تونس وجهة صحية محبذة لجيرانها من ليبيا

موقع مغاربية/منية غانمي: أصبحت تونس وجهة صحية محبذة لجيرانها من ليبيا والجزائر الذين يتزايد إقبالهم من سنة إلى أخرى على المستشفيات والمصحات التونسية طلبا للعلاج والشفاء وهو ما تؤكده أرقام وزارة الصحة التونسية التي أشارت إلى أن المؤسسات الصحية استقبلت السنة الماضية أزيد من 140 ألف مريض ليبيي وجزائري.
بوعجيلة الفاخري كثير التواتر على مصحات تونس قال لمغاربية "نعاني في ليبيا من سوء معاملة الأطر الطبية لنا وتجاهلهم للمشاكل الصحية التي تؤرقنا".
عدم رضى الليبيين عن الخدمات الصحية المقدمة في بلدهم جعلهم يغيرون اتجاههم إلى تونس، حتى أن إحدى المصحات المعروفة بتونس تسمى "المصحة الليبية".
وصدر تقرير عن الحكومة الليبية في أوائل هذا العام أبرز أن الحكومة أنفقت 2 مليار دولار على قطاع الصحة السنة الماضية، مضيفا أن ليبيا تضم 97 مستشفى تحتوي 20689 سرير
إلا أن بعض الليبيين قالوا إن معطيات إصلاح الرعاية الصحية لا تعكس الحقيقة، مشيرين إلى أن المستشفيات في ليبيا مازالت تشكو الإهمال والتردي بسبب غياب أبسط المرافق الضرورية كالمكيفات والأغطية إضافة إلى نقص السعة السريرية.
حميدة عبد الكريم قال "كل هذه العوامل جعلت المواطن الليبي يفقد الثقة في الخدمات الصحية لبلده ويهجرها إلى مستشفيات البلدان المجاورة".
وحسب دراسة أجراها مركز التوثيق التابع لأمانة الصحة الليبية فقد تم إيفاد 566 طبيب إلى دورات بالخارج وذلك للرفع من كفاءتهم، في حين أجريت 6024 دورة طبية محلية لفائدة عديد الإطارات الطبية. كما ذكر نفس المصدر أنه تم إيفاد 1283 حالة مرضية إلى الخارج سنة 2008 بعد أن كانت في حدود 399 حالة في 2007.
نوال العيساوي قدمت إلى تونس رفقة والدها المريض بعد أن نصحه الأطباء في ليبيا بضرورة استكمال علاجه بتونس. وبالرغم من أنها لقيت سهولة في إجراء الفحوصات والكشوفات وسرعة ودقة في استخراج نتائج التحاليل لم تعهدها من قبل، إلا أنها أكدت أن معظم الليبيين يقصدون تونس للتداوي بغرض التباهي والافتخار، وذكرت أن كل الإمكانيات متوفرة في بلدها.
كما يتزايد عدد الجزائريين الراغبين في التداوي بتونس يومًا بعد يوم، حيث تحولت مصحات تونس العاصمة وسوسة وصفاقس إلى قبلة للمرضى الجزائريين خاصة في فصل الصيف تزامنا مع الموسم السياحي حيث يفضل العديد من الجزائريين ضرب عصفورين بحجر واحد بقضاء عطلتهم الصيفية بتونس واستغلالها لعلاج أمراضهم.
ويرى البعض الأخر من الجزائريين بأن سبب لجوئهم إلى العيادات التونسية يأتي نتيجة لافتقار مستشفياتهم المحلية إلى خبرة إطاراتها مما اضطرهم إلى الهجرة نحو العيادات التونسية.
وتشير أرقام عمادة الأطباء الفرنسية لسنة 2009 إلى أن عدد الأطباء الجزائريين العاملين الذين يشتغلون فوق التراب الفرنسي يقارب 1934 طبيب بنسبة 10.26 بالمائة من العدد الإجمالي للأجانب العاملين بالمستشفيات الفرنسية. تليها المغرب بنسبة 7.69 بالمائة وتونس بنسبة 4.85 بالمائة.
ويشكو المرضى الجزائريون من إهمال وقلة اهتمام الأطباء المحليين. ويذكر أن أرقام عمادة الأطباء الجزائريين كشفت عن تسجيل أكثر من 200 خطأ طبي سنة 2009.
وفي هذا الإطار أكدت دراسة مشتركة أجرتها جامعة شيربروك الكندية مع منظمة الصحة العالمية ونشرت في 14 سبتمبر أن تونس تتمتع بأفضل نظام للرعاية الصحية في المنطقة المغاربية.
وقد وصلت نسبة الأطباء بالمقارنة مع سكان تونس خلال عام 2008 إلى 1.2 طبيب لكل ألف مواطن بينما بلغت النسبة في الجزائر 1.2 طبيب في حين بلغت في المغرب 0.6 طبيب. وفيما يتعلق بمتوسط العمر المتوقع، فإنه يصل إلى 70 عامًا في تونس بالنسبة للرجال و75 عامًا بالنسبة للسيدات بينما يبلغ في المغرب 70 عامًا و74 عامًا على التوالي وفى الجزائر يبلغ 70 و72 عامًا بالتوالي. وفيما يتعلق بمعدل وفيات الأطفال والشباب، بلغ المؤشر 23 شخص لكل ألف مواطن فى تونس مقابل 37 في المغرب و38 في الجزائر.
وأضافت الدراسة أنه من بين الأسباب التي أسفرت عن المؤشر التونسي الإيجابي هو القضاء على جميع الأوبئة وإجراء التدريبات الطبية التي تتطابق مع المعايير الدولية.