إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : وضع المرأة الليبية فى التعديلات الوزارية
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : وضع المرأة الليبية فى التعديلات الوزارية
كريمة أحمد : وضع المرأة الليبية فى التعديلات الوزارية
المرأة، الأنثى ذلك الإسم اللطيف الذى أختزل فى تكوينه غموض الكون وأسرار الحياة، انصهرت فى بوتقة سحره جميع معانى الفطرة البشرية وأنسابت على وقع تموجاته المشاعر والأحاسيس الأنسانية، تجسدت فى روعته صور التجاذب لرغبات النفس وجموحها وبين التوق الى سمو الروح وطموحها، هى المخلوق الذى يخفى قوةً وراء أستار الضعف الإرادى، هى السحر الذى يتلاعب بعقول وأفئدة من يقع تحت سلطانه، هى التى تنحنى لها الهامات بإجلال إذا كانت مصدر عطائهم وعنوان نقائهم، أبحر فى سر وجودها الحكماء فما وصلوا الى شاطئ المعرفة، وتاهت بين أروقة رقتها قصائد الشعراء فما أسعفتهم معلقاتهم للوصول الى مكنون خلقتها، بيدها الناعمة وعظيماتها الرقيقة تبنى أمم وتأسس حضارات، وبذات اليد نفسها تهد عروشاً وتزيل ممالك، فهل مع كل هذه القوة الهائلة تقدر حواء لنفسها ذلك الجبروت الفطرى والقدرة الإلهية التى منحت لها، تعى بأن دورها فى الحياة هو مركز الكون وعماده الرئيسى، إنها لب الوجود وحول فلكها تدور الأرواح وتطوف، ألا ينبغى لها أن تكون على قدر هذا العلو وهذا الأرتقاء.
أتطلع اليوم الى حواء الليبية فأجد نفسى أتصارع مع اليأس تارة ومع توق الأمل تارةً أخرى، إنتهت أحداث الثورة بكل الامها والصعاب الكبيرة التى إقترنت بها وجاء وقت الترسيخ لدولة القانون والحقوق المدنية، لن أتكلم عن دور المرأة في تلك الأحداث ولن أسهب بالثناء عليها لإنها كانت هي الوقود لها والدافع الحقيقي من إشعالها، يكفي أن نتذكر فقط من تعالت أصواتهم في ليل الوطن الطويل ليخترق جدار الصمت ويأذن بثورة الحق والعدالة.
اليوم وفي وقت الإستحقاقات الوطنية غابت المرأة عن المشهد السياسي أو بالأحري غُيبت وأكتفي الساسة بوجود خيالها المتخفي وراء بعض كراسي البرلمان ،كأنهم يقولون لها بالرغم من أن صوتك لم يكف صداه عن التردد وأن صرخاتك الأولى كانت هي الإلهام وأيقظت فينا عزة الكرام ،رغم عظم تضحياتك الكبيرة وموأزرتك لنا بل وإشادتنا بعلمك وعمق بصمتك في نسيج مجتمعنا ، رغم أنك الأم التى نُجلها ،والأخت التى نرعي بالحنو غرسها ، رغم أنك رفيقة الدرب وحبيبة الفؤاد ، رغم أنك من ترثين جينات طباعنا لتكوني لنا ريحانة الروح ، رغم كل هذا وذاك إلا أننا لانري فيك سوي أن كونك إمرأة ،عذرا يا سيدة القصر مكانك ليس هنا !!.
هكذا هو حال المرأة الليبية اليوم في غمرة التنافس المحموم للأحزاب الذكورية على الهيمنة السياسية في البلاد ، تاهت حواء في زحمة هذا التكالب والتصارع وكي ُيرفع عنهم العتب تذكروها بعد غفلة فأرضوا غرورها الأنثوي بوزارة واحدة {الشؤون الأجتماعية } وكأنه كُتب عليها أن تكون محصورة بين دفتي هذا المصطلح ، والواجب عليها أن ترضي بهذه العطية والسخاء الكريم.
الجميع إعترض وأنتقد التشكيلة الهزيلة لحكومة الشاقور ولأول مرة يجتمع هوى الشارع المحتقن مع دهليز السياسيين وتجاذبات المصالح الحزبية ، وإضطر السيد الشاقور لسحب التشكيلة وإعادة العمل علي إخراج نسخة جديدة تحوز الرضي المنشود ، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه وبقوة هل سيتغير وضع المرأة مع التغيير المطلوب ؟وهل ستكون بطليعة الوزراء الذين تسند إليهم المهام الجديدة أم أنهم سينسونها في خضم التوزيع الوزارى للتراضي ؟!.
