إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : حكومة بوشاقور وإشكاليات الواقع
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : حكومة بوشاقور وإشكاليات الواقع
أمجاور أغريبيل : حكومة بوشاقور وإشكاليات الواقع
10 أكتوبر 2012
الواقع الليبي واقع معقد جدا وهذا التعقيد كان نتيجة لظروف عديدة بعضها يعود إلى حقبة الحكم السابق, والبعض الآخر كان نتيجة لسياسات خاطئة أنتهجها المجلس الانتقالي وحكومته, دون أن نتجاهل تركيبة المجتمع الليبي التي تساهم بطريقة أو بأخرى في صياغة هذا الواقع وتشكيله.
الحكومة الجديدة هي حكومة إتلاف وطني وليست حكومة محاصة, هكذا يراد لها أن تكون كما قال السيد بوشاقور, لكن واقع الحال يقول بأنها حكومة ربما لن تظهر إلى الوجود بتلك السهولة التي يعتقدها البعض, فالديمقراطية هي لعبة معقدة وليست سهلة كما يروج لها, خاصة وأن السيد بوشاقور لا يملك العدد الكافي من المقاعد في المؤتمر الوطني التي تمكنه من كسب ثقته والموافقة على قبول حكومته, فهناك تيارات وكيانات أخري داخل المؤتمر رفضت الدخول في توافقات معه و سيكون لها بالتأكيد حضور فاعل ومؤثر, وربما سننتظر طويلا حتى يتم التوافق على حكومة وطنية يرضى عنها جميع الليبيين, الديمقراطية لعبة تحتاج إلى الكثير من الوعي والوطنية وهذا ما نفتقد إليه, وهذا أيضا ما يجعلني أخاف من إجهاض هذه التجربة والإنحراف بها إلى مسارب أخرى غير أمنه!
وسواء تمكن بوشاقور من تشكيل حكومته وكسب ثقة المؤتمر أم تم رفض تشكيلته الافتراضية وأسند أمر تشكيل الحكومة الجديدة إلى شخص أخر , فأن أي حكومة تأتي لقيادة الليبيين في هذه المرحلة الحاسمة والحساسة لابد لها من التعامل مع مجموعة من الملفات المهمة .
على رأس تلك الملفات المعقدة والشائكة يأتي الملف الأمني والذي يبدو أنه سيكون أصعب تلك الملفات نظرا لغياب الأدوات الفاعلة التي يمكن أن تساهم في حل معادلاته الصعبة , إن الواقع المتدهور والمتفجر في كل مكان يشهد على صعوبة هذا الملف , وهذا ربما يقودنا إلى أحد الأخطاء التي وقع فيها المجلس الانتقالي عندما أعلن عن التحرير في الوقت كانت فيه مناطق خارج السيطرة ومناطق أخرى لا تخفي تعاطفها مع النظام السابق لأسباب عديدة , نزاعات وخلافات وثارات قبلية وشخصية طفت على السطح في غياب أي وجود للدولة القوية القادرة على كسب احترام مواطنيها , أيادي خفية من الداخل والخارج تعبث بأمن الوطن والمواطن وتستهدفه في أمنه الاجتماعي والبيئي والغذائي والصحي , جماعات دينية مسلحة بالتطرف والأسلحة الخفيفة والثقيلة تسعى لفرض رؤيتها على الناس , تشكيلات و عصابات خارجة على القانون , وكل ذلك في ظل جيش يحتضر من جرا التهميش والإهمال .
ولعل أصعب ما في الملف الأمني أن النجاح في معالجته يفتح الطريق للشروع في حل بقية الملفات , والفشل بالتأكيد يعني أن بقية الملفات ستبقي مقفلة حتى إشعار آخر .
مؤتمرنا الوطني بصدد مناقشة إصدار قانون الطوارئ , اعتقادا منه بأن حل الملف الأمني لا يتأتى إلا من خلال ممارسة العنف ضد الليبيين , بعض الكتائب ووحدات من الجيش الليبي يتم الآن تحشيدها من آجل مهاجمة بعض المناطق التي تتهم بأنها مازالت على ولائها للنظام السابق , أعتقد بأن استعمال القوة لحل مشاكلنا هو إعادة إنتاج لأسلوب وأفكار الطاغية , والأفضل من ذلك هو إنجاز المصالحة الوطنية وتضميد الجراح ولم الشمل , فلا أعتقد أن هناك من لازال على الولاء لمعمر القذافي بل هو مجرد ردة فعل على بعض التجاوزات والانتهاكات التي تمت هنا وهناك .
