ساركوزي لن ينحني للاحتجاجات ويأمر الشرطة بتحرير مستودعات الو

خطت الإدارة الفرنسية في الساعات الاربع والعشرين الماضية، خطوات ميدانية مهمة في المواجهة مع المناهضين لمشروع نظام التقاعد الجديد الذين تمردوا في شتى انحاء البلاد في الايام الاخيرة وسيطروا على مواقع صناعية وحاصروا مستودعات النفط في مناطق عدة، فأعلن الرئيس نيكولا ساركوزي امس انه طلب من قوات الأمن فك الحصار الذي فرضه المعارضون على خزانات الوقود، وذلك بهدف العودة بالبلاد الى الوضع الطبيعي بأسرع وقت، مع تأكيده في المقابل مضيه في مشروع اصلاح نظام التقاعد رغم موجة الاحتجاجات القوية. وقامت قوات الامن في مدينة ليون بعملية واسعة النطاق شاركت فيها الطوافات من اجل التصدي لأعمال العنف والشغب.
وخلال اجتماع للحكومة امس، قال ساركوزي "ان النقل يشكل قضية حيوية بالنسبة لملايين من مواطنينا. ان الامر يتعلق هنا بحرية اساسية، وفي الايام الاخيرة وجد معظم الفرنسيين ان حياتهم اليومية اضطربت بسبب مشكلات في التزود طالت قسما من محطات الوقود". واضاف "لقد اصدرت اوامري امس (الاول) لفك الطوق عن جميع مستودعات المحروقات من اجل العودة بالبلاد الى الوضع الطبيعي في اقرب وقت". وحذر من انه "اذا لم يتم وضع حد سريع لذلك فان عمليات الفوضى هذه التي تسعى الى التسبب بشل البلاد، يمكن ان تكون لها آثار على العمل من خلال تدهور السير الطبيعي للنشاط الاقتصادي". وكرر تأكيد ان مشروع الاصلاح ماض "حتى النهاية"، مؤكدا حرصه على "ضمان احترام النظام الجمهوري".
في المقابل، واصل بعض المحتجين، على القانون التقاعدي التي تعتزم الحكومة سنّه، أعمال الشغب وانتشرت اعمال التكسير واضرام النيران في شوارع مدينة ليون امس وفي بعض المناطق الاخرى، ما دفع بوزير الداخلية بريس هورتفو الى التوجه الى المدينة حيث توقفت حركة النقل في الشوارع بعدما انتشر مئات من الشبان واضرموا النيران في بعض الشاحنات والسيارات وقاموا بتحطيم واجهات المحال. وعلى الفور، اصدرت وزارة الداخلية اوامرها الى آلاف من شرطة مكافحة الشغب مدعومين بطوافات حلقت على علو منخفض داخل الشوارع من اجل انهاء حال الفوضى التي يشيعها المشاغبون. وقامت بلدية ليون في الصباح الباكر بإزالة جميع مستوعبات النفايات من الشوارع لئلا تصبح ادوات هجوم في ايدي المتظاهرين. واشارت قوات الامن الى وجود اكثر من 1300 مشاغب يقومون بأعمال عنف في المدينة وقامت الشرطة بتوقيف نحو 80 منهم.
وفي هذا الوقت، حاولت دوريات للشرطة تفريق المحتجين الذين يحاصرون مستودعات المحروقات في شتى انحاء البلاد. واعلن هورتفو رسميا امس "لقد اعطيت تعليمات واضحة الى قوات الشرطة بإستخدام القوة اذا لزم الامر في انهاء الحصار الذي يفرضه المحتجون على خزانات الوقود". وبدأ الحصار المستهدف للمحروقات ينتهي رويدا رويدا مع مرور ساعات يوم امس بعدما تمكنت الشرطة من تحرير المخازن واحدا تلو الآخر.
اما باريس، فشهدت امس مسيرة من آلاف الطلاب والعمال تظاهروا امام مبنى مجلس الشيوخ منددين بإصلاح نظام التقاعد الذي تريده الحكومة.
وكان مقرراً ان يصوت المجلس على نص القانون امس ولكن بضغط من الشيوخ اليساريين تم تأجيل جلسة الحسم الى موعد آخر اقربه اليوم، وقد لا يتم البت بأمر التصويت قبل نهاية الاسبوع الجاري.
ويقضي القانون الجديد الذي وضعه وزير العمل اريك ورث مدعوما بشكل تام من ساركوزي ورئيس الحكومة فرنسوا فيون بتأخير سن التقاعد الرسمي من 60 عاما الى 62 بحلول العام 2018 وتأخير الحصول الكامل على معاش التقاعد من عمر 65 عاما الى عمر 67. وتتواصل منذ شهر ايلول (سبتمبر) الفائت المسيرات في شوارع البلاد احتجاجا على هذا القانون، املا في ثني الحكومة عن المضي فيه. ولكن الجمعية الوطنية اقرته والانظار تتجه الآن الى مجلس الشيوخ كي يصبح البرلمان مصادقا عليه بشكل كامل.

اخصــائى فى نقــل الآحــــداث السيـــاسيه والآقتصــادية العـــالميــة والمحليــــة المتفــرقه.