«إخوان» مصـر: لم ينجـح أحـد

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-11-30, 12:48 pm

تشيرالنتـــائج الاولية لعـــملية فرز الاصـــوات في الدور الاول منالانتخابات التشريعية المصرية الى تقدم الحزب الحاكم وسط انتقادات منظماتحقوق الانسان والمعارضة واتهامات بالتزوير تنفيها السلطات. واشارت تقديراتنشرتها الصحف الى ان نسبة المشاركة في انتخابات الاحد بلغت نحو 25 بالمائةما يعني مشاركة عشرة ملايين من 40 مليون ناخب مسجل وهي نسبة تزيد قليلا عننسبة المشاركة في انتخابات 2005 التي بلغت قرابة 23بالمائة. و يبدأ مجلسالشعب المصري صباح اليوم الثلاثاء في استقبال النواب الجدد والذين تمإعلان فوزهم من دوائرهم الانتخابية بالجولة الأولى.. وقد قرر المجلس تخصيص7 لجان استقبال يشرف عليها المستشار سامي مهران الأمين العام لمجلس الشعبتتولى استقبال النواب الجدد لإنهاء إجراءات عضويتهم بالمجلس .وكانتمارجريت سكوبي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة ـ قامت بصحبةعدد من أفراد الأمن بالسفارة بالتوجه إلى اللجنة الانتخابية بمدرسة قصرالدوبارة .
وتفقدت سكوبي بعض اللجان من الخارج وقامت بمصافحة بعض المواطنين ورجالالأمن، وحين علم بعض المارة أنها السفيرة الأمريكية بدأوا في التجمع حولهامتسائلين عما تفعل أمام اللجان فجاءت سيارة السفارة وغادرت على الفور.وأكد السفير دونالد يوم الوزير المفوض ونائب السفيرة الأمريكية بالقاهرةخلال زيارته للمجلس القومي لحقوق الإنسان أن الانتخابات لم تشهد وقائعتزوير مشيرا إلى أن وفدا من السفارة قام بجولات في محافظة الدقهلية ولميسجل أي عمليات تزوير او عنف اثناء العملية الانتخابية .
واعترف علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطنى الديمقراطي في مصر،بوقوع بعض "التجاوزات" في بعض الدوائر الانتخابية، إلا انه أكد أنها كانتبـ"أضيق الحدود"، مشيرا إلى أن الحزب الوطنى دعم جبهاته بالالتزامبالتوجيهات التى وضعتها اللجنة العليا للانتخابات، لأن الحزب ليس بحاجةإلى استخدام أساليب العنف وغيرها.
وأرجع هلال عدم وقوع أحداث عنف في انتخابات الاحد، إلى السيناريو المنظمالذي وضعه الحزب الوطنى، موضحا أن الأيام العشرة الأخيرة التى سبقت إجراءالانتخابات شهدت توجيهات مستمرة بعدم الانسياق وراء أى حديث عن وجود عنف.وأشاد بقوات الشرطة، "قائلا كان لها دور كبير في خروج المشهد النهائيللانتخابات بهذه الصورة، حيث نجحت الشرطة في نقل رسالة واضحة للجميع وهىأنها ليست طرفاً في هذه العملية التنافسية، وأن وظيفتها تنحصر في تأمينالناخبين فقط، إضافة إلى أن الأطراف التى تصورت أن العنف سيكون في صالحهاكان الرأى العام ضدها وذلك لأن الشعب المصري يستهجن من يلجأ إلى العنفلاستعراض القوة".
ونشرت بعض الصحف المستقلة والحزبية صورا ومقالات تظهر حدوث اعمال تزويرو"بلطجة" واسعة على حد قولها. وعنونت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة "مصرصوتت" في تلاعب بين التصويت الانتخابي ومعنى كلمة "يصوت" (يصرخ أو يولول)في اللهجة المصرية. كما اشارت الى "مصرع اربعة اشخاص على الاقل فياشتباكات مختلفة والغاء الانتخابات في عدد من اللجان".
