الشراكة بين الشركات الأفريقية والأوروبية

ملتقى اقتصادي بطرابلس حول الشراكة بين الشركات الأفريقية والأوروبية

أقيمت أمس الجمعة أعمال الملتقى الاقتصادي أفريقيا- الاتحاد الأوروبي المصاحبة للقمة إفريقيا- الاتحاد الأوروبي الثالثة التي ستحتضنها ليبيا يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.

وناقش المجتمعون بطرابلس تعزيز النمو والقدرة التنافسية في شراكة قطاع الأعمال، والشراكة بين الشركات الأوروبية والأفريقية ونسبة النجاح فيها، ومعايير التنمية الصناعية الأوروبية ومعايير قياس النمو في أفريقيا.

عرض تجربة ليبية

وتناول المدير العام لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار بشير صالح التجربة العملية للاستثمارات الليبية في القارة الإفريقية، إلى جانب المشاكل والصعوبات التي تتعرض لها التجارة في القارة الإفريقية- بما فيها التجارة البينية الإفريقية – الإفريقية، تحديدا تدني مستوى الإنتاج وتعذر وصوله إلى الأسواق المحلية وأسواق الدول المجاورة عبر الحدود.

وأوضح صالح سبب تدني حجم التجارة البينية بين الدول الإفريقية إلى جملة من العوامل أبرزها ضعف البنية الأساسية اللازمة لنقل البضائع والمنتجات إلى الأسواق، وعدم توفر الطرق البرية وضعف الموانئ البحرية، ونقص المطارات اللازمة لنقل الإنتاج الزراعي، وضعف الإمكانيات المتاحة للفرز والتغليف للإنتاج وحفظه كالتبريد والتجميد، إلى جانب عدم وجود ترتيبات مصرفية مرنة لسداد المدفوعات التجارية.

شراكة اقتصادية

وقال المدير إن الحلول العملية لهذه المشاكل والصعوبات هي بقيام شراكات اقتصادية تقوم على تضافر جهود المؤسسات الاقتصادية الخاصة والعامة بين دول القارة وشركائها في أوروبا وغيرها، إلى جانب قيام شركات مشتركة في مجالات الخدمات كالنقل، والتخزين، والتغليف والتصدير، والخدمات الأخرى المكملة للإنتاج.

وأضاف أن الأسس التي يجب أن تقوم عليها هذه الشراكات هي بتوجيه المساعدات والتمويلات الخارجية نحو تحسين البنية الأساسية، وقيام شركات مشتركة وشراكات إنتاجية تعني بزيادة القيمة المضافة للإنتاج الإفريقي، إلى جانب التحول التدريجي من تصدير الخامات الى تصدير سلع وسيطة في المرحلة الأولى، ثم سلع جاهزة للاستهلاك، وخاصة في الإنتاج الزراعي.

استفادة من تجربة العربية

ودعا الدول الأفريقية للاستفادة من تجربة دول اتحاد المغرب العربي في مجال الترتيبات المصرفية، الخاصة بتسوية المدفوعات التجارية، حين عملت بأسلوب الحساب الوسيط لدى المصارف المركزية، والذي مكنها من تفادي تحويلات كثيرة بالنقد الأجنبي.

وفي نفس السياق، ذكر المدير العام لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار حزم المشروعات الليبية في القارة خاصة في مجال البني الأساسية، للمساهمة في إزالة العوائق التي تعترض التجارة الافريقية.

جهود ليبية مكثفة

وقال إن ليبيا تشارك في حل المشاكل بما يحقق الاندماج القاري وذلك بجهد خاص في هذا الاتجاه، من خلال إنشاء الطريق البري العابر للصحراء لربط موانىء الليبية المطلة على البحر المتوسط بالدول الأفريقية خاصة المغلقة منها.

وأشار بأنه بالفعل تم الانتهاء من تعبيد الجزء الواقع داخل ليبيا من منطقة القطرون الواقعة على حدود النيجر، والآن يتجه العمل نحو مداخل النيجر ثم إلى أغاديس لربط الشمال الأفريقي بشبكة الطرق الأفريقية، ولربط أوروبا بالدول الأفريقية المغلقة. وذلك بحسب ماذكرته وكالة الجماهيرية للأنباء.

وأضاف يجري الآن تنفيذ خط للسكك الحديدية يربط شمال ليبيا على ساحل المتوسط بجنوبها في مدينة سبها، وعلى أمل أن يتم في المرحلة القادمة ربط مدينة سبها بالعاصمة التشادية انجامينا.

وأوضح أن المشروع قد تم إدراجه فعليا ضمن مشاريع النيباد بشمال القارة، وهي أحد الأقاليم الجغرافية الخمس للقارة، ليتحقق بعد ذلك الربط عبر الطرق الحديدية بين الدول الأفريقية، في الوقت الذي يتم فيه زيادة طاقات المطارات والموانئ الليبية لتصبح أكثر تأهيلا لتكون حلقة الوصل الحقيقية بين أوروبا وإفريقيا، مشيرا إلى الاتفاق الذي وقع مع عدد من الدول الإفريقية مثل تشاد، على استعمال الموانئ الليبية والمناطق الحرة في بنغازي ومصراتة للتجارة العابرة من أفريقيا ونحوها.

مشاريع ليبية ضخمة

واستعرض المدير العام لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار التجربة الليبية في مجال الاستثمار لصالح التنمية الحضارية والتقنية في القارة وهي القمر الصناعي الأفريقي ” راس كوم ستار قاف 1″.

وقال إن هذا القمر الذي خططت له ليبيا وساهمت في رأس ماله الذي يزيد عن 60%، سيساهم بذلك في تذليل مشاكل الاتصالات بين الدول الأفريقية والعالم الخارجي، بما يخدم المعاملات التجارية والمتعاملين الاقتصاديين الذين هم في أمس الحاجة إلى ذلك.

وأشارإلى أن ليبيا قد أسست شركة الخطوط الجوية الأفريقية، لكي تلعب دوراً هاماً في التواصل البشري، وتسهيل المهام للمتعاملين الاقتصاديين، وهي تربط الآن نصف العواصم الأفريقية برحلات منتظمة داخل القارة، ومع دول عديدة من العالم بما فيها أوروبا.

وأكد على ضرورة قيام منطقة أفريقية شاملة للتبادل الحر، تمهيدا لقيام الاتحاد الجمركي الأفريقي، والجدار الجمركي الموحد لمواجهة السلع الأجنبية، وقيام السوق الأفريقية المشتركة التي يمكنها من تحقيق التكامل المنشود، وصولا للاندماج مع الفضاء الأوروبي والاستفادة من خطة عمل عام 2011 – 2013 التي ستعتمدها القمة الأفريقية الأوروبية المنعقدة الأسبوع القادم بليبيا.

قورينا

مشكورين على التفحيط بمتصفحنا لكم منا اجمل التحايا