نحن لا نطلب من السادة التفضل بالعطاء ولكن نؤمن بأنها عنصر فاعلُ ومهم في المجتمع ولهذا إنتخبها الناس ووصلت الى سدة البرلمان وما دامت قد حازت على هذه الثقة فينبغي لها أن تكون على قدر المساواة مع من تجلس الى جانبهم وأن تتحصل علي قدر لابأس به من الفرص والمزايا التي تخولها لتقلد أي منصب وإلا فإننا نكون كمن يذر الرماد في العيون ويزيف الحقائق فما معني وجودها هناك إذا لم يكن لها دور واضح.
الكفاءة والنزاهة هما المعيار الوحيد لتقييم إياً كان وإذا أردنا أن نرفع من قدر المجتمع ونؤسس قواعد سليمة لهذا البلد علينا أن نسعي بصدق لرفع مكانة المرأة ودفعها الي العمل الإيجابي والتأثير الفعلي في المشهد السياسي وأن لا نكتفي بالإشادة والثناء علي مواقفها ودعمها لمسيرة الثورة ، قد يقول قائل لقد جربنا وزارة الصحة وأنظروا كيف كان الأداء ، والحقيقة أن التقييم لا يكون على عمل فرد بعينه ولا ينبغي أن نلقي علي الوزيرة السابقة تبعات كل تلك الأخطاء التى أُرتكبت ، فهي وإن قصرت فليس وحدها الملام وخير مثال علي دحض مثل هذا القول هو فشل أهم وزارتين الدفاع والداخلية ومتقلدوها رجال ، نحن نريد مشاركة حقيقية وليس مجرد وجود بالظل ولا معني له.
إن مجتمعنا يزخر بالكثير من السيدات الفاضلات واللاتي لهن القدرة والكفاءة العالية في تقلد أي منصب يناط بهن كوزارة التعليم والصحة ،علينا فقط تعزيز الثقة وعدم التمييز بينهن وبين باقي الرجال فهذا لا يتماشي مع ما تتطمح إليه المرأة في ليبيا ، أتمني أن لا تختفي صورتها من المشهد وأن لا يضيع صوتها في زحمة ضجيج المتناحرين وأن يعلموا أنه كما كان لها نصيب من المغرم فهي كغيرها تستحق أن تنال حقها في المغنم وهذا إستحقاق لها وليس منة من أحد .
بقلم / كريمة أحمد
أتطلع اليوم الى حواء الليبية فأجد نفسى أتصارع مع اليأس تارة ومع توق الأمل تارةً أخرى، إنتهت أحداث الثورة بكل الامها والصعاب الكبيرة التى إقترنت بها وجاء وقت الترسيخ لدولة القانون والحقوق المدنية، لن أتكلم عن دور المرأة في تلك الأحداث ولن أسهب بالثناء عليها لإنها كانت هي الوقود لها والدافع الحقيقي من إشعالها، يكفي أن نتذكر فقط من تعالت أصواتهم في ليل الوطن الطويل ليخترق جدار الصمت ويأذن بثورة الحق والعدالة.
اليوم وفي وقت الإستحقاقات الوطنية غابت المرأة عن المشهد السياسي أو بالأحري غُيبت وأكتفي الساسة بوجود خيالها المتخفي وراء بعض كراسي البرلمان ،كأنهم يقولون لها بالرغم من أن صوتك لم يكف صداه عن التردد وأن صرخاتك الأولى كانت هي الإلهام وأيقظت فينا عزة الكرام ،رغم عظم تضحياتك الكبيرة وموأزرتك لنا بل وإشادتنا بعلمك وعمق بصمتك في نسيج مجتمعنا ، رغم أنك الأم التى نُجلها ،والأخت التى نرعي بالحنو غرسها ، رغم أنك رفيقة الدرب وحبيبة الفؤاد ، رغم أنك من ترثين جينات طباعنا لتكوني لنا ريحانة الروح ، رغم كل هذا وذاك إلا أننا لانري فيك سوي أن كونك إمرأة ،عذرا يا سيدة القصر مكانك ليس هنا !!.
هكذا هو حال المرأة الليبية اليوم في غمرة التنافس المحموم للأحزاب الذكورية على الهيمنة السياسية في البلاد ، تاهت حواء في زحمة هذا التكالب والتصارع وكي ُيرفع عنهم العتب تذكروها بعد غفلة فأرضوا غرورها الأنثوي بوزارة واحدة {الشؤون الأجتماعية } وكأنه كُتب عليها أن تكون محصورة بين دفتي هذا المصطلح ، والواجب عليها أن ترضي بهذه العطية والسخاء الكريم.
الجميع إعترض وأنتقد التشكيلة الهزيلة لحكومة الشاقور ولأول مرة يجتمع هوى الشارع المحتقن مع دهليز السياسيين وتجاذبات المصالح الحزبية ، وإضطر السيد الشاقور لسحب التشكيلة وإعادة العمل علي إخراج نسخة جديدة تحوز الرضي المنشود ، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه وبقوة هل سيتغير وضع المرأة مع التغيير المطلوب ؟وهل ستكون بطليعة الوزراء الذين تسند إليهم المهام الجديدة أم أنهم سينسونها في خضم التوزيع الوزارى للتراضي ؟!.
