المجاهد الساعدي اللافي في سطور

في سنة 1917 و بمنطقة كروم الخيل الواقعة غرب مدينة طبرق رمى العراف أو البصار { التاقزة} و كان يتجمع حوله بعض الأهالي من النجع و قد اخبر ذلك العراف الساعدي اللافي بأنه سوف يلقى أجله {في بر خارج هذا البر } فضحك الساعدي الذي كان عمره في ذلك الوقت 75 عاما بعد سماعه لهذه التكهنات و قال
كيف لشخص مسن مثلي سيكتب له ان يموت خارج أرضه.

في تلك الفترة كانت حركة المقاومة ضد الاستعمار الإيطالي في أوج نشاطها و كانت تستعين بالأهالي الذين يملكون المواشي لإستغلالها كوسيلة نقل و تنقل و قد عرض على الساعدي اللافي الذي كان يملك قطيع من الأبل أن ينقل سلع تموينية من ضواحي مدينة طبرق إلى معسكر المقاومة الواقع بمنطقة المخيلي و قد قبل العرض و نقل التموين إلى منطقة المخيلي على قافلة تتكون من 18 رأس من الأبل و كان يرافقه مختار حسين النمر و هو شاب يبلغ من العمر 25 عاما في ذلك الوقت.
و عند رجوعهم و بالتحديد شرق منطقة القعرة كانت تنتظرهم دورية إيطالية يمتطون خيول بناء على معلومات زودهم بها أحد الجواسيس { أكرمكم الله اللقاقة} و عندما تيقن بأنه سيصبح في كماشة العدو طلب من مختار حسين النمر ان يختبىء بإعتباره صغير في السن اما بالنسبة له فان الأمر لم يعد يهمه.
طوقت الخيول قطيع الأبل بعد ماراثون من الجري وراء الأبل التي جفلت في حين تم القبض على الساعدي بصورة فورية.
نقل بعدها الساعدي اللافي و قطيع الأبل إلى معسكر داخل مدينة طبرق و هو المستشفى العسكري سابقا و الجدير بالذكر أنه تم إلصاق صورته و صورة لقطيع الأبل على حائط المعسكر تشهيرا به على أنه إرهابي.
حاولت زوجته {حاكمة الشاعرية} زيارته و بعد جهد جهيد و إتصالات مع شخص يدعى بولبيض يعمل لدى الإيطاليين تمكنت من زيارته و حسب إفادتها إن الايطاليين طلبوا منه ان يطلب من أولاده { حمد / امقدع / عبدالواحد } أن يسلموا انفسهم و اسلحتهم مقابل الإفراج عليه و لكنه رفض بشدة و أوصاها ألا يتخلوا عن الجهاد و الدفاع عن الوطن وقد قال لها {أما أنا رجل مسن ولن أعيش اكثر مما عشت}.

تناقلت الأخبار بانه تم نقله إلى مدينة المرج و معه القطيع و من المعروف لدى السكان المحليين أنه في حالة نقل شخص الى المرج يعنى نقله الى المقصلة { قطع الرأس دون محاكمة} و بذلك انقطعت الأخبار عنه و اعتبروه أهله أنه قد نفذ فيه الحكم.

في سنة 1921 أفرج على شخص يدعى فضيل الشلماني الذي كان منفيا في معتقل يقع في جزيرة صغيرة توجد في أقصى شمال غرب جزيرة صقلية، تسمى فافنيانا. و هو شاعر و يعتبر من أعظم شعراء تلك الحقبة و كان قد ألتقى بالساعدي اللافي في ذلك المعتقل. وقد جاء الى منطقة مرتوبة حيث تقيم اسرته في ذلك الوقت و تناقلت الأخبار بين القبائل عن وصوله كما تناقلت أشعاره رواياته عن الليبيين المعتقلين معه مما جعل كثير من اهالي المنفيين و المفقودين يترددون عليه لعلهم يعرفون شيئا عن ذويهم.

و ذكر لنا المرحوم الحاج حسين حمد الساعدي بانه قابل فضيل الشلماني في مرتوبة بعد تناول الناس لشعره في المعتقل و قد ذكر في إحدى قصائده بالمعتقل الساعدي اللافي ومن هنا تيقنت عائلته بانه عاش في المنفى و انتقل إلى جوار ربه في تلك الجزيرة.

