إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
تفسير سورة البقرة - الآية: 90
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة البقرة - الآية: 90
تفسير سورة البقرة - الآية: 90== محمد متولى الشعراوى
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "90")
عندما رفض اليهود الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وطردهم الله من رحمته .. بين لنا أنهم: "بئسما اشتروا به أنفسهم" .. وكلمة اشترى سبق الحديث عنها وقلنا إننا عادة ندفع الثمن ونأخذ السلعة التي نريدها .. ولكن الكافرين قلبوا هذا رأسا على عقب وجعلوا الثمن سلعة .. على أننا لابد أن نتحدث أولا عن الفرق بين شرى واشترى .. شرى بمعنى باع .. واقرأ قوله عز وجل:
{وشروه بثمن بخسٍ دراهم معدودةٍ وكانوا فيه من الزاهدين "20"}(سورة يوسف)
ومعنى الآية الكريمة أنهم باعوه بثمن قليل .. واشترى يعني ابتاع .. ولكن اشترى قد تأتي بمعنى شرى .. لأنك في بعض الأحيان تكون محتاجا إلي سلعة ومعك مال .. وتذهب وتشتري السلعة بمالك وهذا هو الوضع السليم .. ولكن لنفرض أنك احتجت لسلعة ضرورية كالدواء مثلا .. وليس عندك المالك ولكن عندك سلعة أخرى كأن يكون عندك ساعة أو قلم فاخر .. فتذهب إلي الصيدلية وتعطي الرجل سلعة مقابل سلعة .. أصبح الثمن في هذه الحالة مشترى .. إذن فمرة يكون البيع مشتري ومرة يكون مبيعاً ..
والحق تبارك وتعالى يقول: "بئسما اشتروا به أنفسهم" .. وكأنما يعيرهم بأنهم يدعون الذكاء والفطنة .. ويؤمنون بالمادية وأساسها البيع والشراء .. لو كانوا حقيقة يتقنون هذا لعرفوا أنهم قد أتموا صفقة خاسرة .. الصفقة الرابحة كانت أن يشتروا أنفسهم مقابل التصديق بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم .. ولكنهم باعوا أنفسهم واشتروا الكفر فخسروا الصفقة لأنهم أخذوا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة .. والله سبحانه وتعالى يجعل بعض العذاب في الدنيا ليستقيم ميزان الأمور حتى عند من لم يؤمن بالآخرة .. فعندما يرى ذلك من لا يؤمن بالآخرة عذابا دنيويا يقع على ظالم .. يخاف من الظلم ويبتعد عنه حتى لا يصيبه عذاب الدنيا ويعرف أن في الدنيا مقاييس في الثواب والعقاب .. وحتى لا ينتشر في الأرض فساد من لا يؤمن بالله ولا بالآخرة .. وضع الحق تبارك وتعالى قصاصا في الدنيا .. واقرأ قوله جل جلاله:
{ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون "179" }(سورة البقرة)
والله سبحانه وتعالى في قصاصه يلفت المؤمن وغير المؤمن إلي عقوبة الحياة الدنيا .. فيأتي للمرابي الذي يمتص دماء الناس ويصيبه بكارثة لا يجد بعدها ما ينفقه .. ولذلك نحن نقول يا رب إن القوم غرهم حلمك واستبطأوا آخرتك فخذهم ببعض ذنوبهم أخذ عزيز مقتدر حتى يعتدل الميزان.
والله تبارك وتعالى جعل مصارع الظالمين والباغين والمتجبرين في الدنيا .. جعلها الله عبرة لمن لا يعتبر بمنهج الله. فتجد إنسانا ابتعد عن دينه وأقبلت عليه الدنيا بنعيمها ومجدها وشهرتها ثم تجده في آخر أيامه يعيش على صدقات المحسنين .. وتجد امرأة غرها المال فانطلقت تجمع من كل مكان حلالا أو حراما وأعطتها الدنيا بسخاء .. وفي آخر أيامها تزول عنها الدنيا فلا تجد ثمن الدواء .. وتموت فيجمع لها الناس مصاريف جنازتها .. كل هذه الأحداث وغيرها عبرة للناس .. ولذلك فهي تحدث على رؤوس الأشهاد .. يعفرها عدد كبير من الناس .. إما لأنها تنشر في الصحف وإما أنها تذاع بين أهل الحي فيتناقلونها .. المهم أنها تكون مشهور.