ونشرت الصحيفة في صدر صفحتها الاولى صورة لصندوق مفتوح يقوم اشخاص بوضعاكوام من بطاقات الاقتراع داخله وصورا اخرى لرجل يقوم بيديه بحشو صندوقاقتراع.
وعنونت صحيفة الدستور المستقلة "يوم عصيب" فوق صورة لعناصر من الامن المركزي يطلقون الغاز المسيل للدموع قرب مركز انتخابي.
وعنونت صحيفة الشروق المستقلة "الوطني يتوقع الفوز بـ 125 مقعدا والاعادة على 275".
ونشرت الصحيفة صورة لما قالت انها "اول شهادة قضائية تثبت تزويرا في الانتخابات".
اما صحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الوفد الليبرالي المعارض فقد عنونت "فازت البلطجة وسقطت هيبة الدولة".
اما صحيفة الاحرار لسان حزب الاحرار فقد عنونت "25 بالمائة نسبة التصويتفي انتخابات المال والبارود" وقالت في عنوان آخر "الحزب الحاكم يستعينبالبلطجية وانصاره يستخدمون المولوتوف لارهاب الناخبين".
في المقابل اشادت الصحف الحكومية بـ "هدوء" ما اسمته "عرس الديمقراطية".
وعنونت الاهرام "المصريون اختاروا نوابهم وسط تنافس شديد ورقابة وطنية"واضافت "الوطني في المقدمة و5 (مقاعد) للوفد و1 للتجمع و1 للغد وتراجعالمحظورة (الاخوان)".
واكدت صحيفة الجمهورية في عنوانها ان "صوت الجماهير افسد محاولات تشويشعرس الديمقراطية" في حين عنونت الاخبار "الشعب يختار نوابه" وزادت"المؤشرات تظهر تقدم الوطني ".
وكتبت روزاليوسف في عنوانها الرئيسي "انتخابات هادئة الا قليلا".
وكان التحالف المصري لمراقبة الانتخابات، الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصريةافاد عن مقتل شخصين في اشتباكات انتخابية الاحد في اسيوط وشمال سيناء.
واكد التحالف في تقرير اصدره مساء الاحد بعد اغلاق صناديق الاقتراع وبدءعمليات الفرز ان "الانتخابات شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات تمثلت فيالمبادرة باستخدام العنف والقوة منذ الساعات الاولى لبدء العمليةالانتخابية".
واضاف انه تم رصد حالات "تسويد لبطاقات الاقتراع لصالح مرشحي الحزب الوطنيفي العديد من اللجان والمحافظات" مشيرا بذلك الى عمليات تعبئة الصناديقببطاقات اقتراع مزورة.
واكد الاخوان المسلمون انهم سيطعنون امام القضاء في اجراءات ونتائج الانتخابات وسيطالبون بابطالها.
وقالت وزارة الداخلية ان العديد من حوادث اطلاق النار والصدامات بين انصار مرشحين وقعت في نواحٍ متفرقة من البلاد.
غير ان المتحدث باسم الوزارة طارق عطية أكد ان "الانتخابات جرت في جوديموقراطي وساد الهدوء معظم الدوائر الانتخابية رغم بعض المناوشاتوالحوادث التي وقعت والتي تعتبر محدودة نسبيا بالنسبة للوضع التنافسيالساخن". وينظم الدور الثاني للانتخابات في 5 ديسمبر المقبل.
نتائج اولية
وكشفت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب المصري أن الوزراء التسعةالذين خاضوا الانتخابات مرشحين عن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حققوا"فوزا كبيرا" على منافسيهم.
وهؤلاء الوزراء هم وزراء المالية والري والإنتاج الحربي والتضامنالاجتماعي والزراعة والبترول والتنمية المحلية ووزير الدول للشئونالقانونية والمجالس النيابية ووزيرة التعاون الدولي.
