سيدي بوزيد وتعليمات العقيد

من طرف **بوفرقه** 2011-01-01, 11:08 am

آراء جمهور المنارة في ( سيدي بوزيد وتعليمات العقيد )

سيدي بوزيد وتعليمات العقيد 2011110335161567

المنارة - خاص

أجرت
المنارة استطلاعا لمعرفة رأي قرائها ومتابعيها فيما يتعلق بأحداث منطقة
سيدي بوزيد التي اندلعت في الفترة الماضية وامتدت لتشمل تقريبا كل المدن
التونسية،راسمة لوحة من الرفض الشعبي التونسي لسياسات حكومته الحالية.

كما شمل هذا الاستطلاع معرفة الآراء حول تعليمات العقيد القذافي برفع كافة القيود الإدارية والمالية لدخول المواطنين التونسيين إلى داخل البلاد، بل ومعاملتهم معاملة
الليبيين،وكان مما طرحته المنارة على قرائها هو أنه هل ما حدث هو ما حذر
العقيد القذافي في وقت سابق من احتمال حدوثه في ليبيا؟ وهل هناك توقعات
بانتقال عدوى الاحتجاجات إلى ليبيا؟.

وقد جاء تفاعل جمهور المنارة مع الحدثين متباينا ومحتويا لخلاف في وجهات النظر، ما حدا بالمنارة إلى تجميع
وجهات النظر المتشابهة مساعدة منها في خدمة المتابعين وصنًاع القرار،
وتشجيعاً على إبداء الرأي، وتحفيزا لقرائها على إبداء الرأي والنصيحة.

خوف من انتشار الثورة

في
هذا السياق قدم بعض المشاركين تفسيرا لتعليمات العقيد القذافي تمثل في أنه
يحاول إنقاذ جيرانه خوفاً من انتشار الثورة. واصفين الأمر بأنه'نظام سلطوي
عربي يستنجد بنظام آخر'.

وأشاروا
في الوقت نفسه إلى أن التوجيهات التي أصدرها العقيد القذافي أتت على خلفية
تخفيف الحمل على الرئيس التونسي بن علي،جراء التضييق الذي يفرضه عليه
الشعب التونسي، وأن الوضع في تونس قابل للانفجار، والقذافي'ينفِّس'ويفتح
الأبواب.

وذهب
بعض القراء إلى أن الدول العربية مرشّحة لنفس المصير'.مضيفين أن'الشعب
التونسي لم يتعرض لزلزال أو كارثة تستدعى هذا الموقف الإنساني من العقيد
معمر القذافي،بل هو يطالب بحقه في ثروة بلاده وحقوقه المشروعة الاقتصادية
والسياسية'.

دعم للأنظمة الديكتاتورية

وعبّر
أحد المعلقين عن أن هذه التعليمات جاءت في إطار عادته'في دعم الأنظمة
الديكتاتورية والفاسدة كالنظام التونسي والمصري و تخفيف الضغط الشعبي عليهم
كلما طالبت شعوبهم بحقوقها'.

كما
وجّه بعض المشاركين نداء إلى العقيد القذافي ل'الالتفات إلى الوضع
الليبي'قائلين له إنه'قبل أن يتعاطف من التونسيين ويفتح لهم البلاد كما
يدّعي بموقف إنساني، لماذا لا يعطي للشعب الليبي حقوقه؟وهو أصلا يعاني
معظمه التهميش والبطالة وقلة الخدمات'.

وطالب
أحد المشاركين العقيد القذافي'بزيارة بنغازي ورؤية ما أسماها'مهزلة
الصيانة في المدينة قبل أن تحدث كارثة أمنية نحن في غنى عنها'بينما ركز بعض
المشاركين على ما يحدث في جامعة قار يونس، وحذر من كوارث فيها
بالقول'قاريونس في خطر'.

مشاكل الشباب الليبي

وقال
آخر'أصبح معظم الشباب في حالة يرثى لها، وأصبحت المرتبات ضعيفة جدا لاتسمن
ولا تغني من جوع، وأصبح الزواج حلما صعب المنال لكل بنت وشاب, والدولة
تتفرج علي حالنا وليس لها إي بديل غير الملصقات الكاذبة بأن ليبيا جنة وبأن
القائد وأبناءه هما أمل ليبيا'.

