التضليل الإعلامي لقضية فلسطين .

من طرف **زهرة اللوتس** 2010-12-14, 2:49 pm

على مدى ما يزيد عن نصف القرن الأخير كانت هنالك عمليات متعددة من قبل القوى الأمبريالية والصهيونية لإخفاء حقيقة ما يجري من مؤامرات داخل فلسطين بهدف اغتصابها وطمس هويتها العربية والالتفاف على الواقع وانتهاك حقوق سكانها الأصليين، إلا أنه وخلال السنوات الأخيرة وخاصة منذ بدوز قنوات فضائية عربية ناجحة التي انتهجت منذ انطلاقتها سياسة إعلامية قوامها الصدق وابراز الحقائق كما هي دون أي تزييف واتباع الطرق والوسائل العلمية الحديثة والراقية في تقديم خطابها الإعلامي الجاد بعيداً عن الخطاب الارتجالي ومحاولتها في تقديم كل الحقائق بخصوص القضية الفلسطينية كما فضحت في مناسبات عديدة المواقف المخزية لبعض الحكام العرب حيال القضية الفلسطينية كما أبرزت عبر سلسلة من البرامج الإعلامية المكثفة والناجحة في أغلبها أن الرأي العام في الدول الرأسمالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كان مضللاً بصورة كبيرة وفاضحة في معلوماته عن القضية الفلسطينية وفي الحقيقة لم يكن هنالك في المجتمعات الغربية من يفهم حقيقة ما كان يجري داخل فلسطين بصورة واضحة بسبب النشاط الإعلامي الصهيوني المكثف الذي عمل على مدى عقود طويلة على تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب الأمر الذي جعل الرأي العام الغربي يتأثر بالأفكار الصهيونية ويأخذ الأكاذيب والترهات الصهيونية المغرضة على أساس أنها حقائق مسلم بها حتى إن البرلمانات في الدول الغربية كانت تلتزم بالدفاع عن المزاعم الصهيونية دون استخدام التفكير أو حتى محاولة فهم ما يجري هنالك من أعمال عدوانية أرهابية حيال الشعب العربي الفلسطيني .
إن من المظاهر الغربية لحرب الإعلام حول القضية الفلسطينية أن مؤيدي الحركة الصهيونية العنصرية العالمية لا يكتفون فقط بمحاولة إسكات كل من يدافع عن الفلسطينيين أو إثبات خطأ آرائه بل أنهم يتجاوزون ذلك إلى محاولة التنديد والتشهير والإيحاء بأن كل من يؤيد الفلسطينيين لابد أن يكون أرهابياً شريراً بصورة من الصور ويتحتم بالتالي تجريحه شخصياً وتدمير سمعته بكل الوسائل الإعلامية المتاحة لديهم وهم يمتلكون أغلب وسائل الإعلام الكبرى في الدول الغربية وبالتالي لديهم نفوذ سياسي كبير في إدارة مثل هذه الحروب القذرة ضد الشرفاء وهنالك قائمة طويلة من الكتب والمقالات السياسية والفكرية والتاريخية التي منع نشرها في الدول الغربية لتعاطفها مع القضية الفلسطينية حيث إن وسائل الإعلام الغربية المختلفة ( من صحف و إذاعات ، وفضائيات ولأسباب مختلفة كانت ترى أن الكيان الصهيوني إسرائيل دائما على حق بينما الجانب العربي الفلسطيني دوماً وبلا أي تردد على خطأ وأي رأي خالف هذا التوجه اعتبر تخريفاً أو انحرافاً ويعرض صاحبه للتهديد المباشر والأذى الجسدي في أغلب الأحيان وهنالك نماذج عديدة للتدليل على هذا الاتجاه يجدها الباحث في عديد الكتب والمراجع الأكاديمية المرموقة التي تناولت هذا الموضوع .
حيث كان الغرب دائماً متاثراً بوضوح بالأفكار والاتجاهات السياسية الصهيونية وهذه تعتبر من أغرب الظواهر السياسية بالنسبة لمجتمعات تتحدث عن قضايا الحرية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتقوم مبادؤها وتقاليدها بمعارضة التوسع الإقليمي والاستعمار والعنصرية والحكم الاستبدادي وفي الحقيقة إن التأثير الصهيوني الإرهابي تعدى كل الأحزاب السياسية الغربية إلى حياة المجتمعات الرأسمالية بأكملها ويعود ذلك إلى وجود فئة كبيرة ونشطة ومؤثرة في صناعة القرار السياسي الغربي من اليهود الذين يشكلون