مقالات مختارة - كل الليبون كانوا سجناء نظام القذافى

ليسوا السياسين وحدهــــم
كل الليبون كانوا سجناء نظام القذافى

لا احد يستطيع ان ينكر بان كل الليبون كانوا سجناء نظام القذافى منذ انقلابه العسكرى المشئوم فى العام 1969 فهل يا ترى سيتم انصاف كل الليبون عن مدة 42 سنة التى قضوها فى سجون الطاغية فالمدركون للامور يعرفون بان السجن لا يعنى فقط البقاء وراء القضبان الحديدية لمدة من الزمن ولكن مثلما الظلم انواع فالسجن والحرمان انواع , هل وحدهم السياسيون هم سجناء القذافى ونظامه ؟ اما ان ممارسة الدكتاتورية والتعسف والحرمان ولفقر والاقصاء والتهميش هى اشد وطاءة من الوقوف وراء القضبان ؟
اليس القذافى ونظامه هو من سجن الليبين 42 سنة فى سجون الجهل والتخلف والفقر والحرمان ,من سيعوض الليبون عن سنوات الظلم والناس بدون ماؤى ولامركوب ولا وظيفة ولا راتب هل هؤلاء لم يكونوا سجناء الفقر والحاجة ثم هؤلاء الذين قضواء كل عمرهم فى البدلة العسكرية تحت مسمى الشعب المسلح والتجنيد الاجبارى الم تتحول حياتهم ومستقبلهم الى سجن فى بدلة عسكرية وداخل اسوار المعسكرات المحيطة بالاسلاك الكهربائية وهم الذين قيل لهم بان التدريب العسكرى لمدة 45 يوما فقضوا فى سجنهم العسكرى عشرات السنوات وضاع مستقبلهم العلمى والعملى فحرموا من مواصلة دراستهم وحرموا من الوظائف وظلوا يصارعون قسوة الحياة لسنوات عديدة وفاتهم القطار فلا سكن ولا زواج ولا حياة كريمة هل هؤلاء لم يكونوا سجناء القذافى ؟
زهرة شباب ليبيا الذى جعلهم القذافى حطابا للحروب التى اصطنعها هنا وهناك من اجل مجدا زائف ومضوا اجمل سنين العمر وهم اسرى ومشردون فى الصحراء اليس هؤلاء سجناء عنجرية وفكر القذافى الهدام الذى دمر مستقبلهم ومستقبل اسرهم .
هل سينصف المجلس الانتقالى حرائر ليبيا الذين سجنهم القذافى بظلمه فى سجن العنوسة فمضى عمرهن وهن يحلمن بالزواج اليس القذافى هو من ضيق سبل العيش على الشباب فلم يكونوا قادرين على اعباء الزواج حيت لا وظائف ولا مساكن وموقومات تمكنهم من الزواج فمضى قطار العمر واصبحت ليبيا من الدول المتقدمة فى نسبة العنوسة التى سجنها فيها القذافى فهل يا ترى سوف يصدر المجدلس الانتقالى قرار بدفع مبلغ 8 الالاف دينار ليبى عن كل شهر لكل فتاة ليبية دخلت سجن العنوسة منذ بلوغها 18 سنة وحتى بداية احدث الثورة قياسا على قرار تعويض سجناء السياسة !
واذا كان على الشعب الليبى ان يدفع فواتير جرائم القذافى فلماذا يا ترى يتم اقتصار ذلك على دفع فاتور السجن السياسى وحده ومما لا شك فيه بان رواد السجون السياسية هم ايضا ليبيون ولهم حق التظلم على سنوات الظلم شانهم فى ذلك شأن كل الشعب الليبى المسجون لمدة 42 سنة فى سجون القذافى التى لا تعد ولا تحصى .
الم يكن اجدى بالمجلس الانتقالى الموقر ان يصدر قرار او قانون يقول فيه بان كل من تظلم من نظام القذافى وهنا الخطاب سيكون موجه لكل الليبين,كل ما كان ضحية نظام القذافى وجوره له الحق فى التقدم امام القضاء وطلب استرداد حقوقه المسلوبة وطلب تعويضه عن الظلم الذى لحق به دون تمييز بين من هو سجين سياسى او سجين راى او حتى سجين البدلة العسكرية واسوار المعسكرات او من مضى عمرها كله وهى تتحسر عليه فلا زوج ولا واولاد ولا بيت كريم حلم كل فتاة فى كل انحاء العالم حتى فى الهوللو .