وعبر
آخرون عن اعتقادهم في أن مدينة'بنغازي تعاني من إهمال الدولة والفساد
وانعدام الخدمات'.واصفين جهاز المراكز الإدارية بأنه'سوف يكون سبب حدوث
عمليات شغب وتكسير في بنغازي نتيجة الاختلاسات والسرقات،ونتيجة تعاقده مع
شركات رديئة ليست لها خبرة في عمليات البناء والصيانة'.

كما
دعا أحد المشاركين العقيد القذافي إلى'زيارة بنغازي وبالأخص جامعة
قاريونس، لتتدارك الحكومة الوضع فيهما،وتعالج بالتالي المشاكل المتفاقمة في
ليبيا'.

شباب ليبي مغترب

ورحب
آخر بالمواطنين التونسيين لو وجدوا أين يعملون في حرف مثل جمع القمامة أو
العمل بالإيجار'.موضحا أنه كان من المفترض على العقيد القذافي أن يحل مشاكل
شبابنا الليبيين المتغربين الذين يمسحون فضلات الأجانب، والشباب الذين لا
يجدون مالا يفتحون بيوتها به ويكملون نصف دينهم.في إشارة منه إلى عدم مقدرة
الشباب الليبي على الزواج.

وقال
معلق آخر من القراء إن القذافي إذا أراد أن يفتح القيود المفروضة على
الشعب التونسي فإن عليه أن يفتح قيود شعبه الليبي ويتركهم يعيشون ويشمون
طعم الحرية والرخاء'.

وأضاف
القارئ نفسه مخاطبا القذافي'كون فزاعا'مرة وحدة مثلما فزعت مع الدول
الثانية،واصفا قرارات القذافي ب'غير المدروسة والارتجالية بمعني
الكلمة'وذاهبا إلى أن قرار تنظيم دخول التونسيين والعرب والأجانب في السابق
غير مدروسة وهذا يعطي علامات استفهام حول متى يصبح لدينا قوانين
تنظيمية؟'.

كوميديا سوداء

وفي
الوقت نفسه لم تخل بعض التعليقات من النقد الساخر الممزوج بالألم، حيث
طمأن أحد المعلقين الإخوة التونسيين بألا يخافوا فسيعطيهم القائد بحسب
قوله'شي مليار وإلا مليارين من فلوس الشعب الليبي'.

واقترح معلق آخر حلا لمشكلة البلدين ليبيا و تونس قائلا إن العقيد القذافي يجب أن يعطي الليبيين أموالا ليذهبوا بها إلى تونس، وصرفها بالأخص في مجال السياحة فيستفيدون هم ويستفيد بالتالي التونسيون.

و سخر أحد المعلقين من عبارة'ويعاملون معاملة الليبيين'متسائلا'من يرضى بهذه المعاملة؟ ومن يريد أن يعامل كالليبيين'.

تونس وليبيا

وعلل
ذلك بقوله إن ليبيا بها'منع الصحف وحجب المواقع أكثر من تونس، وفيها عدم
احترام القانون أكثر من تونس، وبها الفساد والرشوة وفوضي وغياب الشفافية
أكثر من تونس، وهي تعاني من الدكتاتورية وتسلط الأمن على الناس أكثر من
تونس، سوء الأوضاع الصحية للمستشفيات أكثر من تونس'.

واستطرد'تأخر
التعليم أكثر من تونس دمار البنية التحتية أكثر من تونس سوء الخدمات
وإجراءات الحكومية أكثر من تونس ، محاباة والواسطة في التعيين الوظائف أكثر
من تونس، أفارقة وأوبئة وأمراض أكثر من تونس، إهمال مواطن بصفة عامة أكثر
من تونس'.

ونفى قارئ آخر استحالة حدوث هذا في ليبيا كون الليبيين على حد قوله'يحترمون المسؤولين السارقين أكثر من الناس الشرفاء'.

لوم للمنارة

وأنتقد
أحد المشاركين توقيت المنارة في إنزال الخبر لائماً المحرر بقوله'هذا ليس
وقت طرح الموضوع' خليه بعد نزول المرتبات عارف الحكاية نهاية شهر مش فاضين
توا وإلا نقولك خلية بعد مباراة الأهلي والاتحاد، همنا الأكبر المباراة،
العدوى لا تنتقل من حي إلى ميت'.

