ماذا لو اخترنا الرجل غير المناسب!!

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-07, 10:45 am

ماذا لو اخترنا الرجل غير المناسب
فرج كندى
ونحن على مشارف تحقيق أول استحقاق انتخابي منذ زمن شارف على نصف قرن ، سوف نكون على موعد في اليوم السباع من هذا الشهر مع أول واهم خطوة من خطوات بناء الدولة ، التى أَختطفت منذ فجر الأول من سبتمبر عام 1969م على يد زمرة صغيرة من المغامرين المغمورين من ضباط الجيش ومن شايعهم من الأفراد الذين عُرفوا بالخلايا المدنية يقودهم الملازم الهالك ( معمر القذافى ) وبعد اندلاع ثورة 17 فبراير وإعلان التحرير أخذنا الجد فى السير نحو دولة المؤسسات والقانون وأعلان الدولة الليبية الجديدة التي تتخذ من منطلقات وأهداف وتوجهات ثورة فبراير منطلق للبناء والأعمار والتطوير ، ولكون المؤتمر التأسيسي هو اللبنة الأولى لهذا البناء وهو القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها أعمدة الدولة الوليدة والمنظومة التي تشكل الملامح الأساسية العامة لشكل الدولة ، الأمر الذي يجعل من كون عبء اختيار الأشخاص المرشحين لهذا المؤتمر عظيم وان المسؤولية على الناخب جسيمة ، ويجعل من الناخب يفكر ألف مرة قبل أن يقع اختياره على مرشح ما ، لإدراكه أن نجاح عملية بناء الدولة وترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية مرتبط ارتباطا وطيدا باختياره الأكفاء والأجدر وهو من الأمانة التي أتمن عليها ومن الواجب عليه أن يضعها في موضعها .
وإن فى اختيار الرجل غير المناسب ووضعه فيما لا يصلح له ضياع للأمانة وهذا ما عبر عنه رسول الله صلى الله علية وسلم بقوله (( إذا ضٌيعت الأمانة فانتظر الساعة )) قالوا وكيف إضاعتها ؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ))
وعلى هذا ما نجد رسول الله صلى الله علية وسلم يعلم الأمة كيف أن تقدم الأكفاء حينما يعطى سيفه أبا دجانة ، ويرد ابن عمته القرشي الزبير بن العوام ، لقدرة وكفاءة أبى دجانة وتفوقه على الزبير وذالك فى غزوه احد حين قال : من يأخذ منى هذا ؟ )) فبسطوا أيديهم ، كل إنسان منهم يقوا : أنا أنا ، قال ( فمن يأخذه بحقه ؟) فأحجم القوم فقال أبا دجانه أنا أخذه بحقه ، فأخذه ففلق به هام المشركين ) رواه البخارى وعلى هذا قرر أهل العلم أن من شهد لمرشح لمجرد القرابة أو لكونه ابن مدينته أو منطقته وقبيلته أو لمنفعة شخصية ترجى منه في حال فوزه فقد خالف أمر الله تعالى (( وأقيموا الشهادة الله )) الطلاق 2
وان ما يترتب على اختيار الرجل الغير مناسب من مخالفة شرعية بكونها شهادة بغير علم وتزكية لغير صالح أو كفء ، علية يتطلب منا أن نحرص كل الحرص ونتحرى يقدر الجهد وندقق قبل أن نعطى أصواتنا وذالك بالمعرفة التامة والعلم المتيقن بسيرة المرشح وإمكانياته وقدراته وأخلاقه ، لان في اختيار غير الأكفاء بخس لصاحب الحق وظلم للقوى الأمين وأذان بأن يوسد الأمر لغير أهله فتحدث الفتنه ويعم الفساد في الأرض وما قامت ثورة 17 فبراير إلا من اجل الحق وان يوسد الأمر لأهله
التاريخ : 4/7/2012