دعوة إيطالية لانتفاضة ضد القذافي

دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني سكان طرابلس إلى الانتفاض على العقيد معمر القذافي،
في وقت يحقق فيه الثوار مزيدا من الاختراقات، وسط نفي من المجلس الانتقالي
لوجود مفاوضات مع النظام، وتأكيدات غربية لها، بينما تستعد منظمة دولية
لإجلاء آلاف العالقين في ليبيا.

وقال فراتيني في لقاء تلفزيوني "نأمل أن يفهم سكان طرابلس، الذين بدؤوا
للأسف في الفرار، إن النظام أضر بشعبه، وسيلتحقون عندما يحدث ذلك بعملية
سياسية لقطع هامش المناورة عن نظام القذافي".

وتحدث عن انشقاقات متزايدة داخل النظام، وعن تقدمٍ للثوار نحو طرابلس.

وكانت تربط إيطاليا وليبيا علاقات سياسية اقتصادية وثيقة قبل بدء الثورة
التي سمحت روما بعدها باستعمال قواعدها لإطلاق الحملة الجوية الغربية،
واعترفت بـ المجلس الوطني الانتقالي.

وجاءت دعوة فراتيني في وقت يتقدم فيه الثوار نحو العاصمة، إذ باتوا على مسافة عشرات الكيلومترات منها.

وحقق الثوار هذا الأسبوع أهم اختراقات لهم على مدى أشهر، فسيطروا على بلدات مهمة مثل صبراتة والزاوية وعلى طريق ساحلي إستراتيجي يربط طرابلس وتونس.

وكان أحدث تقدم ميداني ذلك الذي حققوه اليوم حين زحفوا على زليتن، وهي
بلدة إستراتيجية تقع إلى الشرق من طرابلس، قالوا اليوم إنهم سيطروا على
أجزاء واسعة منها، ليلتحموا بالثوار الذين كانوا موجودين بالمناطق المحررة
منها.

وظلت الاختراقات في الشرق أقل من تلك التي حققها الثوار غربا.

وكانت البريقة إحدى الجبهات التي شهدت قتالا ضاريا تكبد فيه الثوار
باعترافهم خسائر كبيرة، بلغت أربعين قتيلا ومائة جريح خلال عشرة أيام وفق
تقاريرهم وتقارير المستشفيات بهذه المدينة النفطية التي أعلن الثوار اليوم
أنهم سيطروا على جامعة "النجم الساطع".

وتحدث سكان هربوا من طرابلس عن طوق أمني شديد ضرب على العاصمة التي تشهد انقطاعات بالكهرباء وارتفاعا بأسعار الوقود.



كما تحدثوا عن معارك بالأسلحة النارية تقع بعد نزول الظلام.

غارات بطرابلس
وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل
تحدث في لقاء صحفي قبل ثلاثة أيام عن وجود للثوار داخل العاصمة، وقال إنهم
يتخذون الإجراءات لتأمين المباني الإستراتيجية عندما تحين ساعة الحسم.

وتعرضت طرابلس لغارات جديدة نفذتها طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) واستهدفت منطقة باب العزيزية وطريقا تؤدي إلى مطار العاصمة.

إجلاء العالقين
وقالت اليوم منظمة الهجرة الدولية إنها تستعد لعملية تطلقها خلال أيام -ربما تكون بحرية- لإجلاء آلاف الأجانب العالقين بسبب الحرب.

وجاء الإعلان عن العملية في وقت اتهم فيه الصليب الأحمر النظام والثوار
سواء بسواء بمهاجمة المنشآت الطبية وإساءة استعمالها لأغراض عسكرية، وأبدى
قلقه للتدهور السريع بالوضع الإنساني وتصاعد الخسائر البشرية بجبهات
البريقة وغريان وصبراتة ومصراتة والزاوية، حيث أعلن النظام اليوم مقتل أخ
للناطق باسمه موسى إبراهيم في غارة للناتو، عندما كان في زيارة "للاطمئنان
على أصدقاء له".

وظل
القذافي يتمسك بالبقاء في السلطة، لكن شبكة "أن بي سي" الأميركية نقلت عن
تقارير استخبارية أميركية قولها إنه يستعد الآن للمغادرة إلى تونس مع
عائلته خلال أيام.

ونفى المجلس الانتقالي رسميا وجود مفاوضات، لكن مصادر فيه تحدثت عن محادثات مع "تكنوقراط النظام".

وكان أحدث تأكيد لهذه المفاوضات حديث رئيس الوزراء الفرنسي السابق
دومينيك دو فيلبان لصحيفة لو باريزيان أمس عن حضوره محادثات "صعبة للغاية"
جمعت الطرفين في منتجع تونسي الاثنين.

ورفض دو فيلبان إعطاء تفاصيل إضافية حتى لا يضر بالمحادثات وفق قوله.

كذلك تحدث رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي عن اتصالات مع كل الأطراف، وقال "ستسمعون أخبارا طيبة الأيام القليلة القادمة".