أعتقد أن اكبر خطورة هي تلك التي تشكلها المجموعات المتطرفة التي تحتكر فهم وتفسير النصوص الدينية و تعطي لنفسها حق تكفير الناس وإنزال العقوبة بهم , ولا تقل عنها خطورة تلك المجموعات التي قسمت الأمة إلى مذاهب وطوائف تعمل على تفتيتنا وتقسيمنا من الداخل , إلى سنه وشيعة وخوارج وأخوان وسلفيين ومالكيين وشافعيين وحنبليين واباضيين , بحجة أن في التفرق رحمة , فما لذي يفرقنا إذا كنا نؤمن بإله واحد وندين بدين واحد ونحتكم إلى كتاب واحد.
إعادة الإعمار وبناء البنية التحتية التي شاركت في تدميرها ظروف وأيادي عديدة وملف التعليم والصحة , هي الأخرى ملفات بالغة الحساسية والتعقيد وتحتاج لمعالجتها إلى الكثير من التخطيط والحنكة والقليل من الحظ أيضا , والنجاح في معالجتها كما أسلفت يتوقف على النجاح في معالجة الملف الأمني , فلا يجوز الحديث عن رجوع الشركات والشروع في إعادة الإعمار دون توفير مناخ أمني يغري تلك الشركات بالعودة إلى ليبيا , كما تحتاج إلى مؤسسات وإدارات قادرة على إدارة تلك الملفات , والمقصود بالقدرة ليس امتلاك المعرفة فقط , ولكن أيضا القدرة على مقاومة مغريات المال التي تغري بالسرقة والنهب , خصوصا في غياب أي رقابة مالية فاعلة وموت واضح لضمائر المسئولين الذي أصبحوا يستحلون أموال الليبيين حتى بعد انهيار النظام السابق .
تحدي تجاوز الواقع المتخالف وبناء مستقبل زاهر للكل الليبيين , هو التحدي الذي سيواجه أي حكومة قادمة , فليبيا دولة غنية بالغة الثراء ولن يرضى الليبيون بأي مستوى معيشي لا يعبر عن هذا الثراء ويكون انعكاسا له , وهم لن يرضوا بشوارع نظيفة , وبنية تحتية , وسيارات ومنازل فاخرة , وخدمات صحية ممتازة , وتعليم مجاني في كل مراحله , وفرص عمل لجميع العاطلين فقط , بل أكثر من ذلك حسابات مصرفية ممتلئة بالدينارات والدولارات , تغطي مصاريف اصطيافهم السنوي على الشواطئ الخلابة في أوربا وأسيا , وقروض وتسهيلات وسلف غير ربويه لتمويل مشاريعهم التجارية .
واقع الليبيين واقع سيء واشكالياته في غاية التعقيد , ولا يمكن التكهن عن ماذا سيتمخض , في ظل هذه الفوضى السائدة التي لا يبدو أن لها نهاية قريبة , وأي حكومة قادمة مهما كانت هويتها وانتمائها إخوانية أم علمانية , مدعومة من أمريكا أم من قطر والسعودية , فالنتيجة ستكون واحدة هي الفشل , ما لم تعرف كيف تتعامل مع هذا الواقع , بعيدا عن أي حلول لا تراعي خصوصية هذا الوقع أو يشتم منها رائحة العنف ومصادرة الحريات.
أمجاور أغريبيل
الحكومة الجديدة هي حكومة إتلاف وطني وليست حكومة محاصة, هكذا يراد لها أن تكون كما قال السيد بوشاقور, لكن واقع الحال يقول بأنها حكومة ربما لن تظهر إلى الوجود بتلك السهولة التي يعتقدها البعض, فالديمقراطية هي لعبة معقدة وليست سهلة كما يروج لها, خاصة وأن السيد بوشاقور لا يملك العدد الكافي من المقاعد في المؤتمر الوطني التي تمكنه من كسب ثقته والموافقة على قبول حكومته, فهناك تيارات وكيانات أخري داخل المؤتمر رفضت الدخول في توافقات معه و سيكون لها بالتأكيد حضور فاعل ومؤثر, وربما سننتظر طويلا حتى يتم التوافق على حكومة وطنية يرضى عنها جميع الليبيين, الديمقراطية لعبة تحتاج إلى الكثير من الوعي والوطنية وهذا ما نفتقد إليه, وهذا أيضا ما يجعلني أخاف من إجهاض هذه التجربة والإنحراف بها إلى مسارب أخرى غير أمنه!
