وظيفة اللوزتان

ن اللوزتين عضو عامل من أعضاء الجهاز الليمفاوي في الجسم، والذي يضم أيضا الغدد الليمفاوية والطحال وغيرهما ... وهذا الجهاز الليمفاوي برمته هو أيضا عضو أساسي من أعضاء جهاز المناعة بالجسم..
وبهذا نخلص إلى القول بأن وظيفة اللوزتين بالجسم هي وظيفة مناعية... بمعنى أن لها دورا في منظومة "الحرب الوقائية" التي يشنها الجسم ضد الميكروبات الغازية.. وهي تؤدي هذا الدور بطريقتين: إما بطريقة آلية حيث تلتقط الميكروبات التي تدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفسي العلوي.. أو طريقة بيولوجية عن طريق إنتاج مواد كيميائية وخلايا فتاكة تهاجم الميكروبات الغازية للجسم... وأخشى ما أخشاه أن يتسبب كلامي هذا في إدراج اللوزتين في قائمة الجهات المنتجة لأسلحة الدمار الشامل والراعية للإرهاب!!!
وبغض النظر عن هذه "الطرفة البريئة" فإن هذا هو الوجه الأبيض للوزتين وسلاحها المفيد للجسم.

ولكن ـ ولأسباب غير مفهومة على وجه الدقة ـ قد يحدث في بعض الأحيان نوع من العطب في هذا السلاح، فتصاب اللوزتين بالشيخوخة المبكرة وتتحول من حرب على الميكروبات إلى "ملاذ آمن" لاستضافة هذه الميكروبات وتبدأ في الالتهاب والتضخم ويبدأ المريض في المعاناة من أعراض النوبات الحادة المتكررة لالتهابات اللوز.. والذي قد يتحول مع التكرار إلى نوع من الالتهاب المزمن بالإضافة إلى إمكانية حدوث مضاعفات شتى... وهذا بالطبع هو الوجه الآخر والسلاح الضار لها... ومن هنا يأتي القرار بالقتل "غير الرحيم" للوزتين والمتمثل في استئصالها وكفاية الجسم خيرها وشرها.

وهناك بروتوكولات متعددة في شروط استئصال اللوزتين، وهذه تختلف من مركز طبي لآخر، لا بل من طبيب لآخر.. وتعتمد هذه البروتوكولات على عدد تكرار الحالات الحادة ومدى شدتها ووجود الحالات المزمنة ومدى إمكانية حدوث مضاعفات كما يدخل سن المريض ومدى استعداده الصحي للجراحة في الاعتبار إلى غير ذلك من الاعتبارات التي تختلف من بروتوكول إلى آخر.. لذلك فإن الأمر في النهاية يخضع لعلم الطبيب المعالج وضميره أيضا بغض النظر عن الالتزام بنظام معين... لذلك فإني أنصحك في نهاية المطاف إلى اللجوء لطبيب تثق في علمه وضميره ليساعدك في اتخاذ القرار المناسب حسب حالة الطفل .