ارتفاع أسعارالوقود فى الاردن

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-04-18, 7:31 am

ارتفاع أسعارالوقود يدخل الصناعات المحلية في مأزق ويهدد تنافسيتها
عمان – نشوى الخالدي - ارتفعت أسعار زيت الوقود الثقيل المستخدم في الصناعات لشهرين على التوالي ( آذار ونيسان ) ضمن التسعيرة الدورية للمشتقات النفطية بنسبة اجمالية بلغت 69ر1% مع توقعات بانعكاس هذا الارتفاع على أسعار المنتجات النهائية للصناعات المحلية التي تشكل كلف الطاقة لديها 60% من مجمل كلف الانتاج للصناعات وفق عاملين بالقطاع .
فقد ارتفع سعر الوقود الصناعي في التسعيرة المعلنة الخميس الماضي بنسبة 0.65%، حيث ارتفع سعر الطن الواحد من هاتين المادتين بمقدار 2.39 دينار مسجلا 370.06 دينار ارتفاعا من 367.67 دينار, بينما ارتفعت أسعار المادة في تسعيرة آذار الماضي بنسب بلغت 04ر1% بفارق 77ر3 دينار عن التعسيرة السابقة لها .
ويرى عاملون في القطاع الصناعي المحلي بأنه بات من الضرورة وضع سياسات جديدة تسهم في الحد من تأثير ارتفاع أسعار الوقود على الصناعات بشكل مطرد, وذلك بعد أن دخل القطاع في مأزق يهدد تنافسيته وقدرته على الاستمرار .
وأشاروا أن ارتفاع كلف الوقود المستخدم في الصناعات أثر على تنافسية المنتج المحلي داخليا وخارجيا خاصة في غياب مصادر جديدة للطاقة كبديل عن المشتقات النفطية الاعتيادية حتى يومنا هذا .
وقال أستاذ الاقتصاد الاستاذ الدكتور بشير الزعبي أن ارتفاع أسعار الوقود المستخدم في الصناعات سيفقد الصناعات الأردنية ميزتها التنافسية , وذلك كون المنافسة سواء الداخلية أو الخارجية تتأثر بالمدخلات الانتاجية ومنها الوقود .
وذكر أن ارتفاع أسعار الطاقة عالميا وخاصة أسعار النفط رفع من كلف الطاقة التي تستحوذ على نصيب الأسد من مجمل كلف الانتاج للصناعات المختلفة , يؤثر بالسلب على قدرة الصناعات المحلية على المنافسة مع الشركات في دول أخرى تتمتع بتكاليف طاقة منخفضة بالمقارنة مع الصناعات المحلية ولديها أيضا بدائل عديدة للطاقة .
وزاد أن القاعدة الانتاجية تربط ارتفاع أسعار المنتج بارتفاع مدخلات الانتاج والسعر النهائي يؤثر في المحصلة على التنافسية كون المستهلك يتحول عادة الى السلع الأقل سعرا بما يضع الصناعات المحلية في منافسة حادة وأحيانا غير عادلة مع السلع المستوردة التي قد تتوفر بأسعار أقل من المحلية لتوفر كلف انتاج أقل خاصة فيما يتعلق بكلف الطاقة المستخدمة في الانتاج لتوفر بدائل عديدة للطاقة والتي تشكل نسبة كبيرة من اجمالي الكلف كاملة .
وأكد الدكتور الزعبي أن الطاقة البديلة هي الحل الأمثل للخروج من الأزمة التي يشهدها القطاع الصناعي في المملكة بل وكافة القطاعات المحلية التي تتأثر جميعها بأسعار الطاقة المرتفعة والمرشحة للمزيد من الارتفاع , حيث تشير الدراسات المختلفة التي أجريت في هذا المجال أن الحل الأمثل في ظل الظروف الراهنة اللجوء الى الطاقة النووية المستخدمة للأغراض السلمية كمصدر بديل لأنواع الوقود وللنفط بالاضافة الى الطاقة المتجددة من طاقة رياح وشمسية والتي تتوافر لدى الأردن بصورة طبيعية واعدة لتبني المزيد من هذا النوع من المشروعات التي تصب أيضا ضمن الطاقة النظيفة .
