معادلة المخدرات في ليبيا ... هل؟ ومن؟ وكيف؟ ولماذا؟

من طرف محمد عبدالخالق 2010-11-01, 2:09 pm

هل يعقل ان تنتشر أخطر أنواع المخدرات في المجتمع الليبي بهذه السرعة وأمام الأشهاد؟

من هو الشاب الليبي الذي يستطيع شراء الهيروين وحبوب الهلوسة والـ "نتشة"؟

كيف يتحول الشباب في ليبيا خلال سنوات قليلة من تعاطي شكلاطة الكورة (الثلاثة بربع) إلى الحشيش ومن الشمعدان إلى الهيروين ومن شكلاطة البانيو (الزوز بربع) إلى حبوب الهلوسة في الشوارع؟

كيف يتحول هذا الأمر إلى شئ معتاد (أو هكذا يبدو) وكيف يمكن لأحد أن يعزى أب ليبي متدين و محافظ في وفاة إبنه المدمن و (المخروم) ؟ وكيف اعتاد الناس "نفسيا" على خيم العزاء التي تقام لوفاة أحد المخرومين؟

كيف تخترق هذه السموم منافذ البلاد (موانئ ومطارات وبوابات حدودية) برغم كثرة رجال الأمن وحرس الحدود أم أن الأمر له علاقة بتلك الأجهزة؟

لنفترض أن عددا من المجرمين تمكنوا من جلب بعض المخدرات من حبوب وحشيش وشمة في شنطهم عبر المطار أو راس اجدير، كيف يمكن تفسير دخول الهيروين بالقناطير والحقن بكميات خيالية وحبوب الهلوسة بمئات الألاف؟

هل يستطيع أحد من المسؤولين تقدير الكميات التي تتداول في الشارع والتي أصبحت في متناول كل من يملك الثمن؟ بل أصبحت في متناول طلبة الثانويات والمعاهد العليا والمتوسطة ناهيك عن الجامعات؟

هل سنتهم بالمبالغة إن قلنا بأن الأمر له علاقة بالجريمة المنظمة؟ فتجارب العالم الحر تؤكد أن انتشار هذه الظواهر بهذه السرعة في مجتمع محافظ كمجتمعنا لا تتم لمجرد أن هناك بعض المتعاطين من الفاسدين من أبناء رجالات الدولة الأثرياء بل أنها تتم بحكم تواجد العصابات المنظمة التي تسعى إلى السيطرة على العقول قبل الجيوب.

هل يعلم الناس ان مسألة إدمان المخدرات لم تعد خاصة بالمدن الكبيرة فحسب بل أن الأمر وصل إلى القرى والأحياء الفقيرة حيث انجر كثير من أبناء الفقراء (بسبب الفقر والعازة والظلم الاجتماعي) لتعاطي هذه السموم المدمرة ولكن يبقى السؤال المحير هو "كيف استطاع أبناء الفقراء دفع ثمن باهظ للحصول على تلك الحقن والحبوب؟"

كيف يستطيع جهاز المكافحة من فترة إلى أخرى كشف كميات مهولة من هذه السموم ولا نسمع عن تورط لعناصر مسؤولة في هذه الجريمة المنظمة؟ وأين تذهب قناطير الهيروين وكميات الحقن والحبوب المهولة بعد الاستيلاء عليها من قبل جهاز المكافحة؟ وهل يتم حرقها بالكامل أم أن هناك احتمالات أخرى؟

كيف يتم كل ذلك في بلد اسميتموه مؤخرا ببلد المليون حافظ؟

لماذا لا يتم التحقيق مع كبار المسئولين بجهاز مكافحة المخدرات والذين أصبحوا من الأثرياء ومن ملاك عقارات بالملايين واموال طائلة خلال السنوات الماضية؟

هل يمكننا سحب كل ما قلناه عن المخدرات بنفس الطريقة على المواد الغذائية والملابس المسرطنة؟

أليس من المنطقي أن يتسرب لدينا الظن (مجرد الظن) بأن الأمر له علاقة بالجريمة المنظمة وأن هناك مسؤولين كبار في الدولة وراء هذه الظواهر المدمرة؟

الشفافية ـ 2 اكتوبر 2010