جماعة ضغط سياسية وشخصية حيث يمارس (اللوبي) الصهيوني ومؤيدو الحركة الصهيونية الذين تم شراؤهم بالأموال اليهودية الطائلة التي في حوزتهم ويتم توزيعها على المنظمات الصهيونية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية العالمية وهذه الجماعات الصهيونية الضاغطة لها تأثير مهم من خلال برامجهم وأنشطتهم في البرلمانات الغربية والدوائر السياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولابد أن نلاحظ هنا أن نشاط هؤلاء الصهاينة يزيد كثيراً على نشاط البرلمانيين المتعاطفين مع ( القضية الفلسطينية ) الذين قد يدافعون عن القضية لأسباب أخلاقية وحتى أن القليل المحايد الذي ينشر أنما يواجه شبه حصار من دور النشر والموزعين والنقاد والهيئات الصهيونية ومؤيديها .
ويعد أسلوب التشهير واتباع الأساليب الأرهابية وحتى أعمال الأعتداء والتصفية الجسدية واللجوء إلى أعمال الخطف والتعذيب من أبرز الأساليب القذرة التي تتبعها المنظمات الصهيونية المنتشرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إزاء كل من يجرؤ على إظهار الحقيقة ولو مجرد التعاطف مع القضية الفلسطينية العادلة
ولعل من أكثر التهم التي يلصقها الصهاينة بالمتعاطفين مع الفلسطينيين هي تهمة ( معاداة السامية) حيث يؤدي هذا الاتهام والتشهير المتعمد إلى مقاطعة كل اليهود للشخص موضوع التشهير وتقديمه إلى المحاكمة ومن المعروف أن لليهود نفوذاً وسيطرة كبيرين على معظم وسائل الإعلام والمراكز الاقتصادية المالية الكبرى علاوة على نفوذهم السياسي الكبير داخل المجتمعات الغربية وسيطرتهم المطلقة على مجريات اللعبة الأنتخابية التي تجري في تلك المجتمعات الغربية حيث تلعب الأموال الصهيونية الدور البارز في وصول أي حزب إلى سدة الحكم .
كما أن الصهاينة ونتيجة لضعف وسائل الإعلام العربية وسياسات الخنوع والاستسلام وعدم الجدية في طرح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية التي مارسها بعض الحكام العرب الخونة المرتمين في أحضان القوى الأمبريالية والصهيونية قد نجحوا في خداع الرأي العام الغربي وذلك بالتواطؤ مع بعض أنصارهم حيث قاموا بانتظام بتحويل مبالغ كبيرة تقدر بمليارات الدولارات سنوياً لدعم الكيان الصهيوني عن طريق ( الصندوق اليهودي القومي) مدعين أنها تبرعات إنسانية حيث إن التبرعات وحدها معفاة من قيود التحول النقدي في الوقت الذي كانت منشورات هذا الصندوق تذكر بصراحة أن أمواله كانت تنفق على استصلاح واستطيان الأراضي المحتلة المسلوبة من الفلسطينيين بالقوة الجبرية وشراء الأسلحة لقمع الأنتفاضة الفلسطينية هذا ويندر أن تخلو أية مؤسسة من المؤسسات الإعلامية المختلفة في المجتمعات الرأسمالية الغربية من أحد المحررين المعروفين بتأييدهم الشديد ( لإسرائيل ) .
ولعل من المثير للدهشة والتعجب حقاً أن نجد وسائل الإعلام كافة الغربية من ( صحف ، مجلات يومية ، ، أسبوعية وإذاعات وقنوات فضائية ومرئية محلية تختار مراسليها في ( إسرائيل) من بين اليهود الذين لا يعدون في هذه الحالة المراسلون ( أجانب ) بالمعنى الدقيق للكلمة وفقاً ( للقوانين الإسرائيلية ) وهكذا كان المراسلين اليهود يقدمون الصور الإعلامية والتقارير الإخبارية والبرامج الإذاعية التي تلائمهم وتخدم مصالحهم وتحقق أهدافهم، بينما يتعمدون إخفاء الممارسات البشعة لمنظمة الجيش الصهيوني الإهاربي الذي يمارس أبشع أنواع الإرهاب من أعمال التقتيل وتدمير وحرق القرى والمدن الفلسطينية بالكامل وسفك دماء الأطفال والشيوخ والنساء وتمزيق أجسادهم ، أنها صور من المآسي والآلام تلك التي كان الصهاينة يرتكبوها داخل فلسطين ولم تكن