هل سينصف المجلس الانتقالى اخوتنا الامازيغ الذى سجن القذافى لغتهم وثقافتهم وحرمهم حتى من التحدث بها فيما بينهم ومنعهم من اختيار اسماء لابنائهم تعبر عن ثقافتهم وجدورهم وانتمائتهم اما ان المجلس الانتقالى يرى بان هؤلاء ليسوا سجناء الفكر واللغة والانتماء اما يعتقد المجلس ان 42 سنة من الحرمان من الثقافة واللغة والهوية ليس سجن .
القذافى سجن الليبين داخل ليبيا وحرمهم من السفر لسنوات عديدة وراء قضبان سجن ليبيا الكبير , القذافى ضيق الخناق على الطلبة فى الجامعات وسجنهم فى مدرجه الاخضر ومنعهم من حق الدراسة فى الخارج ومنعهم من دراسة اللغة الاجنبية وقضاء على مستقبل مئات الطلبة وترك الكثير منهم الدراسة لانهم لم يكونوا قادرين على تحمل مصاريف الدراسة وتحول الكثير منهم الى عمالة تسترزق على الارصفة وسجنهم فى قضبان الفقر والحاجة والحرمان فهل هؤلاء لم يكونوا سجناء القذافى ولا يستحقون التعويض عن سنين العمر التى ضاعت هباء .
على المجلس الانتقالى اذا كان يرى ان الليبيون كلهم سواسية فى الحقوق والواجبات فعليه غدا ان يصدر قرار يقول فيه يتم تعويض 8 الالاف ( لكى نحافظ على نفس القيمة من اجل المساوة ) عن كل شهر قضاه الليبيون فى المصحات والمستفشيات وهم يعالجون من امراض الكلى والسرطان وامراض العصر الذى اصيب بها الليبون نتيجة اهمال القذافى ونظامه لقطاع الصحة وان هذا النظام يتحمل كامل المسئولية عن كافة الامراض التى اصيب بها الشعب الليبى الذى سجنه القذافى فى بيوت عارية تتغطى السماء وتفترش الارض .
ماذا... وماذا .. وكم ؟ سيدفع المجلس الانتقالى من ثروات الشعب الليبى على فواتير جرائم القذافى الذى سجن كل الليبين دون استشناء اما ان القائمة لا تشمل الا من ينتقيه المجلس الانتقالى اما باقى الليبين فانهم كانوا يعيشون فرى رغد وهناء والقذافى يبدخ عليهم ففى راى المجلس الانتقالى من لم يسجن سياسيا فهو لم يكن سجينا لدى القذافى .
بالله عليكم ايها المجلس الانتقالى والحكومة المؤقته اتقوا الله فى هذا الشعب الطيب الذى قد تحل عليكم اللعنة بسبب ظلمكم له كما كان يظلمه المقبور التى حلت عليه اللعنة وها هو الان فى دار الحق يلاقى جزائه , بالله عليكم اتقوا الله فى ثروات الشعب لا تبدروا هذه الثروة فى اهوائكم الشخصية وضيق فهمكم للعديد من الامور ماذا فعلتهم باعادة اعمار المساكن الذى هدمت فوق رؤؤس ساكنيها ؟ ماذا اتخدتم من اجراء لانصاف المئات من الجرحى الذين ارسل بدلا عنهم الاصدقاء والاحباب الذين يقومون باجراء كشوفات كاملة فى مستشفيات اوربا للتأكد من ان صحتهم عال العال اما من قطعت اطرافهم وشوهت اجسادهم لاجل ان يخرج السجناء السياسين من سجنهم فلا يشملهم عطف المجلس وسخائه .
اتقوا الله فى الارامل واليتامى الذين استشهد ازواجهم وابائهم من اجل ان تفتح كافة سجون القذافى ويخرج السجناء من سجنهم السياسى والفكرى والثقافى والتعليمى والاجتماعى وما اكثر سجون الطاغية .
واخيرا نقول ايها المجلس الموقر اذا كنت ترى ان على الليبيون ان يدفعوا فاتورة جرائم القذافى من ثرواتهم فعليك ان تكون منصف لكل الليبين وتبتعد على الانتقائية واختيار من هم جديرون بالتعويض وغدا سوف نرى كم عدد الذين كانوا سجناء سياسين فى ليبيا ولن نستغرب اذا خرجت علينا القوائم لتقول ان السجناء السياسين فى ليبيا كان عددهم ربع مليون سياسى ولما لا فالشعب الليبى هو من سيدفع والمستفيدين حددهم المجلس مسبقا وها هم من يدعون الى الفرقة وتقسيم البلاد ومقاطعة الانتخابات غدا ستصرف لهم الملايين من ثروة الشعب الليبي لما لا فقرار المجلس يشملهم اذا لم يكن قد صدر من اجلهم فهم ايضا كانوا سجناء سياسين .

المقال يعبر عن رأى الكاتب