ليبيا في قبضة العصابات !

من طرف عبدالله النيهوم 2013-01-08, 9:05 am

ليبيا في قبضة العصابات !

ابناء الدين الواحد لايتقاتلون الا اذا صنعوا دولة أي ان صراعهم يبدأ بمجرد ان تطل الدنيا بزخرفها

كل الصراعات والحساسيات انما ترجع للدنيا وغلبة الشهوة من سلطة ومال وجاه ولاعلاقة للدين بكل ما يحدث بالرغم من ان الاطراف المتصارعة كلها تستخدم الايات القرأنية والاحاديث الشريفة ضد بعضها البعض .

بدأت الفتنة في ليبيا بمجرد ان سكتت المدافع والطائرات لتتكلم الجهوية والعنصرية والانانية والحزبية وتولد العصابات الامر الذي جعل حتى السماء تبخل علينا بذرف دموعها وهي ترى الاباطيل وقد صارت هي المسيطرة على الساحة اليوم .

ازدادت الهوة بأنتخابات ظاهرها جيد انما باطنها فيه العذاب استطاع احد الاطراف ان يخدع الكثيرين فاندفعوا وحدانا وزرافات تأييدا له وهنا نحن لسنا ضد التأييد وانما ضد الطرق الملتوية التي اتبعت واستمرت اللعبة وافرزت ناجح وخاسر انما النجاح لم يعجب الخسارة فانبرت تخطط لتنقلب على تلك الارادة الشعبية المشوهة لتأتي بصورة اكثر قبحا وحقارة فأنفلتت الامور وتحولت الى غنائم ومكاسب ...عد رجالك وارد الماء ....والواقع ليسوا رجالا انما اشباه رجال فالرجولة تكمن في النخوة والعزة والكبرياء وكل ذلك ليس موجودا.

وقع الشعب ضحية لهاته وبحثه عن الامن والاستقرار بين براثن عصابات جائعة مفلسة ضالة بعد ان صدق كل من يدق كوزه معلنا امتلاءه بالماء فلا هو شرب ولاهم ارتووا

اطل فريق مسلح كان يتربص وان عن كثب يريد حصته من الكعكة ولا اسهل من النهديد فهو يريد ان ينشي دولته الخاصة وحاله وفعله يذكرنا بما فعله ويفعله حزب الله اللبناني الذي وبحجة المقاومة احتفظ بسلاحه ليكون حربا على اهله وذويه وقد صار معول هدم محققا اغراض اسياده واربابه الفرس .

ما من مخطي الا وله حجة يبرر بها سلوكه حتى ابليس قال ( بالمعنى) يارب وماذنبي والامر كله بيدك وبقدرتك ان تجعلني مؤمنا يتقيك ولكن هل هو عذر مقبول؟ ....لا انها ذريعة كي يستمر في شروره وغيه.

نحن اليوم ايها الاخوة الكرام جميعا ضحية عصابات تسابق الزمن كي تفرغ البلد من كل دينار ودرهم وتبيعنا الوهم بإن الغد سيكون مزدهرا والحقيقة لاتتعدى الشخص الذي استلف منك مبلغا نظير ان يشغله لك في التجارة مقابل ارباح كبيرة وهو انما يعطيك من مالك وما هي الا ايام وينفضح المستور .

الافلاس قادم لامحالة خاصة بوجود افاقين ابتلينا بهم وفي ظل شعب لا يسأل لا عن حقه وما له على الوطن غير عابيء بحقوق غيره ولا بحقوق الوطن شعب مستهلك لا يجيد سوى الكذب والتلفيق والغش (حاشا الصالحين منا)

اليوم يتم افراغ ليبيا من كافة مقوماتها كدولة من خلال تغييب اهم ركن فيها وهو القضاء وادواته القادرة على الضبط والاحضار من جيش وشرطة وهذا التصرف لايخدم الا من امتلك قاعدة له ولغلمانه كي يستمر التيه ومن هنا فإنني ارى ان علينا جميعا حقوقا واجبة النفاذ والسداد ....اولا يجب ان نضغط وبكل قوة للقضاء على كافة المليشيلت المسلحة مهما كانت ومن تكون والابقاء فقط على الدوائر الشرعية وقنواتها المنظمة ....التوقف عن افلام الاعتصامات التي ارهقت الوطن والدولة والتي تحركها قوى معروفة الوقوف وبحزم في وجه الاستهلاك المجاني لمواردنا برفع
الدعم الذي تستفيد منه عصابات التهريب عن السلع التموينية والبنزين واعادة
جباية الضرائب خاصة للكهرباء والماء وايضا اعادة تشغيل منظومات الجمارك
والضرائب العامة وطرد اللصوص منها. .

عصابات البنادق والرشاشات ادركوا انهم مع الوقت لن يستطيعوا ان يواجهوا الشعب بأكمله وبالتالي ليس هناك افضل من استغلال الظرف ومقايضة الدولة المحتاجة لخدماتهم واستجابت الدولة مرغمة لامقتنعة فشكلت تلك القبائل او الجهات او الفئات قوى عسكرية بالاسم تتبع الدولة وفي الحقيقة هي منفصلة ومفصولة وهي للدولة مادامت الدولة تنفذ رغباتها وتحقق طلباتها من ميزانيات واموال بدون حساب فلا ديوان المحاسبة يعلم ولاالمجتمع المدني يدري وتعود لشراستها اذا ما رفض طلبها او رأت ما يهدد مصالحها ....

لقد صاروا دولة فوق الدولة يتولون كل شي الايفاد بالخارج الى توظيف الراغبين في العمل ناهيك عن ابتزاز رجالات العهد السابق للحصول على اموالهم ودورهم خاصة ان بعض تلك الاملاك هي املاك منهوبة في الاصل ....بالمختصر هذه القوى مريضة ومهووسة بجمع الاموال بأي طريقة كانت ولايقف في وجهها خلق او دين او وطن .

اذا اردنا القضاء على تلك القوى الضالة المعطلة علينا العودة الى الميدان فهم يعتقدون بإننا قد مللنا وهزمنا والمطالبة وبكل قوة بقوانين وبنود في الدستور تفرغ الكنوز من بريقها ....لابد من القضاء على بريق المناصب والاماكن التي تجعل الكثيرين منهم يتقاتلون لاجل الحصول عليها حتى تعود المسؤولية فعلا تكليف لاتشريف......لابد من قطع الطريق امام الحالمين بالبقاء في سدة المسؤولية فمن انتخب مرة لايجوز اعادته مرة اخرى الا بعد مرور عدة دورات افساحا للمجال لغيره كما ان الوزير ووكيل الوزارة يجب ان لايتعدى عمله الوزارة التي هو فيها وان اقرباءه حتى الدرجة الرابعة لاتتعدى مناصبهم رئاسة قسم في أي مؤسسة منعا للمحاباة وتقليصا للتقاتل على هذه
المناصب ومن كان ذي منصب قبل ان يكون قريبه وزيرا تسحب منه صلاحيات وظيفته
وتعطى لمن يليه درجة ولاتعود اليه الا بعد تنحية قريبه الوزير ..

.اننا يا إخوة في وضع يحتاج الى استنفار كافة القوى المخلصة والصادقة فنحن في خطر حقيقي .