تجد طريقها للنشر على الإطلاق في وسائل الإعلام الغربية في حين نجد أن أبسط حادث يتعرض له أحد الصهاينة من قبل الفلسطينيين الذين فقدوا ديارهم وذويهم يجد طريقة فوراً إلى وسائل الإعلام الغربية وتقوم حوله الدنيا ولا تقعد .. هذا هو حال الحركة الصهيونية تمارس أدوارها الأرهابية الأجرامية بعيداً عن الأنظار، بينما الأمة العربية المنكوبة بحكام أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم خنازير ومتآمرون وخونة وكل الصفات القبيحة لأنهم ابعدوا وعلى مدى عقود طويلة وسائل الإعلام العربية من ممارسة دورها في كشف ما كان يجري داخل الأراضي الفلسطينية من جرائم على أخوتنا داخل الأراضي المحتلة.. كما أنهم مارسوا سياسات طابعها الخنوع والتآمر على قضايا الأمة العربية ووقفوا في وجه كل المحاولات الصادقة التي بذلها القائد معمر القذافي لتوحيد الأمة العربية لمواجهة قطار الموت الصهيوني وجعلوا الإعلام العربي يدور في دائرة التضليل وممارسة التمجيد لشخوصهم وأمجادهم الزائفة بينما الحركة الصهيونية نجدها ومنذ البداية حسبت حساباتها بدقة في كل شيء حيث مكنت الانتصارات العسكرية (الإسرائيلية) المتلاحقة على الجيوش العربية الفاشلة والمثقلة بالأوامر والنواهي والأوسمة والنياشين والظروف النفسية والسياسية القاسية التي كان يعيش في ظلها المواطن العربي المقهور من انفراد الصهاينة بالتأثير الفكري والإعلامي على مجريات الأحداث ورسم آفاق الرأي العام العالمي وتوظيفه لخدمة مصالحهم وأهدافهم ومخططاتهم الأجرامية في المنطقة .
بينما الحكام العرب الخونة الذين بنوا الجيوش لتحمي كراسيهم وأنظمتهم من الجماهير العربية وضعوا كل أوراق اللعبة السياسية ومصير الأمة العربية في السلة الأمريكية وانقادوا وراء الوعود الصهيونية الكاذبة ومارسوا حيال أبناء الأمة العربية أبشع أعمال الأرهاب الجسدي والفكري وأصبحوا بذلك أخطر على مستقبل الأمة العربية من الصهاينة أنفسهم لأنهم في هذه الحالة يجسدون العدو المتخفي داخل الجلد العربي .
وعلينا أن لا نتخوف من وجود قنوات فضائية عربية جادة وقوية لأنها تشكل الرد على كل الأكاذيب والترهات الإعلامية الصهيونية والوسائل الإعلامية الغربية المؤيدة لها وتفضح الأنظمة العربية وتواطؤها مع الكيان الصهيوني . والحقيقة التي لا غبار عليها وبعيداً عن المجاملات فإن الخطاب التاريخي للأخ قائد الثورة رئيس الاتحاد الإفريقي في الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة قد فضح كل جرائم الغرب المتحالف مع الحركة الصهيونية العالمية من خلال أزاحته للستار الكثيف الذي كان يحجب ويخفي عن المجتمع الدولي كل الوقائع والحقائق والممارسات المنافية لقيم الحق والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان حيث إن ما جاء في خطاب القائد في غاية الدقة والموضوعية والشفافية لم يكن بوسع أي حاكم أن يقوله وفي هذا المحفل الأممي خطاب تاريخي بمعنى الكلمة، فضح المستور وقدم الحلول الجذرية والنهائية لكافة القضايا السياسية الكبرى التي ظلت تعاني من ويلاتها البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بما فيها ( قضية فلسطين ) باعتبارها قضية العرب المركزية، تلك القضية التي تآمر عليها قبل الأعداء - وللأسف - بعض الحكام العرب ردحاً من الزمن في ظل غياب الإعلام العربي الذي كان في الواقع مغيباً من قبل هؤلاء الحكام الخونة ..