وتجد مثلا أن اليهود الذين كانوا زعماء المدينة تجار الحرب والسلاح .. ينتهي بهم الحال أن يطردوا من ديارهم وتؤخذ أموالهم وتسبى نساؤهم .. أليس هذا خزيا؟ قوله تعالى: "أن يكفروا يما أنزل الله بغيا" .. البغي تجاوز الحد، والله جعل لكل شيء حدا من تجاوزه بغى .. والحدود التي وضعها الله سبحانه هي أحكام .. ومرة تكون أوامر ومرة تكون نواهي. ولذلك يقول الحق بالنسبة للأوامر:
{تلك حدود الله فلا تعتدوها }(من الآية 229 سورة البقرة)
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "90")
ويقول تعالى بالنسبة للنواهي:
{تلك حدود الله فلا تقربوها }
(من الآية 229 سورة البقرة)
ولكن ما سبب بغيهم؟ ببغيهم حسد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأتي إليه الرسالة .. وعلى العرب أن يكون الرسول منهم .. واليهود اعتقدوا لكثرة أنبيائهم أنهم الذين ورثوا رسالات الله إلي الأرض .. وعندما جاءت التوراة والإنجيل يبشران برسول خاتم قالوا إنه منا .. الرسالة والنبوة لن تخرج عنا فنحن شعب الله المختار .. ولذلك كانوا يعلنون أنهم سيتبعون النبي القادم وينصرونه .. ولكنهم فوجئوا بأنه ليس منهم .. حينئذ ملأهم الكبر والحسد وقالوا مادام ليس منا فلن نتبعه بل سنحاربه .. لقد خلعت منهم الرسالات لأنهم ليسوا أهلا لها .. وكان لابد أن يعاقبهم الله على كفرهم ومعصيتهم ويجعل الرسالة في أمة غيرهم .. والله تبارك وتعالى يقول:
{إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ "16" وما ذلك على الله بعزيزٍ "17" }
(سورة فاطر)
لقد اختبرهم الله في رسالات متعددة ولكنهم كما قرأنا في الآيات السابقة .. كذبوا فريقا من الأنبياء. ومن لم يكذبوه قتلوه .. لذلك كان لابد أن ينزع الله منهم هذه الرسالات ويجعلها في أمة غيرهم .. لتكون أمة العرب فيها ختام رسالات السماء إلي الأرض .. ولذلك بغوا.
وقوله تعالى: "بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده" .. ومن هنا نعرف أن الرسالات واختيار الرسل .. فضل من الله يختص به من يشاء .. والله سبحانه حين يطلق أيدينا ويملكنا الأسباب .. فإننا لا نخرج عن مشيئته بل نخضع لها .. ونعرف أنه لا ذاتية في هذا الكون .. وذلك حتى لا يغتر الإنسان بنفسه .. فإن بطل العالم في لعبة معينة هو قمة الكمالات البشرية في هذه اللعبة .. ولكن هذه الكمالات ليست ذاتية فيه لأن غيره يمكن أن يتغلب عليه .. ولأنه قد يصيبه أي عائق يجعله لا يصلح للبطولة .. وعلى كل حال فإن بطولته لا تدوم .. لأنها ليست ذاتية فيه ومن وهبها له وهو الله سيهبها لغيره متى شاء .. ولذلك لابد أن يعلم الإنسان أن الكمال البشري متغير لا يدوم لأحد .. وأن كل من يبلغ القمة ينحدر بعد ذلك لأننا في عالم أغيار .. ولابد لكل من علا أن ينزل .. فالكمال لله وحده .. والله سبحانه يحرس كماله بذاته.
إذن اليهود حسدوا رسول الله .. حسدوا نزول القرآن على العرب .. والحق سبحانه يقول: "فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين" .. والله جل جلاله يخبرنا أنه غضب عليهم مرتين. الغضب الأول أنهم لم ينفذوا ما جاء في التوراة فغضب الله عليهم .. والغضب الثاني حين جاءهم رسول مذكور عندهم في التوراة ومطلوب منهم أن يؤمنوا به فكفروا به .. وكان المفروض أن يؤمنوا حتى يرضى الله عنهم .. ولذلك غضب الله عليهم مرة أخرى عندما كفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وقوله تعالى: "وللكافرين عذاب مهين" .. العذاب في القرآن الكريم وصف بأنه أليم .. ووصف بأنه عظيم ووصف بأنه مهين .. أليم أي شديد الألم يصيب من يعذب بألم شديد .. ولكن لنفرض أن الذي يعذب يتجلد .. ويحاول ألا يظهر الألم حتى لا يشمت فيه الناس .. يأتيه الله بعذاب عظيم لا يقدر على احتماله .. ذلك أن عظمة العذاب تجعله لا يستطيع أن يحتمل .. فإذا كان الإنسان من الذين تزعموا الكفر في الدنيا .. ووقفوا أمام دين الله يحاربونه وتزعموا قومهم .. يأتيهم الله تبارك وتعالى بعذاب مهين .. ويكون هذا أكثر إيلاما للنفس من الألم .. تماما كما تأتي لرجل هو أقوى من في المنطقة يخافه الناس جميعا ثم تضربه بيدك وتسقطه على الأرض .. تكون في هذه الحالة قد أهنته أمام الناس .. فلا يستطيع بعد ذلك أن يتجبر أو يتكبر على واحد منهم .. ويكون هذا أشد إيلاما للنفس من ألم العذاب نفسه ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:
{ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتياً "69" ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً "70" }(سورة مريم)
وقوله جل جلاله:
{ذق إنك أنت العزيز الكريم "49" }(سورة الدخان)
ذلك هو العذاب المهين.