نحن لا نطلب من السادة التفضل بالعطاء ولكن نؤمن بأنها عنصر فاعلُ ومهم في المجتمع ولهذا إنتخبها الناس ووصلت الى سدة البرلمان وما دامت قد حازت على هذه الثقة فينبغي لها أن تكون على قدر المساواة مع من تجلس الى جانبهم وأن تتحصل علي قدر لابأس به من الفرص والمزايا التي تخولها لتقلد أي منصب وإلا فإننا نكون كمن يذر الرماد في العيون ويزيف الحقائق فما معني وجودها هناك إذا لم يكن لها دور واضح.
الكفاءة والنزاهة هما المعيار الوحيد لتقييم إياً كان وإذا أردنا أن نرفع من قدر المجتمع ونؤسس قواعد سليمة لهذا البلد علينا أن نسعي بصدق لرفع مكانة المرأة ودفعها الي العمل الإيجابي والتأثير الفعلي في المشهد السياسي وأن لا نكتفي بالإشادة والثناء علي مواقفها ودعمها لمسيرة الثورة ، قد يقول قائل لقد جربنا وزارة الصحة وأنظروا كيف كان الأداء ، والحقيقة أن التقييم لا يكون على عمل فرد بعينه ولا ينبغي أن نلقي علي الوزيرة السابقة تبعات كل تلك الأخطاء التى أُرتكبت ، فهي وإن قصرت فليس وحدها الملام وخير مثال علي دحض مثل هذا القول هو فشل أهم وزارتين الدفاع والداخلية ومتقلدوها رجال ، نحن نريد مشاركة حقيقية وليس مجرد وجود بالظل ولا معني له.
إن مجتمعنا يزخر بالكثير من السيدات الفاضلات واللاتي لهن القدرة والكفاءة العالية في تقلد أي منصب يناط بهن كوزارة التعليم والصحة ،علينا فقط تعزيز الثقة وعدم التمييز بينهن وبين باقي الرجال فهذا لا يتماشي مع ما تتطمح إليه المرأة في ليبيا ، أتمني أن لا تختفي صورتها من المشهد وأن لا يضيع صوتها في زحمة ضجيج المتناحرين وأن يعلموا أنه كما كان لها نصيب من المغرم فهي كغيرها تستحق أن تنال حقها في المغنم وهذا إستحقاق لها وليس منة من أحد .
بقلم / كريمة أحمد
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5585
العمر : 54
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : المرأة ريحانة ام كهرمانة؟؟؟
» مقالات مختارة - أمجاور أغريبيل : المرأة والديمقراطية
» مقالات مختارة :: تهجير تاورغاء.. الكارثة الليبية
» مقالات مختارة :يوسف الدينى - المناعة الليبية
» مقالات مختارة : الفصل الأخير من التراجيديا الليبية!
» مقالات مختارة - أمجاور أغريبيل : المرأة والديمقراطية
» مقالات مختارة :: تهجير تاورغاء.. الكارثة الليبية
» مقالات مختارة :يوسف الدينى - المناعة الليبية
» مقالات مختارة : الفصل الأخير من التراجيديا الليبية!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-04-17, 1:56 pm من طرف STAR
» إجازة في اليونان... ميلوس وجهة سياحية هادئة ومغرية بالاكتشاف
2024-04-17, 1:54 pm من طرف STAR
» تحديث جديد على واتساب يثير غضب المستخدمين
2024-04-17, 1:51 pm من طرف STAR
» ماذا يحدث للجسم عند تناول بذور البطيخ؟
2024-04-17, 1:48 pm من طرف STAR
» فطيرة الجبن الحلزونية
2024-04-17, 1:48 pm من طرف STAR
» هل تعلم ما هو سر وضع المضيفات أيديهن وراء ظهورهن على متن الطائرة؟
2024-04-16, 12:57 am من طرف mohgafar
» طرق فعالة في تنظيف الزيوت المنسكبة على الأرضيات في منزلك
2024-04-15, 3:07 pm من طرف STAR
» أفضل 30 وجهة سياحية.. بلدان عربيان ضمن القائمة
2024-04-15, 3:06 pm من طرف STAR
» السيارة الخارقة.. لامبورغيني هوراكان STJ بقوة 631 حصاناً
2024-04-15, 3:06 pm من طرف STAR
» خطوات تحميل واتساب الذهبي 2024.. الإصدار الجديد ضد الحظر
2024-04-15, 3:05 pm من طرف STAR
» قوارب الشاورما
2024-04-15, 3:04 pm من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
2024-04-15, 3:01 pm من طرف STAR
» مباريات الاحد 14//4//2024 وقنوات الناقلة
2024-04-14, 10:34 am من طرف STAR
» أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض.. تعرفوا إليها
2024-04-14, 10:30 am من طرف STAR
» المنسف الأردني بالسمن البلدي
2024-04-14, 10:26 am من طرف STAR