إحتواءهم خطوة فى الإتجاه الصحيح حتى وإن كانوا يومآ أبناء غير

إحتواءهم خطوة فى الإتجاه الصحيح حتى وإن كانوا يومآ أبناء غير بارين ..

فى بداية الأحداث عندما انتفضت مديتة بنغازى قام أزلام القذافى بإطلاق سراح

السجناء الجنائيين بسجن الكويفية وذلك كى تعم الفوضى من سرقة وتخريب وقتل

ليتهم بها الثوار ويؤلب الرأى العام عليهم , وبالفعل قام بعض المساجين الذين تم

إطلاق سراحهم بمهاجمة الثوار وإثارة الفوضى ونهبوا وسرقوا وخربوا بعض المؤسسات


الحكومية وبعض الأملاك العامة وكذلك الخاصة دون أى وازع من دين أو ضمير لمجرد

أن تم شراء ذممهم من قبل أزلام النظام .

وقد راهن عليهم القذافى فى فشل الثورة ليخرج بعدها ويقول على الملأ هؤلاء

شباب مهلوسين ومغرر بهم وهذه ليست ثورة ومن قام بها ليسوا ثوار فقد سرقوا

وخربوا , وغير ذلك من التهم التى ألصقها بهم وسلك نفس السياسة فى عدة

مدن بأن أطلق سراح المساجين ليعيثوا فيها فسادآ وللأسف فإن البعض ممن

ليس لهم بصيرة صدقوا هذه الترهات وأعتبروا الثوار مفسدين ومخربين لا بل

أسوأ من ذلك صدقوا إدعاءات القذافى بأن هؤلاء الشباب مهلوسين ومغرر بهم .

أما اليوم وبعد أن تحررت ليبيا وأصبحنا على أبواب عهد جديد فيه ليبيا حرة

, عهد خالى من الظلم والطغيان , و فيه مستقبل واعد ومشرق لكل أبناء ليبيا

نتمنى من ليبيا الجديدة أن تطوى صفحات الماضى البالية وتفتح صفحة جديدة

تحتوى فيها كل أبناءها وتفتح ذراعيها لهم حتى وإن كانوا يومآ غير بارين بها

نريد من المؤسسات والمنظمات الإنسانية و الإصلاحية فى ليبيا ان تتبنى

هؤلاء السجناء وأن تأخذ بأيديهم وذلك بتأهيلهم وهم داخل السجون حتى

إنقضاء مدة عقوبتهم وإستقطابهم وتقديم النصح لهم من خلال الوعاظ وعلماء

الدين والمرشدين النفسيين والإجتماعيين , لأنهم فى النهاية هم ليبيين

وأبناء لهذا الوطن , وقد تكون ظروفهم المادية والإجتماعية ورفقاء السوء هى

السبب فى إنحرافهم عن الطريق السوى .

ولا يستثنى من ذلك حتى المحكوم عليهم بالإعدام لإرتكابهم جرائم قتل عسى

أن يتوب الله عليهم ليلاقوا وجه ربهم وقد غفر لهم , ألم يغفر الله لرجل قتل تسعة

وتسعون نفس ثم تاب فتاب الله عليه وغفر له .

ليخرجوا بعد إنقضاء مدد عقوباتهم أناس جدد وأبناء صالحين لهذا الوطن المعطاء

فهذه خطوة فى الإتجاه الصحيح كإحدى خطوات بناء المواطن الليبى ليتسنى له

أن يبنى وطنه ويرد له الجميل .