مركـــز طرابلــــس الطبـــــــــــــي

عندما تمر بجانبه ستشعر حتما بأنك تمر بجانب أحد المعالم الكبرى لمدينتنا و بالنظر الى المساحة التي يشغلها هدا الصرح و شكل المبنى و الاجراءات التي تبدو للوهلة الاولى

انها مشددة ستشعر بالفخر لان مكان كهذا يقع هنا في بلادنا

عندمــا ترى أو تسمع عن الصراعات و المنافسات الموجودة بداخله بين الاطبــاء و الممرضات و الممرضين و جميع العاملين بداخله تشعر بأنه مكان تولد فيه من جديد

و أخيرا عندمـــا يمنعوك الدخول من باب المستشفى لمرافقة مريضك ستشعر انهم يمنعونك من الدخول الى فندق 7 نجوم و تشعر ايضاً ان طاقما طبيا كاملا يسهر على راحة

مريضك .. و اخيرا ستشعر ان دخولك الى هناك ما هو الا كرم كبير منهم و دين ستحمله ما تبقى لك من حياتك فأنت الذي تصر ان تدخل و تستعطفهم للدخول و تترجاهم لقضاء ليلة بالداخل

و لكن كل ما فات كان ضرباً من الاحلام .. و الجنون

مساحة كبيرة بلا فائدة .. مساحة مستغلة بشكل ايجابي من ناحية المبنى و الحدائق المحيطة و لكن .. اطباء و ممرضين و عاملين هم بأنفسهم ينتظرون رحمة الله .. منافسة على

زعامة .. على منصب .. على كرسي .. منافسة على بوابة دخول .. و احيانا على خط هاتف داخلي .. أطباء يتصارعون من أجل مريض .. ليس لعلاجه و لكن لقتله

ممرضات يتنافسن .. ليس للاعتناء بالمرضى .. و لكن للتزين و وضع اوزان مختلفة من المكياج على الوجوه .. ممرضين ايضا يتنافسون ايضا ليس على راحة المريض و لكن على اشياء اخرى

عمال النظافة ايضا يتصارعون على منصب حتى لو كان مساعد مساعد مساعد مساعد نائب رئيس النظافة اما عن العاملين على البوابة و رئيسهم فـ حدث و لا حرج فلا ترى

لهم أسلوب الا ان يظلو يرمقونك من بعيد كأنك سارق ينتظرونه يمنعوك من الدخول كأنهم على بوابة الجنة و الحمد لله على انهم ليسو كذلك .. أحيانا قد لا يعرف حتى قرأة ورقة

أو جملة و لكن بالنظر الى معاملته ستشعر أن شهادته تؤهله الى منصب مدير و لكن الحظ العاثر ارسله الى تلك البوابة !!

عندما تتخطى كل ذلك بقدرة الله .. سيحبطك كل ما يوجد بالداخل .. فلا اسرة جيدة .. اذا امتلئت الغرفة اما ان تنام على الارض او على الكرسي او ان تبحث في جميع غرف

المستشفى عن سرير عندها ستكمل البحث مع اذان الفجر .. أطباء كأن بيدهم الحياة و الموت .. ينظرون اليك كأنك جئت لتسلبهم اموالهم او ان تسطو على خزائنهم .. و كأنك

أقل من أن تتكلم معهم

رأيت الكثير من المرضى هناك ينتظرون اجراء عملية كأنهم ينتظرون ايذانا لهم بمواصلة الحياة .. وصل بهم الامر الى ان يتمنو العملية مهما كانت نتيجتها .. حتى ولو كانت

طريقهم الى الموت .. !!

اربعة أشــهر أو اكثر اداوم هناك في مركز طرابلس الطبي .. ليس كموظف و لكن كزائر .. و مرافق

ليال كثيرة قضيتها هناك .. لا وجود ليوم كأخر .. فالطرق التي ادخل بها مختلفة .. و الساعات التي ادخل بها ايضا مختلفة .. و الظروف متباينة .. شاهدت مواقف كثيرة و عديدة

كلها تدعو للاسف فلا شيئ يسر.. هناك

مع كل ما سبق لا أنكر وجود أطباء و ممرضين و ممرضات مخلصون في اعمالهم يحترمون مهنتهم كامل الاحترام .. و لكن للاسف في ذلك المستشفى بالكامل .. يعدون على

اصابع اليد الواحدة او قد تستخدم يدك الاخرى عند عدهم .

و لكن كما أن الكثرة تغلب الشجاعة .. فهولاء القليل لن تراهم في ذلك الزحام الصباحي للمستشفى و الضجيج الكبير .. سيظهرون كغيرهم .. و لكن ما أن يبدأ الليل في ارسال

اولى خيوطه و تقل الخطى داخل الممرات .. تستطيع أن ترى ما بداخلهم من معدن نقـــي

لا احاول ان اشوه صورة ما قد رأها البعض جميلة او ما شابه ذلك

و لكنها كلمات عالقة منذ فترة قصيرة و لا اريدها ان تختفي كما اختفت كلمات قبلها

مشكور

اجهزتنا الطبية مع الأسف لا يجيدون التعامل مع المريض ويتصرفون بتعالي وغطرسة لإخفاء عجزهم الطبي والعلمي , ونفس الصورة في مستشفي تاجورا للأسف ... ابناء البلاد غير قادرين علي خدمة بلادهم .
شكرا لك أخي علي نقدك البناء , والمراد منه تصحيح الأخطاء وليس النيل من العاملين ........ تقبل مروري ............ سلام

شكراً لكم على المرور والمتاعبة يا غوالى