إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ليبيون في الغربة: شاب من الصابري تائه في مصر
صفحة 1 من اصل 1
ليبيون في الغربة: شاب من الصابري تائه في مصر
فيما يدلي أحد وزراء الشؤون الاجتماعية المتعاقبين السيد / مسعود بالقاسم.. بتصريحات مفادها أن مسؤولية الاهتمام بالنازحين والمهجرين يتحملها الجميع ايتداءً من مجلس النواب الى الحكومة ووزارتنا تحديدا وانتهاءً بيقية المواطنين.. لكنه يستدرك فيما يشبه حالة من أسقط في يده بالقول ان امكانياتنا ضعيفة ومحدودة جدا ولو مساعدات أهل الخير من أجل تلبية الاحتياجات والنواقص لم يعد لنا مبرر او معنى…
هذه صورة واقع حال وزارة حين تتنصل من مسئوليتها وترفع يدها عن حل مشاكل العائلات الليبية البائسة متذرعة بحجة قلة الامكانيات التي لانراها عندما يتعلق الأمر بمرتبات وسفريات وأقامات المسئولين وعائلاتهم فى الفنادق الفارهة والامتيازات التى يتمتعون بها المعلوم منها والمستتر..
في هذا التقرير انتقلنا الى شباب العائلات النازحة والمهجرة في الغربة أين يقضون أوقاتهم وحال نفسياتهم وما يشغل تفكيرهم وما الذي ينوون فعله..
الى مقاهي الاسكندرية التي تعج بالكثير من هؤلاء الشباب الليبي كانت وجهتي ومقصدي.. ورغم صعوبة أن تقتحم فتاة عالم الشباب في مقاهيهم ونواديهم الا أن اصراري على اقتحام التجربة وما أراه في وجوه الشباب الليبي من ضيق وهم، وجدتني متلهفة أن أطرق الباب كصحفية تبحث عن الحقيقة وتستجلي جوانبها لعلها تجد حلا..
أثناء جولتي على المقاهي التي يرتادها الشباب والفتيات في الاسكندرية على حد سواء، توقفت عند طاولة أحدهم كان يتحدث عبر هاتفه بلهجة ليبية فانتظرت حتى انهى اتصاله ثم بادرته بتعريفي عن نفسي وطلبت منه ان يسمح لي باجراء حوار صحفي معه عن حياته في الغربة وظروفه وكيف يتدبر أمره، فرحب بذلك بكل أدب وكرم على ان احفظ له حق خصوصيته ومالايجوز نشره .. فاتفقنا..
هذا الشاب ( س . ج ) في مطلع الاربعينات من عمره يجلس الى أحد المقاهى البسيطة المكتظة بها ازقة وشوارع الاسكندرية، تظلله الكآبة لكأنه تجاوز الثمانين من عمره، سألته مباشرة.. ماذا تفعل هنا؟ نظر الي متعجبا ثم أجاب بضحكة عالية ..وماذا عساني أفعل.. أنا وكثيرون مثلي لا نفعل شيئا غير الجلوس الى المقاهى نتبادل الحكايا والاحاديث والحوارات يشدنا الوطن بكل تفاصيله رغم ابتعاد اجسادنا عنه، التغيير الوحيد فى معتادنا اليومي هو المقهى الذي نرتاده، اذ أننا كل مرة نجرب مقهى جديد غير سابقه طردا للملل والسأم.
سألته. لماذا لا تبحثون عن عمل ؟ أو بالاحرى أنت لماذا لاتبحث عن عمل؟ فقال ..يا أختى أنت في مصر بلد ال 90 مليون ساكن بلد الملايين من العاطلين عن العمل من ابناء البلد ورغم ذلك فقد بحثنا والله وجربنا ولكن لم نتمكن من الاستمرار بسبب سوء المعاملة وقلة العائد، لقد اشتغلت فى مطعم وفي محل وفي غيرهما ولكنى لم استمر فتركت حفاظا على كرامتى..
