مرفأصيد الأسماك يتعرض للهجوم من اللجنة الشعبيه

مرفأ الوادي بصبراتة لصيد الأسماك يتعرض للهجوم من اللجنة الشعبية العامة


الوطن الليبية - صبراتة : تحقيق وتصوير : عبد السلام عمر

يوجد مرفأ الوادي لصيد الأسماك أو كما يعرف عند أغلب سكان المنطقة بمرسى الحرابية نظراً لأن تأسيسه على يد أحد أبناء عائلة معروفة هي عائلة الحرابي بالمنطقة هذا المرفأ الذي يعود تاريخ إنشاءه إلى سنة 1950 تقريبا يعد من أقدم المرافئ البحرية بالمنطقة الغربية ويحتضن هذا المرفأ قرابة 70 أسرة من أهالي المنطقة الذين يمتهنون مهنة صيد السمك من خلال هذا المرفأ وهم ليس لديهم مصدر دخل غير هذه المهنة التي ورثوها أبا عن جد ومن خلال هذه المهنة أكتفوا ذاتياً ولم يسألوا يوما عن تعين أو وظيفة أو غيرها من مصادر الرزق لتأمين قوت عيالهم اليومية وفضلا عن ذلك هم لم يبخلوا عن أداء حقوق الدولة فاستخرجوا الرخص ودفعوا الضرائب حتى يمكنهم ممارسة عملهم بشكل صحيح ويوما عن يوم استطاعوا بإمكانياتهم البسيطة أن يوفروا عدد من مراكب الصيد الصغيرة أو ما تعرف ((الفلوكة)) وبعض المعدات اللازمة من شباك ونحوها ويوما عن يوم كبر المرفأ حتى أصبح على مسافة كيلومترا تقريبا .

هؤلاء الصيادون تفاجئوا من غير سابق إنذار من قبل الحرس البلدي وهو يقوم بالتأشير على إزالة المرفأ فورياً حسب تعليمات صادرة عن اللجنة الشعبية العامة بحسب ما أفاد به بعض الصيادين وحتى يكون الخبر من عين المكان بالصورة المجردة توجهت صحيفة الوطن الليبية إلى عين المكان لإجلاء الحقيقة عما حدث في ذلك المرفأ وهذه حصيلة الجولة :

البداية كانت مع الأخ إبراهيم العويب الأمين المساعد لنقابة الصيادين بصبراتة وتركناه يتحدث عن الواقعة دون مقاطعة فقال: إن المرسى قديمة جداً أقيمت من سنة 1950م ومعظم أهالي المنطقة القريبة من المرفأ يمارسون مهنة الصيد ويسترزقون من خلال هذا المرفأ والذي تم تطويره بالمجهود الذاتي حيث تمت إضافة ما يعرف عند البحارة ((المجبد)) والحقيقة فوجئنا أن الحرس البلدي صبراتة أتى إلينا وبدأ بالتأشير على مرافق المرفأ لغرض الإزالة وعندما سألناهم أجابوا أن هذا قرار صادر بتاريخ 10/12/2009 ورقم القرار 999 والمرفأ يضم حوالي 70 صياد من أهالي المنطقة وكل الغرف التي تشاهدونها هي بالمجهود الذاتي وتضم معدات الصيادين وكل غرفة تقريبا يوجد بها ما قيمته 12.000 دينار تقريباً والصياد بطبيعة المهنة التي يمارسها يحتاج إلى مكان يضع فيه معداته لأنه في كل يوم يستخرج نوع من السمك وبالتالي عملية نقل المعدات من مكان إلى آخر عملية مكلفة وصعبة في نفس الوقت ولابد أن تكون المعدات قريبة لتسهل عملية نقلها من وإلى القارب وكلنا يعلم أن المرافئ في العالم توجد قريبة من المدن وهذا شيء طبيعي ومع ذلك لا اعتراض علي ذلك وإنما وفر لي البديل وأعطني الوقت الكافي لنقل المعدات للمكان الجديد ونحن نستغرب من هذا الإجراء وهو إزالة المرفأ بالكامل وفي هذه الحالة لا يوجد بديل وبالتالي أين سيكون مكان الصيد وتسبب هذا القرار في أزمة عند الصيادين ولم يعد لديهم مكان يسترزقون منه وحالة نفسية سيئة لأن مصدر الرزق الوحيد والذي يعتمد عليه أغلب الصيادين في توفير قوت عيالهم وتوفير مصاريف الدراسة وغيرها من هموم الحياة التي نعرفها ولا يمكن أن تبني خارج هذه المنطقة لأن كل الأراضي المحيطة بالمرفأ هي ملك لناس ولا يمكن أن يبيعك أحد أرضه ولابد من توفير مكان بديل قبل إزالة أي شيء أو تنظيم المكان ونحن مستعدون لذلك وسعينا فيما سبق وتوجهنا بمذكرات للقيادات الشعبية ومنسق فريق العمل الثوري وأمانة المؤتمر وقطاع الثروة البحرية ونطالب الجهات ذات العلاقة أن تخصص لنا مكان قبل الإزالة لنقل معداتنا ونطالب بتوفير الضمانات لهؤلاء الصيادين وهذا مصدر رزق ولا يمكن الاستهانة بهذه المسألة .