و هذه بعض الأبيات من قصيدة { يا طير يا طاير} للشاعر و المجاهد فضيل الشلماني

يقول الشاعر :-
والساعدي اللافي عالي النقب والنبا

ركاب من توالي سمحة الردحان

يا عز ضيف الله ف الكرب والرخا

ويا بو فريقاً يشبع الجيعان

ما كارهم شي لا اعياط لا شلا

كارهم نواجع يضبحن طيران

وي جنهم معازي من هناك ومن هنا

وها ناك تبري عجرة الحيان

لو كانوا ضنا لجْواد للبيع والشرا

غاليين ما هانوا ولا بثمان

لكن اللي قدر عليهم بالخطا

نين جاب تربتهم لهالمكان

عارف عداد الخلق والنجم فالسما

وعارف اللي صاير خفا وبيان

ياتي بعفو اعموم يطلق سجنا

ويفرّج على اللي خاطره مليان

ويمحا سوايانا ويغفر ذنبنا

ويجعل اختامنا عند الممات آذان

هذا جوابي والصلاة ع المصطفى

نبي دار للأمة كتب واسنان


و أخيرا الفاتحة على روح جدي الطاهرة و أرواح كل المجاهدين الأبرار

و السلام

عطــــــــــــــــــية طاهر الساعدي

الله يرحم جميع المجاهدين الليبيين
ولنا الشرف بهذا المجاهد العظيم الذي ضحى بروحه لأجل بلاده

مشكور كل الشكر اخي عطية على هذه المعلومات
وياريت لو عندك قصص اخرى لمجاهدين عيت ارفاد تفيدنا بها
وانا بالأنتظار

اخي عطيه الساعدي موضوع مميز والله واقترح ان تكون هناك صفحه نسموها
اجداد وامجاد
نحكو فيها على مجاهدينا وعلى اجدادنا والناس الاولى في منطقة التميمي اللي كان ينضرب بيهم المثل في الكرم والجود والمروه
شكرا جدا على موضوعك المتميز

أشكركم على المرور

أتمنى أن يكون هذا المنتدى منبرا لتبادل الأراء و تناقل الأفكار و المعلومات المفيدة و الهادفة بين أعضائه

أخي عطيه أشكرك كثيرا لأحيائك سيره ( جدك وهو أيضا جدي ) وهو أحد الاوائل من مجاهدين عيت أرفاد الصادقين.. وهو مثال قليل من كثير ممن قتلوا وعذبوا في معتقلات البريقه أو قتلوا في معركه وادي الشقه قرب التميمي ... ..والذين شاركوا في الدفاع عن الوطن بكل ما تجود به أنفسهم وعن طيب خاطر.. لمساعده أدوار الجهاد في عكرمه والمخيلي.. سوا بالدعم (اللوجيستي )كنقل السلاح والمؤن( للمحافظيه) .. أو بأكرامهم وأيوائهم والتستر عليهم من أعين الطليان ..حيث يعتبر من يملك ناقه في ذلك الوقت كمن يملك شاحنه للنقل.. والساعدي اللافي كان من القلائل الذين يملكون قطيع من الابل .. ولم يبخل بتزويد المحافظيه بما يلزمهم ويحتاجونه .. وهو مدرك لما سينتج عن عمله هذا من مخاطر ..أدت الى قتله بالمنفى .. ولم يبخل أيضا بأرسال كل من أبنائه حمد وأمقدع الساعدي اللافي فى المشاركه فى معارك الادوار.. كمعركة القرقف الشهيره بموقعة راس اللبن قرب درنه ...والتى أثراها الشاعر أحمد عبدالله الكباري بقصيده طويله تصف المعركه .. بعنوان راس اللبن صار فيه الملاقا....
وكل ما يمكن ان نوصف به هؤلاء الرجال هو قليل في حقهم ... والحمد لله أننا من أحفادهم .. وتركوا لنا هذا التاريخ المشرف ..وسنظل ونسير على خطاهم ما حيينا ,, أن شاء الله

شكرا لك اخي عطيه

وليس هناك ما اضيفه عن ماقالوه اخوتي عن اجدادنا المجاهدين و مافعلوه و ماقدمو من تضحيات لأجل الوطن

ونفتخر كثيرا بجدنا الساعدي رحمه الله الغني عن التعريف ووصيته المعروف في جميع انحاء برقه

شكرا لك لطرح هذا الموضوع الرائع

( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ً بل أحياء عند ربهم يرزقون )

نحن نحيي دائما ذكرى جدنا الشيخ الشهيد الساعدى اللافي رحمه الله الذي فدى حياته للدفاع عن الوطن وحث أبنائه على الاستشهاد في سبيل الله والوطن .

والشهيد هو تلك الحالة الخاصة التي لا تشبهها أية حالة أخرى في خصوصيتها وتميزها على كل ما سواها في التاريخ فهو التضحية بأسمى صورها لأن الشهيد يبذل حياته بمحض إرادته في سبيل رفع الضيم عن الآخرين ويتنازل عن حقه في الحياة حماية لمستقبل أمته وحفاظاَ على كرامة شعبه .‏
الفاتحة على ارواح شهدائنا الطاهرة

الله يرحم جميع المجاهدين الليبيين
ولنا الشرف بهذا المجاهد العظيم الذي ضحى بروحه لأجل بلاده
مشكور اخى عطية

شكراً..موضوع رائع