فقلت له: ألم تفكر في استغلال بقائك فى مصر لاجل الدراسة او دورات مهنية ؟ فقال متحسرا: الدراسة هنا تتطلب مصاريف كبيرة من رسوم دراسية ومتطلبات أخرى ونحن ليس لنا دخل غير معاش والدى رحمة الله عليه، ومعاش والدتى، وهما يأتيان متأخر بسبب نقص السيولة وعندما يصلان نسد بهما الايجار ونصرف حتى مجئ المرتب الذى بعده وبالكاد يكفى مصاريفنا التي نقتصر فيها على الضروريات فقط.
وأضاف أنا ليس لى وظيفة فى ليبيا رغم أنى قدمت ستين ملف فى كذا وزارة وجهة عمل بشهادتى حيث ان معى بكالوريوس تجارة، ولكن بدون جدوى..
ثم أضاف نحن من عائلات منطقة الصابرى فى بنغازى ومعى امى وأخى وأختى أصغر منى والعمارة التى فيها شقتنا وقعت بالكامل، وقبل أن نلجأ الى مصر قمنا بتأجير سكن في بنغازي ولكن بسعر مرتفع، حتى دلنى صديق لي يقيم في الاسكندرية على عمارة متواضعة والشقق فيها رخيصة وبالفعل جئنا هنا.. وها قد مضى على بقائنا هنا عام وثلاثة أشهر
لقد كنت فى بنغازى أعمل على سيارة خاصة يملكها أحد الاصدقاء وكنت أشتغل عليها بالاجرة، له نسبة ولى نسبة، لكن كل ذلك ضاع الآن.
ثم استطرد قائلا لو تسألين هؤلاء الشباب الجالسين معى ستسمعين منهم مآسٍ ومصائب وكوارث، أغلبنا قارب الاربعين من عمره أو جاوزها وهناك منا من لم نتزوج بعد، ولم نتحصل على وظائف في بلادنا بلد النفط والخيرات، ولم نتمكن من الحصول على قروض لاقامة مشاريع خاصة بنا رغم كل الوعود التي اغرونا بها.. لقد تهت هنا تماما، كل حواسي صارت مشلولة عن الحركة أو التفكير، أخرج من البيت وأعود ولا أدري ماذا فعلت وما الذي لم أفعل!!
لقد أظلم المستقبل وصرنا عاجزين حتى عن الحلم لأن إمكانياته غير متاحة. واختتم حديثه ممازحا لرفع حالة الكآبة التي ظللت حديثه: المقاهي فى مصر لها تاريخ عريق، حيث كانت على مر السنين ميعادا ومقاما يجلس إليها الفنانون والشعراء والملحنون والأدباء..إنها ليست مكانا سيئا.. حتى هي يشكروا فيها.
عند ذلك الحد انتهت قصة هذا الشاب اليائس الذي من المؤكد أنه يستطيع فعل الكثير لنفسه ولأهله كما يستطيع غيره من أقرانه الشباب سواء هنا في مصر أو في حال قرروا العودة الى مدنهم وقراهم في ليبيا، غير أن عيون هؤلاء الشباب كانت تنطق بالكثير مما لايقال، لكأنها الجبال جثمت على صدورهم فأزهقت داخلهم كل قدرة على الأمل أو العمل..
هذه صورة واقع حال وزارة حين تتنصل من مسئوليتها وترفع يدها عن حل مشاكل العائلات الليبية البائسة متذرعة بحجة قلة الامكانيات التي لانراها عندما يتعلق الأمر بمرتبات وسفريات وأقامات المسئولين وعائلاتهم فى الفنادق الفارهة والامتيازات التى يتمتعون بها المعلوم منها والمستتر..
في هذا التقرير انتقلنا الى شباب العائلات النازحة والمهجرة في الغربة أين يقضون أوقاتهم وحال نفسياتهم وما يشغل تفكيرهم وما الذي ينوون فعله..