وسواء تمكن بوشاقور من تشكيل حكومته وكسب ثقة المؤتمر أم تم رفض تشكيلته الافتراضية وأسند أمر تشكيل الحكومة الجديدة إلى شخص أخر , فأن أي حكومة تأتي لقيادة الليبيين في هذه المرحلة الحاسمة والحساسة لابد لها من التعامل مع مجموعة من الملفات المهمة .
على رأس تلك الملفات المعقدة والشائكة يأتي الملف الأمني والذي يبدو أنه سيكون أصعب تلك الملفات نظرا لغياب الأدوات الفاعلة التي يمكن أن تساهم في حل معادلاته الصعبة , إن الواقع المتدهور والمتفجر في كل مكان يشهد على صعوبة هذا الملف , وهذا ربما يقودنا إلى أحد الأخطاء التي وقع فيها المجلس الانتقالي عندما أعلن عن التحرير في الوقت كانت فيه مناطق خارج السيطرة ومناطق أخرى لا تخفي تعاطفها مع النظام السابق لأسباب عديدة , نزاعات وخلافات وثارات قبلية وشخصية طفت على السطح في غياب أي وجود للدولة القوية القادرة على كسب احترام مواطنيها , أيادي خفية من الداخل والخارج تعبث بأمن الوطن والمواطن وتستهدفه في أمنه الاجتماعي والبيئي والغذائي والصحي , جماعات دينية مسلحة بالتطرف والأسلحة الخفيفة والثقيلة تسعى لفرض رؤيتها على الناس , تشكيلات و عصابات خارجة على القانون , وكل ذلك في ظل جيش يحتضر من جرا التهميش والإهمال .
ولعل أصعب ما في الملف الأمني أن النجاح في معالجته يفتح الطريق للشروع في حل بقية الملفات , والفشل بالتأكيد يعني أن بقية الملفات ستبقي مقفلة حتى إشعار آخر .
مؤتمرنا الوطني بصدد مناقشة إصدار قانون الطوارئ , اعتقادا منه بأن حل الملف الأمني لا يتأتى إلا من خلال ممارسة العنف ضد الليبيين , بعض الكتائب ووحدات من الجيش الليبي يتم الآن تحشيدها من آجل مهاجمة بعض المناطق التي تتهم بأنها مازالت على ولائها للنظام السابق , أعتقد بأن استعمال القوة لحل مشاكلنا هو إعادة إنتاج لأسلوب وأفكار الطاغية , والأفضل من ذلك هو إنجاز المصالحة الوطنية وتضميد الجراح ولم الشمل , فلا أعتقد أن هناك من لازال على الولاء لمعمر القذافي بل هو مجرد ردة فعل على بعض التجاوزات والانتهاكات التي تمت هنا وهناك .
أعتقد أن اكبر خطورة هي تلك التي تشكلها المجموعات المتطرفة التي تحتكر فهم وتفسير النصوص الدينية و تعطي لنفسها حق تكفير الناس وإنزال العقوبة بهم , ولا تقل عنها خطورة تلك المجموعات التي قسمت الأمة إلى مذاهب وطوائف تعمل على تفتيتنا وتقسيمنا من الداخل , إلى سنه وشيعة وخوارج وأخوان وسلفيين ومالكيين وشافعيين وحنبليين واباضيين , بحجة أن في التفرق رحمة , فما لذي يفرقنا إذا كنا نؤمن بإله واحد وندين بدين واحد ونحتكم إلى كتاب واحد.
