إسرائيل تُخلي 4 سفارات وباراك يستعرض على الحدود

عبّرت إسرائيل عن عدم ارتياحها للحكومة اللبنانية المزمع تأليفها، وطلبت من جنودها البقاء على أهبة الاستعداد تحسّباً لأي طارئ، في ضوء المتغيرات التي تشهدها المنطقة، بينما أغلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بتوصية من الموساد، أربع سفارات لها في الخارج على خلفية مخاوف من احتمال استهدافها من جانب حزب الله، لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال قائده العسكري، عماد مغنية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، خلال جولة قام بها على الحدود الشمالية أول من أمس برفقة الرئيس الجديد لأركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس، وقائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت، إن الضربات التي تلقّاها حزب الله في عام 2006 أوجدت هدوءاً على الجبهة، لكنه حذر من أن الوضع قد يتدهور، «ما يعني أن على الجنود البقاء متأهبين، لأنهم قد يضطرون إلى الرد بطريقة مناسبة، وقد يستدعون مرة أخرى للدخول» إلى لبنان. وشدد باراك في حديثه مع الجنود، في أحد المواقع الأمامية، على ضرورة البقاء على استعداد لمواجهة «أي اختبار، فالسر هو في سرعة تغيير الوجهة لدى حدوث أمر ما». أضاف باراك أن «المنطقة برمّتها تتغير أمام أعيننا، وقد رأينا ما حدث في تونس ومصر ولبنان، حيث إن الحكومة اللبنانية تحولت إلى حكومة غير مريحة لأسباب عدة، وهي مرتبطة أكثر بحزب الله».

وفيما اكتفى غانتس بمحاولة التخفيف من حدة تصريحات باراك والقول إن «زيارة الحدود الشمالية محض صدفة، لأننا سنزور جميع المناطق في الأيام القليلة المقبلة»، أكد المراسل العسكري للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، يؤاف ليمور، أن زيارة باراك وغانتس ليست إلا رسالة واضحة لحزب الله.

وكانت إسرائيل قد عاشت أمس وأول من أمس حالة من القلق على سفاراتها في الخارج، أدت إلى إغلاق أربع منها وإجلاء دبلوماسييها وعائلاتهم إلى إسرائيل، خشية وقوع هجمات في ذكرى اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله، عماد مغنية. وبحسب مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، رفعت حالة التأهب في تلك السفارات، بسبب معلومات استخبارية وحركة مشبوهة سُجّلت في محيطها، فيما نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر سياسية إسرائيلية أن «المسألة تتعلق بمحاولات من حزب الله لتنفيذ عملية إرهابية ضد سفارات إسرائيلية حول العالم».

في السياق، ذكر نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الوزير سيلفان شالوم، أن «هذا الأمر ليس جديداً، وقد سُجّلت في الماضي حوادث اعتداء على ممثلين دبلوماسيين إسرائيليين، كما حدث في العاصمة البريطانية (عام 1982)».

وكان الخبير الإسرائيلي في أنظمة الدفاع ضد الصواريخ، عوزي روبين، قد قال لمجلة «افيايشن ويك» الأميركية المتخصصة في شؤون الطيران والدفاع، إن حزب الله قادر على إغلاق مطاراتنا ومرافئنا ومحطات الطاقة والمواقع الاستراتيجية، و«كل ما يمكنني أن أقوله هو أنني آمل أن يكون لدى الشعب الإسرائيلي ملاجئ جيدة». أضاف المدير السابق لمشروع «حوما» للحماية من الصواريخ في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأحد مطوّري منظومة حيتس لاعتراض الصواريخ البالستية إن «في حوزة العدو 13 ألف رأس متفجّر قادرة على إصابة تجمعات سكنية كبيرة في إسرائيل، ونحو سبعين في المئة من الساكنين في المنطقة الساحلية»، مشيراً إلى أن «هذا المخزون الصاروخي يتضمن 1500 صاروخ قادرة على إصابة تل أبيب، بما يشمل صواريخ من نوع ام 600 المنصوبة في سوريا ولبنان، ويسيطر عليها حزب الله، علماً بأنها صواريخ ذات قدرة عالية على إصابة أهدافها بدقة.

وخلص روبين إلى أن الجيش الإسرائيلي «قاصر عن توفير الحماية ضد التهديد الصاروخي، سواء في الجنوب أو في الشمال، بل إن أي اشتباكات موضعية على طول الحدود قد تتدحرج إلى حرب استنزاف ضد مناطق وسط الدولة». وبحسب روبين، فإن الجيش الإسرائيلي في معضلة، و«هناك نقاش في إسرائيل، هل يجب العمل على توفير الحماية لقواعد الجيش أو توفير الحماية للمدنيين؟».

ونقلت المجلة الأميركية تصريحاً لضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي قال فيه إن «أنظمة الدفاع ضد الصواريخ، ومنها منظومة القبة الحديدية، مخصصة كي تساعد الوحدات العسكرية خلال أي مواجهة مقبلة، وبالتالي لا يمكن استخدامها لحماية المدنيين الإسرائيليين».