دور المجتمع الدولي في إنجاح المسار الانتقالي بليبيا

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-05-31, 7:27 pm

دور المجتمع الدولي في إنجاح المسار الانتقالي بليبيا
24 مايو 2012
المرصد اليبي- فورن بوليسي
ذكرت مجلة “فورن بوليسي” الأمريكية في مقال نشر بتاريخ 22 مايو 2012 أن تدخل حلف الشمال الأطلسي(ناتو) في ليبيا كان له دور كبير في مساعدة الليبيين في تحرير أنفسهم وبلادهم من حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مشيرة إلى أن الانتصار الكامل لم يؤمن بعد، كما أن التزام المجتمع الدولي لمساندة ليبيا في مرحلة ما بعد الصراع ضروري جدا.
واعتبرت المجلة أن إنجاح الانتقال الديمقراطي السلمي في ليبيا لا يهمها هي فقط بل يهم أيضا ايطاليا وأوروبا وكذلك المجتمع الدولي ككل.
وأضافت أن الدولة الديمقراطية والحرة هي الوحيدة القادرة على تحقيق آمال شعبها والثوار الذين حاربوا للتحرر ودفعوا ثمنها حياتهم، لذلك فإن المجتمع الدولي له الواجب الأخلاقي إضافة إلى مصالحه في ذلك لتثمين هذا الانتصار الإنساني.
بناء ليبيا
كما أن بناء ليبيا ديمقراطية ومستقلة هو عامل ايجابي للتعاون الإقليمي والاندماج حيث أن ليبيا القذافي كانت منطقة هرج أثرت على جيرانها في شمال إفريقيا وكذلك في العالم العربي، ولكن ليبيا الجديدة أظهرت إرادتها في الاندماج بصفة ايجابية في المنطقة. وقامت بتحسين علاقاتها مع جيرانها تونس ومصر والجزائر مؤخرا.
من ناحية أخرى، سيمكن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليبيا القريب من أوروبا من أن تكون شريكا فاعلا في مكافحة الإرهاب الدولي والقرصنة وانتشار أسلحة الدمار الشامل.
واعتبرت الصحيفة أن سقوط القذافي كان المرحلة الاولي فقط وأن التحديات التي تواجهها ليبيا معقدة ومختلفة عن باقي دول الربيع العربي، فعلى خلاف مصر ليبيا الغنية بالنفط لا تحتاج مساعدات مالية وليس لديها عدد كبير من السكان، وعلى خلاف تونس ليس لديها مجتمع مدني مهيكل.
تحديات
كما أن ليبيا ليست لبنان أو العراق لأن لديها مجتمع مندمجا والانقسامات التي تشهدها هي قبلية وجغرافية قبل أن تكون دينية. ويضاف إلى ذلك أن ليبيا لا تظهر خطرا انتشار التطرف الإسلامي لأن اغلب الليبيين هم من المسلمين المعتدلين.
وهو ما يعني أن ليبيا هي حالة خاصة ويجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس، وهي تواجه تحديان أولهما إرساء حكومة جديدة فاعلة وديمقراطية حيث أنها لم تتمتع أبدا بمؤسسات مركزية مهيكلة. وكانت تعكس فكر الرجل الواحد.
أما الأحزاب السياسية والجمعيات فقد كانت مقموعة، وقد قام القذافي حتى بالحد من سلطة الجيش لأنه رأى فيه تهديدا لحكمه. وكان يمسك بكل السلطة له وحده ولعائلته ومقربيه.
وأبرزت المجلة أن الخطوة الأولى هي إجراء انتخابات وإرساء مؤسسات ديمقراطية، معتبرة أن الانتخابات لن تحل كل مشاكل ليبيا ولكنها ستسمح لليبيين لأول مرة بان يكون لهم حكومة منتخبة ويستطيعون محاسبتها والتي يستطيع أيضا المجتمع الدولي أن يتعامل معها.
المحرر: جويلو ترزي