إعادة الإعمار وبناء البنية التحتية التي شاركت في تدميرها ظروف وأيادي عديدة وملف التعليم والصحة , هي الأخرى ملفات بالغة الحساسية والتعقيد وتحتاج لمعالجتها إلى الكثير من التخطيط والحنكة والقليل من الحظ أيضا , والنجاح في معالجتها كما أسلفت يتوقف على النجاح في معالجة الملف الأمني , فلا يجوز الحديث عن رجوع الشركات والشروع في إعادة الإعمار دون توفير مناخ أمني يغري تلك الشركات بالعودة إلى ليبيا , كما تحتاج إلى مؤسسات وإدارات قادرة على إدارة تلك الملفات , والمقصود بالقدرة ليس امتلاك المعرفة فقط , ولكن أيضا القدرة على مقاومة مغريات المال التي تغري بالسرقة والنهب , خصوصا في غياب أي رقابة مالية فاعلة وموت واضح لضمائر المسئولين الذي أصبحوا يستحلون أموال الليبيين حتى بعد انهيار النظام السابق .
تحدي تجاوز الواقع المتخالف وبناء مستقبل زاهر للكل الليبيين , هو التحدي الذي سيواجه أي حكومة قادمة , فليبيا دولة غنية بالغة الثراء ولن يرضى الليبيون بأي مستوى معيشي لا يعبر عن هذا الثراء ويكون انعكاسا له , وهم لن يرضوا بشوارع نظيفة , وبنية تحتية , وسيارات ومنازل فاخرة , وخدمات صحية ممتازة , وتعليم مجاني في كل مراحله , وفرص عمل لجميع العاطلين فقط , بل أكثر من ذلك حسابات مصرفية ممتلئة بالدينارات والدولارات , تغطي مصاريف اصطيافهم السنوي على الشواطئ الخلابة في أوربا وأسيا , وقروض وتسهيلات وسلف غير ربويه لتمويل مشاريعهم التجارية .
واقع الليبيين واقع سيء واشكالياته في غاية التعقيد , ولا يمكن التكهن عن ماذا سيتمخض , في ظل هذه الفوضى السائدة التي لا يبدو أن لها نهاية قريبة , وأي حكومة قادمة مهما كانت هويتها وانتمائها إخوانية أم علمانية , مدعومة من أمريكا أم من قطر والسعودية , فالنتيجة ستكون واحدة هي الفشل , ما لم تعرف كيف تتعامل مع هذا الواقع , بعيدا عن أي حلول لا تراعي خصوصية هذا الوقع أو يشتم منها رائحة العنف ومصادرة الحريات.
أمجاور أغريبيل
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5585
العمر : 54
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : حكومة المغتربين
» مقالات مختارة : محاسبة حكومة الكيب واجب وطني
» حكومة بوشاقور
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : محاسبة حكومة الكيب واجب وطني
» حكومة بوشاقور
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 2:51 pm من طرف STAR
» مانشستر يونايتد يستهدف مهاجم ريال مدريد
اليوم في 2:51 pm من طرف STAR
» نجم آرسنال على طاولة برشلونة
اليوم في 2:50 pm من طرف STAR
» مدن في ماليزيا تضمن للسائحين قضاء إجازة استثنائية
اليوم في 2:50 pm من طرف STAR
» كيفية تعطيل وظائف مشاركة الملفات في الهواتف الذكية
اليوم في 2:49 pm من طرف STAR
» ما هو سبب الخمول خلال النهار وما هي الاطعمة التي علينا تجنبها
اليوم في 2:48 pm من طرف STAR
» حالة مزمنة تؤثر على 40% من سكان العالم تسرع من شيخوخة الدماغ
اليوم في 2:48 pm من طرف STAR
» كيك الشاي بالزعفران والبرتقال
اليوم في 2:47 pm من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 2:44 pm من طرف STAR
» عناصر غذائية تنشط الغدة الدرقية
أمس في 2:13 pm من طرف STAR
» رونالدو يصب غضبه على الحكم الرابع بعد خسارة مدوية للبرتغال
أمس في 2:13 pm من طرف STAR
» ما الأفضل الاستحمام ليلا أم صباحا؟
أمس في 2:11 pm من طرف STAR
» كبدة دجاج مقلية مع حمص بالبصل
أمس في 2:10 pm من طرف STAR
» مباريات الثلاثاء 26/3/2024 وقنوات الناقلة
2024-03-26, 3:24 pm من طرف STAR
» جولة على الجسور القديمة... معالم شهيرة صمدت على مر التاريخ
2024-03-26, 3:21 pm من طرف STAR