بروتين يساعد المعدة على الهضم

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2009-09-29, 7:36 pm

وجد باحثون أميركيون أن هناك بروتين بالغ الصغر يقوم بمساعدة بكتيريا الإيكولاي الضارة على الهروب من ويلات حمض المعدة الذي يساعد في عملية هضم الطعام، ويقوم بقتل البكتيريا المسببة للأمراض. وأشار الباحثون في الوقت ذاته إلي أن أحد الطرق التي يقوم من خلالها الحمض بقتل البكتيريا تتم عن طريق فض البروتينات ومن ثم الالتصاق ببعضها الآخر بنفس الطريقة التي تتسبب فيها عملية تسخين البيضة في تكوين بروتيناتها لكتلة صلبة. وبنفس الطريقة التي يستحيل من خلالها عدم سلق البيضة، تكون مهمة قيام البكتيريا بحل تلك التكتلات البروتينية أمرًا غاية في الصعوبة أيضًا، لذا تموت البكتيريا ومعظم الكائنات الحية عندما يتم تعريضها للحمض أو للحرارة. هذا وقد قام الباحث جيمس باردويل وزملاؤه في جامعة ميتشيغن الأميركية بوصف الآلية التي يعمل من خلالها هذا البروتين بالغ الدقة الذي يطلق عليه اختصارًا "HdeA" ، والذي يقوم بتوفير الحماية للبكتيريا المسببة للأمراض مثل الإيكولاي من التأثيرات القاتلة لحمض المعدة.
وأوضح الباحثون أن هذا البروتين ينفض أو يفتح شأنه شأن باقي البروتينات، كما أنه يصبح أكثر مرونة عندما يتعرض للحمض. لكن ونتيجة لإحدى مراحل التطور الذكية، تقوم عملية التفتح التي تثبط نشاط معظم البروتينات بتنشيط بروتين "HdeA". وبمجرد أن يتم فضه، يقوم البروتين بوضع نفسه داخل قالب ليتناسب مع غيره من البروتينات البكتيرية التي تصبح لزجة نتيجة لعملية الفض المثيرة لإفراز الحمض. من جانبه، قال باردويل – أستاذ البيولوجيا الجزيئية والخلوية والتنموية بجامعة ميتشيغن :" بنفس الأسلوب التي تعمل من خلالها مواد التغليف البلاستيكية بمنع التصاق الحلوى ببعضها الآخر، يعمل بروتين "HdeA" بمنع البروتينات غير المفتوحة من الالتصاق ببعضها الآخر وتكون تكتلات".
أما تيم تابلي، زميل بعد الدكتوراة والذي قاد الفريق البحثي الذي توصل لتلك النتيجة الهامة ، فقد قال :" يستشعر حمض "HdeA" بشكل مباشر، كما أنه يتغير من هيئته الخاملة إلى هيئته النشطة في غضون جزء من الثانية ". وقال بيان صادر عن الجامعة أنه بدلا ً من قيام البروتين بالتفتح بصورة تامة استجابة ً للحمض ثم الالتصاق بنفسه، فإن بروتين "HdeA" هو من ينفض بمفرده بشكل جزئي. ثم يقوم بعدها باستغلال المرونة التي قام باكتسابها من خلال عملية التفتح الجزئي إلى أن يصبح بلاستيكيا بالشكل الكافي للتكيف والارتباط بمختلف البروتينات التالفة. وهو ما يساعد بكتيريا الإيكولاي على الهروب من التأثيرات المميتة لحمض المعدة.