الحاج محمد الوحيشي من قدامى الصيادين في فترة السبعينيات هذا المرفأ قديم جدا وأنا عندما عرفت البحر عرفت هذه المرفأ وعُرف عندنا بمرسى الحرابية لأنهم أول عائلة مارست هذه المهنة ومن مؤسسي هذه المرسى والحقيقة هذا المرفأ يعد من الدعائم الاقتصادية والاجتماعية ويضم أكثر من 70 صياد يعولون في أسر ويفوق في الإنتاج مناطق أخرى ويقدم وجبة السمك بأسعار مناسبة وفي متناول الجميع وتقريبا يأتي المواطنين من كافة المناطق إلى هنا لشراء السمك بمختلف أنواعه والحقيقة أقولها أن قرار إزالة المرفأ كان مفاجأة غير سارة بالنسبة لنا لأنه لدينا معدات ولوازم للصيد لا نعرف كيف أو أين سنذهب بها وليس من السهل أن تقول لصياد أن ينقل معدات بقيمة تصل إلى 12 أو 15 ألف دينار إلى مكان آخر لأنه يستخدمها كل يوم في الصيد ثم يأتوا إليك ويقولون أن هناك قرار إزالة بدون مقدمات ولا مكان بديل وهذا أمر محزن لا يمكن لعاقل أن يتقبله وعلى الأقل أن يتم إبلاغ الصيادين عن ذلك وتوفير البديل لهم وللعلم هذا المرفأ أغلب المشتغلين فيه من الشباب الليبيين وهم مكتفون ذاتياً من ممارسة هذه المهنة وليسوا محتاجين لوظيفة أو غيرها وتجد الكل يستخرجون المصروف اليومي الذي يسد حاجتهم باعتمادهم على أنفسهم ومن خلالكم نحن نقدر كل الجهات المسئولة ولكن لابد أن تراعي جيل بأكمله من كافة الجوانب حتى لا يتعرض للضياع .

محمد علي الهلاك أحد الصيادين بالمرفأ أنا أمارس المهنة منذ حوالي خمس سنوات وورث هذه المهنة عن ولدي الذي كان صياد سابق واستلمت مكانه في الصيد وبالنسبة لي وعائلتي هذا هو مصدر الرزق الوحيد والحقيقة قرار الإزالة كان له تأثير سلبي ليس علي فقط بل على الكل لأنك من الصعب أن تتقبل فكرة أن يقطع مصدر رزقك ونتمنى من الأخوة الذين قرروا أن تتم إزالة هذا المرفأ أن يعيدوا النظر فيما قرروه لأنهم سوف يحكمون على أكثر من عائلة بالجوع .

المبروك الحسناوي صياد بالمرفأ من حوالي أكثر من سنوات ومتزوج الحق والصراحة قرار الإزالة كان صدمة لنا وتخيل أن الصياد لديه معدات من شباك وغيرها ولديه عمالة تشتغل معه وأنا نفسي تعاقدت مع ثلاث من العمالة المصرية بحسب القانون من عقود وضرائب وكل هذه الأمور والشهائد الصحية ولم نكن ننتظر قرار الإزالة بل كنا ننتظر إنشاء ميناء كطموح لنا لضمان قواربنا ومعداتنا في حفظ وبعيدة عن التلف والذي كان يفترض أن يتم إبلاغنا أولاً وتوفير المكان البديل وليس أن يأتونا بقرار إزالة كيف سيكون العمل من المسئول عن تعويض العمال الذين تعاقدنا معهم ونحن التزمنا بتسديد الضرائب وأمل من المسئول عن هذا أن يفكر ويعيد النظر في قرار الإزالة .

وبعد هذه الجولة السريعة داخل جنبات المرفأ أو مرسى الحرابية كما يسميه الكثيرون نضع علامات الاستفهام الكثيرة حول إزالة هذا المرفأ التاريخي الذي عمره الآن 60 سنة كاملة من الذي وضعه ضمن الهدم أو الإزالة؟ وهل اللجنة الشعبية العامة هي المسئولة فعلا؟ كيف سيكون مصير 70 صياد وهم يعولون أسر ولديهم عمالة تربطهم بها عقود واجبة الدفع واستخرجوا الرخص ودفعوا الضرائب ولا يسألون عن وظيفة أو مرتب من الدولة .

ألا يستحق هؤلاء أن يكرموا على تحقيقهم مقولة "خدمة باليد تكسب منها كل الخير لا ملك الجد ولا تبقى ترجى في الغير" .

ويبقى أخيراً أن نتسأل هل سيسقط مرفأ الوادي بصبراتة بقرار الإزالة أم سيبقى صامداً أمام جرافات اللجنة الشعبية العامة .

الله المستعان والله اكبر
مشكور اخي بوفرقه علي التغطيه

مشكوراخى بوفرق تسلم تحياتى

مشكور اخى بوفرقة على التغطية الرائعة

مشكورين على المرور بارك الله فيكم اجعنكم ماتغيبو