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "90")
عندما رفض اليهود الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وطردهم الله من رحمته .. بين لنا أنهم: "بئسما اشتروا به أنفسهم" .. وكلمة اشترى سبق الحديث عنها وقلنا إننا عادة ندفع الثمن ونأخذ السلعة التي نريدها .. ولكن الكافرين قلبوا هذا رأسا على عقب وجعلوا الثمن سلعة .. على أننا لابد أن نتحدث أولا عن الفرق بين شرى واشترى .. شرى بمعنى باع .. واقرأ قوله عز وجل:
{وشروه بثمن بخسٍ دراهم معدودةٍ وكانوا فيه من الزاهدين "20"}(سورة يوسف)
ومعنى الآية الكريمة أنهم باعوه بثمن قليل .. واشترى يعني ابتاع .. ولكن اشترى قد تأتي بمعنى شرى .. لأنك في بعض الأحيان تكون محتاجا إلي سلعة ومعك مال .. وتذهب وتشتري السلعة بمالك وهذا هو الوضع السليم .. ولكن لنفرض أنك احتجت لسلعة ضرورية كالدواء مثلا .. وليس عندك المالك ولكن عندك سلعة أخرى كأن يكون عندك ساعة أو قلم فاخر .. فتذهب إلي الصيدلية وتعطي الرجل سلعة مقابل سلعة .. أصبح الثمن في هذه الحالة مشترى .. إذن فمرة يكون البيع مشتري ومرة يكون مبيعاً ..
والحق تبارك وتعالى يقول: "بئسما اشتروا به أنفسهم" .. وكأنما يعيرهم بأنهم يدعون الذكاء والفطنة .. ويؤمنون بالمادية وأساسها البيع والشراء .. لو كانوا حقيقة يتقنون هذا لعرفوا أنهم قد أتموا صفقة خاسرة .. الصفقة الرابحة كانت أن يشتروا أنفسهم مقابل التصديق بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم .. ولكنهم باعوا أنفسهم واشتروا الكفر فخسروا الصفقة لأنهم أخذوا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة .. والله سبحانه وتعالى يجعل بعض العذاب في الدنيا ليستقيم ميزان الأمور حتى عند من لم يؤمن بالآخرة .. فعندما يرى ذلك من لا يؤمن بالآخرة عذابا دنيويا يقع على ظالم .. يخاف من الظلم ويبتعد عنه حتى لا يصيبه عذاب الدنيا ويعرف أن في الدنيا مقاييس في الثواب والعقاب .. وحتى لا ينتشر في الأرض فساد من لا يؤمن بالله ولا بالآخرة .. وضع الحق تبارك وتعالى قصاصا في الدنيا .. واقرأ قوله جل جلاله:
{ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون "179" }(سورة البقرة)
والله سبحانه وتعالى في قصاصه يلفت المؤمن وغير المؤمن إلي عقوبة الحياة الدنيا .. فيأتي للمرابي الذي يمتص دماء الناس ويصيبه بكارثة لا يجد بعدها ما ينفقه .. ولذلك نحن نقول يا رب إن القوم غرهم حلمك واستبطأوا آخرتك فخذهم ببعض ذنوبهم أخذ عزيز مقتدر حتى يعتدل الميزان.
