استهتار صارخ بالقانون ولا حسيب ولا رقيب

استهتار صارخ بالقانون ولا حسيب ولا رقيب

حادثة الاعتداء على شرطي المرور بمدينة البيضاء والذي دفعته سيدة "مهمة" أو زوجة "مهم" لعشرات الأمتار بسيارتها الفارهة وهو يحاول منعها المرور من طريق عمومي وأصرت السيدة "المهمة" أو زوجة "المهم" على المرور منه تعكس أشياء عدة، وتخلفنا صارت مظاهره لا تعد ولا تحصى، والحداثة الفريدة عندما تسفر عن بشاعة في التفكير والسلوك تصور واقعا مزٍ، فكيف إذا لم تك فريدة، فقد أصبح ممثل القانون ومطبقه وحاميه في بلدنا لا اعتبار له، حتى صار دفعه بمقدمة سيارة لعشرات الأمتار أمرا واقعا ولا يترتب عليه إجراء حاسم يكون فيه عبرة لمن لا يعتبر.



ياسادة إذا صار أقوام فوق القانون وأخرون تحته فعلى البلاد السلام، فالظلم مرتعه وخيم، الطبقية أس البلاء، وإفلات المتطاولين على رجال القانون علامة على بلوغ الفساد مبلغه ونذير شؤوم على البلاد وأهلها. ولا يفسد في الأرض إلا علية القوم الذين استفردوا فعليا بـ "السلطة"، واستحوذوا كليا على "الثروة"، وملكوا حصريا "السلاح". وهل كانت هذه السيدة لتجرأ على فعلتها النكراء لو لم تكن تعرف أنه لن يلحقها أذى ولن يمسها سوء، ومن أين يأتي الأذى ويجي السوء وزوجها "يحل ويربط".



إبحثوا عمن سلبوا أموال الشعب، وتحكموا في مصيره وتطاولوا على القانون وسخروا مؤسسات الدولة لخدمة مصالحهم وإرضاء نزوات زوجاتهم وأبناءهم فستجدون أنهم حماة "الثورة" ورافعي شعارات "السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب"، ولكنهم اختزلوا الشعب في أنفسهم وذويهم ومن شاركهم المصالح والمآرب والمؤمرات والقيم الفاسدة والأخلاق الرديئة.



عندما تطلع على المشهد* تختلط في صدرك المشاعر والأحاسيس، ولكنها لن تكون من النوع الباعث على الفرح أو الضحك، إلا ذاك الذي مبعثه الأسى الهستيري، أو الغفلة المستحكمة. لكنك إن كنت من الذين يشفقون على واقع البلد وأهله ويتطلعون إلى غد أفضل فلابد أن ينتابك ذلك الشعور العاصف الذي تمتزج فيه المرارة بالغضب ليكون نتاجهما حالة كأبة ستكون محظوظا لو صاحبتك لساعات أو أيام فقط، لا لتسلمها إلى مشاهد سرور، بل ربما تدفعها بعيدا مشاهد حزن جديدة.



الحادثة ينبغي أن تتحول إلى قضية رأي عام لأنه كما أشرنا تمثل ظاهرة استخفاف ذوو النفوذ بالقانون بل وتطويعه لمصلحتهم على حساب الغالبية العظمى، وكيف لا يتحول السلوك المشين لهذه السيدة والذي بلغ قمة الاستهتار بقيمنا المحافظة وما عرفه مجتمعنا من حياء المرأة وأدبها إلى قضية رأي عام وقد مرت الحادثة مرور الكرام وتم قفل ملفها بالطريقة التي تقفل به مئات الملفات المشابهة لتتراكم الأمراض وتستحكم مصيدة التخلف بجسد الوطن المريض.



الدابة في زمن الفاروق عمر لا تخشى على نفسها ومحفوظة كرامتها، أم البشر فمهانون في زمننا ولا فاروق ينصفهم. القوانين وقبلها القيم والأخلاق تداس تحت أقدام المتطاولين في السلطان والبنيان، ولا رادع ولا حسيب او رقيب.



لكم الله أيها المستضعفين في الأرض، لكي الله يا ليبيا فالفوضى ضربت أطنابها والفساد عم ولا قانون يطبق، أو قضاء ينصف أو مسؤولين يحقون الحق ويبطلون الباطل.



لكي الله إلى أن تستيقيظ ضمائر أبناءك ومحبوك فيقفون وقفة رجل واحد ضد الظلم والفساد واستئثار ذوو النفوذ ممن باعوا القيم والأخلاق لأجل متاع من الدنيا قليل.

* الحادثة مسجلة على اليوتيوب بكاميرا أحد شهود العيان

مشكور ع التغطية الرائعة ....

مشكورين جميعا على المرور اجعنكم ماتغيبو