كما أوضح الأخ القائد وهو الذي جعل كلمة السر لانبلاج ثورة الفاتح العظيم كلمة ( القدس).. أن حل القضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة واحدة تجمع تحت سقفها العرب واليهود في مجتمع ديمقراطي حقيقي يعيش في كنفه الجميع بقدر متساوٍ في الحقوق والواجبات وهذا المقترح يعتبر هو الحل التاريخي والمنطقي الذي يستجيب لطموحات الأطراف المتنازعة كما أنه يجد التأييد والمناصرة من عدد كبير من المفكرين والسياسيين والكتاب المرموقين ومن العرب واليهود وعلى المستوى العالمي لأنه وفقاً لحقائق التاريخ والجغرافيا السياسية والمنطق هو الحل الأمثل والأفضل لأنه لا يمكن أطلاقاً إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية داخل حيز جغرافي ضيق تم تمزيقه بصورة يصعب معها وضع أو رسم حدود فاصلة بين الجانبين حيث تتداخل وتتوزع المستوطنات اليهودية والتجمعات السكانية الفلسطينية ، الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان الفصل فيما بينها كما أن إقامة دولتين متجاورتين ومتنافرتين ويوجد بينهما عديد القضايا العالقة والمتشابكة لا ينهي حالة الصراع الدامي بينهما بل قد يكون عاملاً لاندلاع حروب مستقبلية طاحنة لإكتساب المزيد من الحقوق التاريخية والجغرافية الضائعة والتي يطلبهالجانبان المتصارعان ومن هنا فإن حل الدولة الواحدة ووفقاً للطرح الحضاري والإنساني الذي قدمه الأخ القائد معمر القذافي ينهي الصراع ويكفل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والاندماج في مجتمع ديمقراطي حقيقي يكفل لأبنائه على مختلف أعراقهم وأديانهم العيش في أمن وسلام وبناء علاقات دولية طابعها المساهمة الجادة في تعزيز ودعم السلم والأمن الدوليين وتجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل . إن خطاب الأخ القائد كان في الواقع أفضل انتصار إعلامي وسياسي حققه العرب وعالم الجنوب في مواجهة حرب التشويه الصهيونية الدعائية لكثير من القضايا وحتى إن اليهود الذين كانوا ضحايا للأكاذيب الصهيونية وظلوا لعقود طويلة يعيشون ضمن دائرة الوهم أيدوا ما جاء في خطاب القائد حيث إن التأييد لفكرة إقامة الدولة الواحدة في تزايد مستمر ومن هنا سيتضاعف الاحساس في أوساط الرأي العام بأن على ( إسرائيل) أن تترك آمالها الصهيونية الضخمة في التوسع والسيطرة وأن تسعى إلى الحصول على قبول جيرانها لوجودها ضمن دولة ديمقراطية واحدة تحظى بتأييد المجتمع الدولي لها إذا أرادت لشعبها أن يظل في الوجود الإنساني بعيداً عن سياسات الحروب وسفك الدماء لأنه مع مرور الزمن فإن كل الظروف الجيوسياسية والتقنية والعسكرية في غير صالح الكيان الصهيوني العنصري الذي بدأ يتآكل من الداخل ويفقد تدريجياً التأييد من الخارج ومصادر التاريخ تفيد وتؤكد أن أفضل بيئة عاش في ظلها اليهود في أمن وسلام هي البيئة العربية - الإسلامية.
كما ينبغي على أنصار الدولة الواحدة أن يكثفوا من جهودهم وبرامجهم الفكرية والسياسية من خلال تنظيم مؤتمر دولي لطرح الموضوع ومناقشته من مختلف جوانبه اسهاماً في زيادة الوعي والتعجيل بإقامة دولة ( إسراطين) التي نراها قاب قوسين أو أدنى .
نشر بصحيفة الزحف الأخضر

من طرف **STAR** 2010-12-24, 6:38 pm

شكرا للموضوع

من طرف **زهرة اللوتس** 2010-12-24, 7:59 pm

لك كل الشكر لمرورك الراائع والمتابعة الدائمة..

من طرف فرج احميد 2011-01-10, 1:56 pm

بارك الله فيك على هذا الجهد المستمر

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-01-10, 3:57 pm

التضليل الإعلامي لقضية فلسطين . 5f0dc5cdda

إن كان الشكـر يعـجز أن يفي فلكـم من أعماق القـلب دعوة صادقة لا تنقطع..وكل الشكر للمرور المميز والرائع أسعدني جدا تواجد توقيعكم بصفحتى .... كل الشكر للمرور الرائع واتمنى ان ما قدمته نال رضاكم ولكم كل الود التضليل الإعلامي لقضية فلسطين . 5f0dc5cdda