والله تبارك وتعالى جعل مصارع الظالمين والباغين والمتجبرين في الدنيا .. جعلها الله عبرة لمن لا يعتبر بمنهج الله. فتجد إنسانا ابتعد عن دينه وأقبلت عليه الدنيا بنعيمها ومجدها وشهرتها ثم تجده في آخر أيامه يعيش على صدقات المحسنين .. وتجد امرأة غرها المال فانطلقت تجمع من كل مكان حلالا أو حراما وأعطتها الدنيا بسخاء .. وفي آخر أيامها تزول عنها الدنيا فلا تجد ثمن الدواء .. وتموت فيجمع لها الناس مصاريف جنازتها .. كل هذه الأحداث وغيرها عبرة للناس .. ولذلك فهي تحدث على رؤوس الأشهاد .. يعفرها عدد كبير من الناس .. إما لأنها تنشر في الصحف وإما أنها تذاع بين أهل الحي فيتناقلونها .. المهم أنها تكون مشهور.
وتجد مثلا أن اليهود الذين كانوا زعماء المدينة تجار الحرب والسلاح .. ينتهي بهم الحال أن يطردوا من ديارهم وتؤخذ أموالهم وتسبى نساؤهم .. أليس هذا خزيا؟ قوله تعالى: "أن يكفروا يما أنزل الله بغيا" .. البغي تجاوز الحد، والله جعل لكل شيء حدا من تجاوزه بغى .. والحدود التي وضعها الله سبحانه هي أحكام .. ومرة تكون أوامر ومرة تكون نواهي. ولذلك يقول الحق بالنسبة للأوامر:
{تلك حدود الله فلا تعتدوها }(من الآية 229 سورة البقرة)
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "90")
ويقول تعالى بالنسبة للنواهي:
{تلك حدود الله فلا تقربوها }
(من الآية 229 سورة البقرة)
ولكن ما سبب بغيهم؟ ببغيهم حسد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأتي إليه الرسالة .. وعلى العرب أن يكون الرسول منهم .. واليهود اعتقدوا لكثرة أنبيائهم أنهم الذين ورثوا رسالات الله إلي الأرض .. وعندما جاءت التوراة والإنجيل يبشران برسول خاتم قالوا إنه منا .. الرسالة والنبوة لن تخرج عنا فنحن شعب الله المختار .. ولذلك كانوا يعلنون أنهم سيتبعون النبي القادم وينصرونه .. ولكنهم فوجئوا بأنه ليس منهم .. حينئذ ملأهم الكبر والحسد وقالوا مادام ليس منا فلن نتبعه بل سنحاربه .. لقد خلعت منهم الرسالات لأنهم ليسوا أهلا لها .. وكان لابد أن يعاقبهم الله على كفرهم ومعصيتهم ويجعل الرسالة في أمة غيرهم .. والله تبارك وتعالى يقول:
{إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ "16" وما ذلك على الله بعزيزٍ "17" }
(سورة فاطر)
لقد اختبرهم الله في رسالات متعددة ولكنهم كما قرأنا في الآيات السابقة .. كذبوا فريقا من الأنبياء. ومن لم يكذبوه قتلوه .. لذلك كان لابد أن ينزع الله منهم هذه الرسالات ويجعلها في أمة غيرهم .. لتكون أمة العرب فيها ختام رسالات السماء إلي الأرض .. ولذلك بغوا.
وقوله تعالى: "بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده" .. ومن هنا نعرف أن الرسالات واختيار الرسل .. فضل من الله يختص به من يشاء .. والله سبحانه حين يطلق أيدينا ويملكنا الأسباب .. فإننا لا نخرج عن مشيئته بل نخضع لها .. ونعرف أنه لا ذاتية في هذا الكون .. وذلك حتى لا يغتر الإنسان بنفسه .. فإن بطل العالم في لعبة معينة هو قمة الكمالات البشرية في هذه اللعبة .. ولكن هذه الكمالات ليست ذاتية فيه لأن غيره يمكن أن يتغلب عليه .. ولأنه قد يصيبه أي عائق يجعله لا يصلح للبطولة .. وعلى كل حال فإن بطولته لا تدوم .. لأنها ليست ذاتية فيه ومن وهبها له وهو الله سيهبها لغيره متى شاء .. ولذلك لابد أن يعلم الإنسان أن الكمال البشري متغير لا يدوم لأحد .. وأن كل من يبلغ القمة ينحدر بعد ذلك لأننا في عالم أغيار .. ولابد لكل من علا أن ينزل .. فالكمال لله وحده .. والله سبحانه يحرس كماله بذاته.
