المشكلة فينا وليست في محمود جبريل

في خلفية الزحف المصري على ليبيا
المشكلة فينا وليست في محمود جبريل

ليست المشكلة بأن يدلي الدكتور جبريل بتصريح عبر قناة العاصمة ليلة أمس يستخدم فيه قضايا الرأي العام لتصب في النيل من خصومه السياسيين، وإن كان هذا الاستخدام مبتذلاً وبالتأكيد يسانده الجيش الإلكتروني والقنوات التابعة المنضبطة في مهمة تشويهه الرأي العام، خاصةً وأن القناة التي نشرت خبرا عاجلا لتصريح غريب لم تبذل أي جهد للتأكد من صحته من مصادره كما هو ألف باء الصحافة، وكما تقتضيه مصلحة الوطن المنهك من كثرة الإشاعات البالية.

ولاهي المشكلة في أن شخصية سياسية بارزة مثله تنزلق في مستنقع الاشاعات، وتتمادى في ذلك ليتصور خيالها الموصوف بالتشائم أن أركان المؤامرة من خصومه في مصر وتونس قد اكتملت وانه على سكان وطنه الاستعداد لما وصفه باستخدام القوة من تلك الأطراف للهيمنة على النفط والمال في ليبيا بعد فشلهم في الوصول إلى السلطة بطريقة ديمقراطية كما برر لهم.

ولم تكن المشكلة في أن خلفية التخطيط الاستراتيجي التي تحتم على صاحبها ضرورة التحقق من المعلومات، ووزنها بالعقل، وما مدى امكانية حدوثها في سياقها الواقعي، لنجدها تجاري أفلام الخيال العلمي، وتبني مصير أمة ومستقبلها على ثلة من الاوهام التي يبنيها خيال مرتبك.

ولم نقل بأن المشكلة في أن يتصور عقل زعيم تيار سياسي ما لا يقبله مبتدأ السياسية، بان جيوش مصر جاهزة لاحتلال ليبيا، وأن الدولة التي لم تكن لها أي مطامع توسعية على مدى التاريخ، لا قديمًا ولا قريبًا، يتوقع منها اليوم وهي تعيش محنتها أن تزحف تجاه برقة فتيل الثورة ومهدها.

ولن تكون المشكلة في أن صاحبنا قد استنكر التدخل هذه المرة موقظًا حساسية المواطن الليبي تجاه ذلك، في حين أننا لازلنا نتذكر تصريحاته المتكررة حول لزوم التدخل الاجنبي بدعوى وجود المتطرفين في ليبيا..

لكن المشكلة ... فينا نحن الذين لم نعي أن العقل الذي يتبنى تلك الإشاعات والأقاويل، ويصنفها في سرعة البرق في خانة الحقائق، بل يبني عليها رؤى المستقبل، أنه قادر على زعامة ليبيا الجديدة وتخليصها من مستنقع الجهل والتخلف، ففاقد الشيء لا يعطيه.

أما أنت ياجبريل لانك مريض بالسلطة وتريد ان تستغل كل حدث للدعاية لنفسك وقعت في فخ الدعاية الكاذبة والتي لا تنطلي علي ابسط الناس