ووجه
أحد المعلقين اللوم إلى المواطن لدوره فيما يحدث في ليبيا من الفوضى حيث
قال'المسؤول الذي ينهب الأموال هو مواطن ليبي، الموظف الذي يتهرب من الدوام
هو مواطن ليبي، مدير المستشفي مواطن، والمدرسة مديرها مواطن، والقاتل بحجة
الثأر مواطن، وشيخ القبيلة الذي يأمره بالتنازل مواطن'.مطالبا بمحاسبة
المواطن. أما القائمون على الدولة فستكون لهم نهاية وهذا شئ بديهي'.حسب
قوله.

أما
المؤيدون لفتح الحدود مع تونس فحذروا من امتداد ما أسموه'الفتنة'بعد
تعليمات العقيد القذافي برفع القيود.معتبرين التصويت الذي أتاحته المنارة
لقرائها ومتابعيها إشعالا لنار الفتنة.وطالبوا بالنظر للإيجابيات وليس
للسلبيات فقط'.

أبواب مفتوحة منذ زمن

واعتبر
أحدهم أن خبر رفع القيود أفضل خبر سمعه خلال هذا العام'مشددا على احتياج
الليبيين لتونس والعكس'الأبواب مع تونس مفتوحة منذ زمن، لماذا تصرخون
وتقولون لا نريد؟'.

وأضاف
آخر'النعمة التي أنعم بها الشعب الليبي من نعم الله العميمة، ونحن لا نريد
فوضى في البلاد، بل نريد إصلاحا شاملا بالقضاء على السّراق والمبذرين
إخوان الشياطين،عليكم أن تعطوا فرصة للحكومة للإصلاح'.

وانتقد
أحد المعلقين طريقة المظاهرات والاحتجاجات في تونس،وبأنها ليست حلا
للمشاكل'فيما اعتبر آخر أن المواطنين الليبيين لا يريدون العمل، بل يريدون
أن يأكلوا ويشربوا و يسكنوا و يشتغلوا'.

شروط ليبية للعمل

واستدرك
قائلا'الليبيون يريدون العمل مدراء جميعا أو جالسين على كراسٍ أو نائمين
في بيوتهم، والمسؤولون يسرقون الميزانيات'ومضيفا'الشباب يعاني من الفراغ ،
وليس كل شئ تعمله الدولة فسوق الخضراوات موجود والفرصة متاحة حتى للعمل
على'البرويطة' بدينار والخيرات موجودة بكثرة'.

ودعا آخر إلى التوقف عن إثارة الفتنة طالبا من لديه حق أن يصرخ بأعلى صوته للمطالبة به.

مواطن
آخر رأى أن اتخاذ مثل هذه التعليمات السريعة يسئ إلى ليبيا ويشوه من صورة
اتخاذ القرارات فيها'.مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية في تونس هي بطالة
خريجي الجامعات، وهي مشكلة موجودة بل ومتفاقمة في ليبيا بشكل يزيد يوما عن
يوم'.

مشكلة البطالة

وقال إنه من الأفضل'البحث عن حل لمشكلة البطالة في ليبيا لتفادي ما يحدث في تونس، بدل جلب نفس المشكلة لليبيا'.

ورأى
معلق آخر أن الفرق بين الوضع في ليبيا وتونس هو أنه توجد في تونس اتحادات
ونقابات محركة توجه الشعب، وهذا ما قام بنزعه النظام في ليبيا في بداية
السبعينات مع اتحاد الطلبة في الجامعات الليبية'.

انتزاع الحقوق

وأضاف'أنا
لا أتفق مع من يؤمن بخنوع الشعب الليبي،فالحقوق لا توهب وإنما تنتزع
انتزاعا من سارقيها وآخذيها بغير حق'فيما ردّ أحد المعلقين على أن معنى
الفتنة هي الرضا بالظلم لا المطالبة بالحقوق، وأن الحياة بتوفر الحريات،
حرية التعبير والرأي، حرية العمل، وهي بوجود الكرامة والعدل'.

وتساءل'أين هذه الأمور في ليبيا ؟موجها نداء إلى العقيد القذافي حول أن ثورة الفقراء قادمة فعلا لا محال إذا بقينا على هذا الحال'.

يشار
إلى أن تعليقات القراء والمتابعين على ما ينشر من الأخبار والتقارير
والتغطيات الإخبارية بالمواقع الالكترونية تشكل'أهمية كبيرة'لتسليطها الضوء
على'ردود الأفعال المتباينة'لدى المطالعين لها بسبب ما تضيفه من حقائق
وتوضيح لما ينشر، وما تستدركه على الخبر سلباً أو إيجاباً،الأمر الذي
يجعلها بمكانة'الرأي العام'الذي يولد