الى مقاهي الاسكندرية التي تعج بالكثير من هؤلاء الشباب الليبي كانت وجهتي ومقصدي.. ورغم صعوبة أن تقتحم فتاة عالم الشباب في مقاهيهم ونواديهم الا أن اصراري على اقتحام التجربة وما أراه في وجوه الشباب الليبي من ضيق وهم، وجدتني متلهفة أن أطرق الباب كصحفية تبحث عن الحقيقة وتستجلي جوانبها لعلها تجد حلا..
أثناء جولتي على المقاهي التي يرتادها الشباب والفتيات في الاسكندرية على حد سواء، توقفت عند طاولة أحدهم كان يتحدث عبر هاتفه بلهجة ليبية فانتظرت حتى انهى اتصاله ثم بادرته بتعريفي عن نفسي وطلبت منه ان يسمح لي باجراء حوار صحفي معه عن حياته في الغربة وظروفه وكيف يتدبر أمره، فرحب بذلك بكل أدب وكرم على ان احفظ له حق خصوصيته ومالايجوز نشره .. فاتفقنا..
هذا الشاب ( س . ج ) في مطلع الاربعينات من عمره يجلس الى أحد المقاهى البسيطة المكتظة بها ازقة وشوارع الاسكندرية، تظلله الكآبة لكأنه تجاوز الثمانين من عمره، سألته مباشرة.. ماذا تفعل هنا؟ نظر الي متعجبا ثم أجاب بضحكة عالية ..وماذا عساني أفعل.. أنا وكثيرون مثلي لا نفعل شيئا غير الجلوس الى المقاهى نتبادل الحكايا والاحاديث والحوارات يشدنا الوطن بكل تفاصيله رغم ابتعاد اجسادنا عنه، التغيير الوحيد فى معتادنا اليومي هو المقهى الذي نرتاده، اذ أننا كل مرة نجرب مقهى جديد غير سابقه طردا للملل والسأم.
سألته. لماذا لا تبحثون عن عمل ؟ أو بالاحرى أنت لماذا لاتبحث عن عمل؟ فقال ..يا أختى أنت في مصر بلد ال 90 مليون ساكن بلد الملايين من العاطلين عن العمل من ابناء البلد ورغم ذلك فقد بحثنا والله وجربنا ولكن لم نتمكن من الاستمرار بسبب سوء المعاملة وقلة العائد، لقد اشتغلت فى مطعم وفي محل وفي غيرهما ولكنى لم استمر فتركت حفاظا على كرامتى..
فقلت له: ألم تفكر في استغلال بقائك فى مصر لاجل الدراسة او دورات مهنية ؟ فقال متحسرا: الدراسة هنا تتطلب مصاريف كبيرة من رسوم دراسية ومتطلبات أخرى ونحن ليس لنا دخل غير معاش والدى رحمة الله عليه، ومعاش والدتى، وهما يأتيان متأخر بسبب نقص السيولة وعندما يصلان نسد بهما الايجار ونصرف حتى مجئ المرتب الذى بعده وبالكاد يكفى مصاريفنا التي نقتصر فيها على الضروريات فقط.
وأضاف أنا ليس لى وظيفة فى ليبيا رغم أنى قدمت ستين ملف فى كذا وزارة وجهة عمل بشهادتى حيث ان معى بكالوريوس تجارة، ولكن بدون جدوى..
ثم أضاف نحن من عائلات منطقة الصابرى فى بنغازى ومعى امى وأخى وأختى أصغر منى والعمارة التى فيها شقتنا وقعت بالكامل، وقبل أن نلجأ الى مصر قمنا بتأجير سكن في بنغازي ولكن بسعر مرتفع، حتى دلنى صديق لي يقيم في الاسكندرية على عمارة متواضعة والشقق فيها رخيصة وبالفعل جئنا هنا.. وها قد مضى على بقائنا هنا عام وثلاثة أشهر
لقد كنت فى بنغازى أعمل على سيارة خاصة يملكها أحد الاصدقاء وكنت أشتغل عليها بالاجرة، له نسبة ولى نسبة، لكن كل ذلك ضاع الآن.