إذن اليهود حسدوا رسول الله .. حسدوا نزول القرآن على العرب .. والحق سبحانه يقول: "فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين" .. والله جل جلاله يخبرنا أنه غضب عليهم مرتين. الغضب الأول أنهم لم ينفذوا ما جاء في التوراة فغضب الله عليهم .. والغضب الثاني حين جاءهم رسول مذكور عندهم في التوراة ومطلوب منهم أن يؤمنوا به فكفروا به .. وكان المفروض أن يؤمنوا حتى يرضى الله عنهم .. ولذلك غضب الله عليهم مرة أخرى عندما كفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وقوله تعالى: "وللكافرين عذاب مهين" .. العذاب في القرآن الكريم وصف بأنه أليم .. ووصف بأنه عظيم ووصف بأنه مهين .. أليم أي شديد الألم يصيب من يعذب بألم شديد .. ولكن لنفرض أن الذي يعذب يتجلد .. ويحاول ألا يظهر الألم حتى لا يشمت فيه الناس .. يأتيه الله بعذاب عظيم لا يقدر على احتماله .. ذلك أن عظمة العذاب تجعله لا يستطيع أن يحتمل .. فإذا كان الإنسان من الذين تزعموا الكفر في الدنيا .. ووقفوا أمام دين الله يحاربونه وتزعموا قومهم .. يأتيهم الله تبارك وتعالى بعذاب مهين .. ويكون هذا أكثر إيلاما للنفس من الألم .. تماما كما تأتي لرجل هو أقوى من في المنطقة يخافه الناس جميعا ثم تضربه بيدك وتسقطه على الأرض .. تكون في هذه الحالة قد أهنته أمام الناس .. فلا يستطيع بعد ذلك أن يتجبر أو يتكبر على واحد منهم .. ويكون هذا أشد إيلاما للنفس من ألم العذاب نفسه ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:
{ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتياً "69" ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً "70" }(سورة مريم)
وقوله جل جلاله:
{ذق إنك أنت العزيز الكريم "49" }(سورة الدخان)
ذلك هو العذاب المهين.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 90
بارك الله فيك على ما قدمت وجعلة الله فى ميزان حسناتك بأذن الله
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 90
لك الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 90
سلام عليكم
شريطة مجالستنا أن لاتذكر أحدآ بسوء
لكم مني اجمل تحية اخوكم طيب ليبيا
شريطة مجالستنا أن لاتذكر أحدآ بسوء
لكم مني اجمل تحية اخوكم طيب ليبيا
طيب ليبيا- عميد
-
عدد المشاركات : 1005
العمر : 49
قوة التقييم : 8
تاريخ التسجيل : 20/01/2010
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 90
لك الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 90
احسنت الاختيار بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب وجعله الله فى ميزان حسناتك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 57
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 90
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 90
كل الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة البقرة - الآية: 19
» تفسير سورة البقرة - الآية: 34
» تفسير سورة البقرة - الآية: 50
» تفسير سورة البقرة - الآية: 66
» تفسير سورة البقرة - الآية: 93
» تفسير سورة البقرة - الآية: 34
» تفسير سورة البقرة - الآية: 50
» تفسير سورة البقرة - الآية: 66
» تفسير سورة البقرة - الآية: 93
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 2:51 pm من طرف STAR
» مانشستر يونايتد يستهدف مهاجم ريال مدريد
أمس في 2:51 pm من طرف STAR
» نجم آرسنال على طاولة برشلونة
أمس في 2:50 pm من طرف STAR
» مدن في ماليزيا تضمن للسائحين قضاء إجازة استثنائية
أمس في 2:50 pm من طرف STAR
» كيفية تعطيل وظائف مشاركة الملفات في الهواتف الذكية
أمس في 2:49 pm من طرف STAR
» ما هو سبب الخمول خلال النهار وما هي الاطعمة التي علينا تجنبها
أمس في 2:48 pm من طرف STAR
» حالة مزمنة تؤثر على 40% من سكان العالم تسرع من شيخوخة الدماغ
أمس في 2:48 pm من طرف STAR
» كيك الشاي بالزعفران والبرتقال
أمس في 2:47 pm من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 2:44 pm من طرف STAR
» عناصر غذائية تنشط الغدة الدرقية
2024-03-27, 2:13 pm من طرف STAR
» رونالدو يصب غضبه على الحكم الرابع بعد خسارة مدوية للبرتغال
2024-03-27, 2:13 pm من طرف STAR
» ما الأفضل الاستحمام ليلا أم صباحا؟
2024-03-27, 2:11 pm من طرف STAR
» كبدة دجاج مقلية مع حمص بالبصل
2024-03-27, 2:10 pm من طرف STAR
» مباريات الثلاثاء 26/3/2024 وقنوات الناقلة
2024-03-26, 3:24 pm من طرف STAR
» جولة على الجسور القديمة... معالم شهيرة صمدت على مر التاريخ
2024-03-26, 3:21 pm من طرف STAR