كما أن من أبرز قيادات الحزب الفائزة رئيس المجلس المنتهية ولايته أحمدفتحي سرور وأمين التنظيم بالحزب أحمد عز ورئيس ديوان رئاسة الجمهوريةزكريا عزمي ، هذا إضافة إلى عدد من مرشحي حزب الوفد. أما عن الوجوهالخاسرة ، فمن أبرزها النائب في المجلس السابق مصطفى بكري الذي أسهم فيكشف عدد غير قليل من قضايا الفساد ، وقد خسر مقعده أمام مرشح الحزب الحاكموزير الإنتاج الحربي سيد مشعل.
الاخوان .. لا فائزين
وقالت جماعة الاخوان المسلمين المصرية وهي أكبر كتلة معارضة في البرلمانالمصري المنتهية مدته انه لم يفز أي من مرشحيها في الجولة الاولى منالانتخابات البرلمانية التي جرت الاحد ولكن بعضا منهم سيخوض جولة الاعادة.وقال سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان في البرلمان المنتهيةمدته :البعض سيدخل جولات اعادة لكن ما في مرشح واحد من الاخوان فاز منالجولة الاولى. وستجري جولة الاعادة في الخامس من ديسمبر كانون الاول.وكان أعضاء جماعة الاخوان المسلمين فازوا بخمس مقاعد البرلمان فيالانتخابات السابقة حيث شغلوا 88 مقعدا.
اعلان النتائج اليوم
ومن المقرر أن تعقد اللجنة الانتخابية مؤتمرا صحفيا اليوم الثلاثاء لإعلانالنتائج الرسمية.ومع ظهور النتائج الأولية ، بدأت أعمال الشغب تندلع فيبعض المناطق ،
ومن أبرزها محافظة الأقصر حيث جرى اعتقال العشرات ممن سمتهم الشرطة "مثيريالشغب" إثر تسريبات عن حسم نتائج الانتخابات في دائرة الأقصر وكوتة المرأةلصالح مرشحي الحزب الحاكم ، وأسفرت عن احتراق سيارتين و إتلاف وتحطيم خمسسيارات أخرى بينها سيارة لمرشحة للحزب الوطني بجانب إصابة خمسة منالمتظاهرين وأفراد الشرطة.
طعن
وتنتظر دعاوى قضائية بالبطلان الانتخابات التشريعية التي جرت في مصر أمس،والتي شابتها أعمال عنف وانتهاكات وتزوير أكدتها المعارضة ونفتها الحكومة،معتبرة تلك الانتخابات "عرسا ديمقراطيا" رغم الإقبال الضعيف عليها من قبلالناخبين.
فعقب إغلاق مراكز الاقتراع والإعلان رسميا عن بدء عمليات الفرز مساء الاحدأكدت جماعة الإخوان المسلمين أنها ستطعن أمام القضاء في إجراءات ونتائجالانتخابات وستطالب بإبطالها.
وقال مسؤول الجماعة عن الانتخابات في الإسكندرية مدحت الحداد "نحن نطالببإبطال الانتخابات التي تمت بالمخالفة للقانون ولأحكام القضاء والتي شهدتتزويرا واسعا وسنتخذ الإجرءات القانونية لتقرير هذا البطلان".
وأضاف"في الحقيقة نحن كسبنا الانتخابات أما ما سيعلن عليكم من نتائج من قبل النظام واللجان الانتخابية فأمر آخر".
وفي السياق شكا حزب الوفد المعارض من تجاوزات صارخة ضد مرشحيه فيالانتخابات، واتهم الحزب الوطني بتزوير الانتخابات تحت رعاية قوات الأمن،وأورد عددا من الحالات.
وقال معارضون إن هناك بلطجية جابوا الشوارع في سيارات وحافلات خارج مراكز اقتراع لإبعاد ناخبين بالقوة.
ووصفت منظمات مستقلة تراقب الانتخابات الانتخابات بأنها "مأتمللديمقراطية"، وقالت إن مراقبين تابعين لها تعرضوا للاحتجاز والضرب فيدوائر انتخابية رغم حصولهم على تصاريح من اللجنة العليا للانتخاباتلمراقبة عمليات الاقتراع، وإنه جرى إرهاب الناخبين باستخدام مواد حارقةومنعهم من دخول لجان التصويت في بعض الدوائر.