ثم استطرد قائلا لو تسألين هؤلاء الشباب الجالسين معى ستسمعين منهم مآسٍ ومصائب وكوارث، أغلبنا قارب الاربعين من عمره أو جاوزها وهناك منا من لم نتزوج بعد، ولم نتحصل على وظائف في بلادنا بلد النفط والخيرات، ولم نتمكن من الحصول على قروض لاقامة مشاريع خاصة بنا رغم كل الوعود التي اغرونا بها.. لقد تهت هنا تماما، كل حواسي صارت مشلولة عن الحركة أو التفكير، أخرج من البيت وأعود ولا أدري ماذا فعلت وما الذي لم أفعل!!
لقد أظلم المستقبل وصرنا عاجزين حتى عن الحلم لأن إمكانياته غير متاحة. واختتم حديثه ممازحا لرفع حالة الكآبة التي ظللت حديثه: المقاهي فى مصر لها تاريخ عريق، حيث كانت على مر السنين ميعادا ومقاما يجلس إليها الفنانون والشعراء والملحنون والأدباء..إنها ليست مكانا سيئا.. حتى هي يشكروا فيها.
عند ذلك الحد انتهت قصة هذا الشاب اليائس الذي من المؤكد أنه يستطيع فعل الكثير لنفسه ولأهله كما يستطيع غيره من أقرانه الشباب سواء هنا في مصر أو في حال قرروا العودة الى مدنهم وقراهم في ليبيا، غير أن عيون هؤلاء الشباب كانت تنطق بالكثير مما لايقال، لكأنها الجبال جثمت على صدورهم فأزهقت داخلهم كل قدرة على الأمل أو العمل..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» ليبيون في الغربة.. من فيللا في بنغازي الى خربة في اسكندرية
» تائه في منتديات عيت ارفاد التميمى
» الصابري سوق الحوت
» إلى أين ياليبيا .... تسير بدون قبطان في بحر تائه ...
» 10 غارات جوية على منطقة الصابري…
» تائه في منتديات عيت ارفاد التميمى
» الصابري سوق الحوت
» إلى أين ياليبيا .... تسير بدون قبطان في بحر تائه ...
» 10 غارات جوية على منطقة الصابري…
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-04-17, 1:56 pm من طرف STAR
» إجازة في اليونان... ميلوس وجهة سياحية هادئة ومغرية بالاكتشاف
2024-04-17, 1:54 pm من طرف STAR
» تحديث جديد على واتساب يثير غضب المستخدمين
2024-04-17, 1:51 pm من طرف STAR
» ماذا يحدث للجسم عند تناول بذور البطيخ؟
2024-04-17, 1:48 pm من طرف STAR
» فطيرة الجبن الحلزونية
2024-04-17, 1:48 pm من طرف STAR
» هل تعلم ما هو سر وضع المضيفات أيديهن وراء ظهورهن على متن الطائرة؟
2024-04-16, 12:57 am من طرف mohgafar
» طرق فعالة في تنظيف الزيوت المنسكبة على الأرضيات في منزلك
2024-04-15, 3:07 pm من طرف STAR
» أفضل 30 وجهة سياحية.. بلدان عربيان ضمن القائمة
2024-04-15, 3:06 pm من طرف STAR
» السيارة الخارقة.. لامبورغيني هوراكان STJ بقوة 631 حصاناً
2024-04-15, 3:06 pm من طرف STAR
» خطوات تحميل واتساب الذهبي 2024.. الإصدار الجديد ضد الحظر
2024-04-15, 3:05 pm من طرف STAR
» قوارب الشاورما
2024-04-15, 3:04 pm من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
2024-04-15, 3:01 pm من طرف STAR
» مباريات الاحد 14//4//2024 وقنوات الناقلة
2024-04-14, 10:34 am من طرف STAR
» أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض.. تعرفوا إليها
2024-04-14, 10:30 am من طرف STAR
» المنسف الأردني بالسمن البلدي
2024-04-14, 10:26 am من طرف STAR