أبناء الفاسدين: هل تعرف من أنا ومن هو أبي؟

بقلم يوسف الزنتاني
هل تعرف من أنا ومن هو أبي؟ .. كثيرا ما يتعرض موظف أو شرطي أو مدرس أو مواطن عادي لهذا السؤال الصادر عن شباب في مقتبل العمر عندما يحاول أحدهم تصحيح خطأ فعلوه أو مخالفة قاموا بها أو ذنب اقترفوه.

تسألون "هل تعرف أني ولد اشكون؟" أو تسألين "هل تعرف انت تتكلم مع من؟"
السؤال هو: هل تعرف من أنا؟ ابن من؟ و بنت من؟ .

أنتم ابناء و بنات "أولئك" الذين وصلوا إلى مناصبهم في دولة "مخرومة" ليس بسبب خبرتهم أو وطنيتهم أو علمهم أو رغبتهم في خدمة هذا الوطن أو حرصهم على المال العام أو بسبب كفاءتهم ولا بتقواهم .. بل بسبب قابليتهم للفساد .. وربما شذوذهم .. و بالتأكيد بسبب نفاقهم وزمزكتهم ...

أنتم ابناء مؤسسة الفساد في دولة الجماهيرية "اللا ليبية"
نحن نعرف من أنتم ومن هم أباؤكم !

صحيح أن أباءكم يلقبون بـ "الامناء" و "الدكاترة" وأحيانا يوصفون بـ "الثوار" ولكنهم لا يملك من الأمانة أو من العلم أو من الثورة الحقيقية شئ، وهم عند الناس رموز الكذب والدجل والسرقة .. والأهم من ذلك أنهم عند الله من الكاذبين والفاسقين والفاسدين.

الليبيون يعرفون من أنتم ومن هم أباؤكم ..
أنتم تعيشون عالة على أكتاف الشعب الليبي، لأنكم لم تقوموا في حياتكم بأي عمل مفيد كما يفعل الرجال .. ملبسكم ومأكلكم ومشربكم زقوم وحرام
أنتم تحصلون وتنعمون بكل ما تطلبونه من أبائكم وأمهاتكم .. وكل ذلك مسروق من قوت العباد ومن أفواه الاطفال الفقراء المساكين الصابرين .. المحتسبين

نعم ، نحن نعرفكم ونعرف والديكم!
أنتم أتفه من أبائكم .. لأنكم صدقتم أكذوبة أن أبائكم هم أذكى الأذكياء .. وأعظم الرجال .. وأنهم صنعوا ثروتهم بذكائهم .. وبجهدهم .. وبعرقهم ..
أنتم لم تسألوا أنفسكم كيف صار أباؤكم من الأثرياء بهذه السرعة .. وكيف أصبحوا من علية القوم بين عشية وضحاها ..

أنتم أسخف من والديكم .. لأنكم لا تعرفون من الوطن إلا ما سرقه أباؤكم .. الوطن الذي كان أرضا طاهرة روتها دماء الرجال .. فصارت بفضل أبائكم .. بؤرة فساد وظلم واستبداد وعهر .. بل ستصبح قريبا عبارة عن سلسلة كازينوهات تتألق من أعألي الفنادق "الحديثة جدا" ذات الخمسة نجوم .. بكل ما فيها من خمر وعهر وقمار .. ونساء وشواذ .. وثوار آخر زمن .. يرافقهم السفهاء والقوادين والمنافقين والسماسرة .. يلتفون حول أشباه الرجال المتصهينين من ممثلي الشركات الأجنبية وعملاء المخابرات ووكالات التجسس الدولية..
أنتم أبناء خراتيت الفساد الذين ضحكوا على ثوار أول .......... في التاريخ فجعلوهم رموزا يشار إليهم بالبنان .

أنتم نتاج بيئة غرسها وزرعها وسقاها فاسدون من أمثال أبائكم .. أنتجت الكثير من أمثالكم من الفاسدين الذين سرقوا ما في جيوبنا .. وما في خزينتنا .. وسرقوا كل شئ .. حتى أموال دوائنا وكتبنا وغذائنا .. وسرقوا ميزانيات مشاريعنا وطرقنا و مستشفياتنا و مدارسنا وبيوتنا .. سرقوا كل خطط تنميتنا .. المؤقتة والمستدامة

أنتم لستم وحدكم .. وأباءكم ليسوا وحدهم .. بل هناك طبقة كثيفة من الخراتيت .. الذين باعوا وطننا ألف مرة في سوق النخاسة .

تريدون منا أن نعرف من أنتم ؟
نحن نعرفكم .. و كل ما ذكرناه عنكم وعن أبائكم ومن على شاكلتكم .. ليست شتائم .. بل هي أوصاف .. تليق بكم وبما تفعلون ..
لقد ضحكوا عليكم وقالوا لكم أنكم من أولاد الذوات .. وأنتم وأبائكم لا ذوات لكم .. وصدقتم أنتم كل ذلك لأنكم لا تريدون أن تعرفوا الحقيقة ..

الحقيقة أن أبناء الفاسدين .. فاسدون.

الشفافية ـ ليبيا / 22 ديسمبر 2010