف الروح الوطنية ..كنا نتوقع ان يكونوا صمام امان لنا للولوج في الديمقراطية ومن اوسع الابواب. كنا نعوَل عليهم في قيادة الشعب الى حيث التطبيق الحقيقي للديمقراطية وحفظ الحقوق واحترام الاخرين رأيا وعقيدة.

ايها السيد المحترم شمام, لاتذهبوا بتفكيركم الاقصائي بعيدا ولا تحاولوا ان تلقوا ما علق بكم من حقد على القذافي واعوانه على الشعب البسيط, الذي تأذى واقعيا اكثر منكم الذين غادرتم الوطن, فلم تكتووا بنار نظام القذافي التي اصابت كل الليبيين فلم يكن امامهم الا الصبر ثم الصبر..الى ان حانت لحظة الصدام . ان الثورة فجرها البسطاء الذين نفذ صبرهم من داخل الوطن وتقدموا الصفوف يواجهون آلة القذافي بصدورهم العارية. الثورة قادها البسطاء حينما يئسنا جميعا ان يثور الشعب يوما. تذكر أن منا من آثر الصمت ومنا من تحدث عبر الفضائيات من خارج الوطن بعد ان ضمن انه في امان بعيدا عن بطش القذافي وجبروته.

ايها السيد المحترم شمام, في اي مدرسة من مدارس الديمقراطية قرأت, ان وضع دساتير الشعوب والاوطان يقتصر فقط على مجموعة او جزء من الشعب دون غيره؟ هل تريد ان تقول لنا بأن الاقوياء المنتصرين يجوز لهم حكم الاخرين ؟! ثم تدعي انها ديمقراطية!. الست معي ان الديمقراطية الحقيقية لا تقصي احدا, ويحترم فيها رأي الاخر وان كان أقلية. فما بالك حين تتحدث عن عدد قد يفوق ما تتصوره من الليبيين. اخونا الكريم, اتقوا الله في شعبكم ووطنكم واعملوأ على تضميد الجراح وأدا للفتنة, وتقريبا للناس من بعضها. واسعوا مخلصين من اجل تحقيق حالة الوفاق الاجتماعي بين كل الليبيين, الذي بدونه سوف لن تكون هناك دولة ديمقراطية, ولن يكون هناك قانون يحترم فيه الانسان.

د. عبيد أحمد الرقيق