وأوضح ممثل الصناعات الغذائية في غرفة صناعة عمان محمد العبداللات أنه فيما يخص الصناعات الغذائية المحلية فان تأثير اسعار زيت الوقود الثقيل لا ينعكس على الكلف الانتاجية مقارنة بصناعات أخرى تعتمد اعتمادا كليا على الوقود الثقيل , وذلك كون الصناعات الغذائية تعتمد بالدرجة الأكبر على الكهرباء في عمليات التصنيع حتى لا تتأثر المواد الغذائية المصنعة بالوقود المستخدم كمتطلب سلامة رئيسي .
وبين أنه ونتيجة لذلك فان ما يطرأ على أسعار الكهرباء من تغييرات يؤثر بصورة أساسية على كلف الصناعات الغذائية , مستدركا أن الكهرباء بدورها تعتمد على الوقود الثقيل وبالتالي فان أسعار المشتقات النفطية تكون عادة ضمن حلقة متصلة تؤثر على بعضها في نهاية الأمر .
ويرى الاقتصادي مازن مرجي أنه في كثير من الأحيان تتجاوز نسبة رفع أسعار السلع المختلفة التي يقوم بها مصنعون وتجار النسب الحقيقية لنسب ارتفاع اسعار الوقود مشددا على ضرورة عدم استغلال أسعار الوقود المستخدم في الصناعات سواء من المصنعين أو التجار مبررا لرفع أسعار المنتجات المختلفة بمستويات عالية تفوق نسب ارتفاع الوقود وهو بالتالي أحد الاسباب التي تؤثر ايضا على تنافسية هذه المنتجات محليا وخارجيا . وأوضح أن تنافسية السلع تحددها مجموعة من العوامل منها كلف الانتاج والتي تندرج تحت قاعدة ثابتة وهي كلما ارتفعت كلف الانتاج ارتفعت أسعار المنتج النهائي فيكون التنافس السعري أحد المفاصل الأساسية في تحديد الطلب .
كما توجد عوامل أخرى بحسبه تؤثر على تنافسية المنتج منها النوعية والجودة ومطابقة المواصفات للسلع والمنتجات حيث يتدخل هذا العامل في حجم الطلب وقد يرحل بند السعر ليتخلى عن صدارة المنافسة ليحل جودة المنتج ونوعيته في المقدمة , بالاضافة لعامل بشري هام يؤثر ايضا على التنافسية وهو الانتماء لسلعة ما من قبل المستهلك حيث يحافظ مستهلكون على ولائهم لاستخدام سلعة معينة حتى في حال ارتفاع الأسعار ويعود ذلك للثقة والجودة التي تبنيها الصناعات مع المستهلك على مدار سنوات .
وكانت مطالبات من صناعات محلية ومنذ سنوات تصب باتجاه ضرورة السماح باستخدام بدائل للطاقة العادية في الصناعات المختلفة , وأدخلت في هذا الاطار عدة مصانع تجهيزات تتيح لها استخدام أنواع أخرى من الوقود كالغاز الطبيعي والصخر الزيتي او الفحم البترولي , الا أن القرار الحكومي السماح لهم باستخدام وقود بديل لم يصدر بعد لأسباب منها ما يتعلق باستمرار مفاوضات حكومية للحصول على كميات اضافية من الغاز الطبيعي من مصر لم تنته الى قرار بعد أو ما يتعلق بمتطلبات بيئية لم تفصل الحكومة بها حتى الآن ومن ذلك ما يتعلق باستخدام الصخر الزيتي أو الفحم البترولي في المصانع المحلية .
وتجدر الاشارة أن من أهم البدائل التي يطالب بها القطاع الصناعي في المملكة بديلا عن أنواع الوقود الاعتيادية التي تستنزف بحسب خبراء وعاملين في القطاع من 40-60% من كلف الانتاج السماح لهم بالتوجه نحو استخدام الصخر الزيتي والغاز الطبيعي والفحم البترولي والفحم .

ارتفاع أسعارالوقود فى الاردن 270233