الديمقراطية أم الفوضى… ماذا سيختار الليبيون؟

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-11-27, 8:06 am

نوفال أوبسيرفاتور

نشرت صحيفة وسط اليسار “نوفال أوبيسرفاتور” مقالا تحليليا لمدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (إيريس)، باسكال بونيفاس ألقى فيه الضوء على نتائج الحرب في ليبيا بعد الإطاحة بنظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

ورأى كاتب المقال أن الغرب لعب دورا لصالح الحركات الإسلامية التي ستستولي على السلطة فيما بعد، على حد قوله، كما رأى أن النظام الذي يتركز بمساعدة من الغرب يكون ضعيفا دوما، لأنه لا يستند إلى إرادة الشعب.

واعتبر بونيفاس أن الارتياح لرؤية إزاحة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ونظامه، عبر الاحتفال الذاتي في وسائل الإعلام الفرنسية ، والذي قدم على أنه انتصار شخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، لا يجب أن يكون عائقا أمام القيام بجرد نتائج الحرب في ليبيا.

اختلاف

واعتبر بونيفاس أن المشكل الرئيسي يتمثل في كون الموجهين للعملية قد لعبوا دور “البلهاء لصالح الحركات الإسلامية”، لأنها هي التي سوف تستولي على السلطة في نهاية المطاف.

ورأى أن سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك، كان في خدمة ليفي.

واعتبر الكاتب بونيفاس أن الخوف من الإسلاميين لفترة طويلة جدا كان بمثابة حماية للطغاة، مشيرا إلى أن هذا الخوف لا ينبغي أن يمنع الناس من التحدث بحرية، وقال “سنرى ماذا سيختار الليبيون في المستقبل؟، و كيف ستتطور الامور؟ ، هل ستتطور نحو الفوضى والحرب الأهلية أم نحو الديمقراطية والاستقرار”؟، على حد قوله.

كما أوضح باسكال أن هناك اختلافا أساسيا بين ثورة شعبية وطنية في مصر وتونس، وحرب أهلية يرجع النصر فيها إلى القوات المسلحة الأجنبية كما هو الحال في ليبيا، مشيرا إلى أن شرعية الحكام الجدد في ليبيا تتأثر بذلك، لأن ” النظام الذي يعوَل على مساعدة الجيوش الأجنبية — الغربية في هذه الحال– يكون ضعيفا جدا.

وفي هذا السياق اعتبر الكاتب أن هناك ثمنا كبيرا سيدفع في ظل الظروف التي أدت إلى الإطاحة بالقذافي، وقد أظهر القرار 1973 ، على عكس ما قال البعض، أنه بالإمكان وجود حلول مشتركة للأزمات الكبرى مع الروس والصينيين.

ثقة

وبخصوص التدخل العسكري في ليبيا، أكد الكاتب أن هناك شعورا بالغبن، عندما تحوَل من حماية للسكان إلى تغيير للنظام، و الآن توجد صعوبة في الاتفاق مع الصين وروسيا بشأن الملفين السوري أو الإيراني.

وفي هذا الإطار قال بونيفاس:” لقد كان الانتصار في ليبيا على حساب مفهوم المجتمع الدولي الذي مهد لذلك من خلال اعتماد القرار 1973، علما و أن عدم الثقة في الغرب ليست من قبل روسيا والصين فقط، ولكن أيضا من قبل الديمقراطيات الناشئة مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.”

من ناحية أخرى أكد الكاتب أنه لا أحد يعلم حتى الآن التكلفة البشرية للحرب، لأن التقييمات تختلف على نطاق واسع.

وقال “من المرجح أن قوات القذافي ارتكبت أسوأ الانتهاكات، ولكن قوات المجلس الوطني الانتقالي ارتكبت هي الأخرى انتهاكات ولا تخلو من اللوم.”

وأشار إلى أن الأفارقة الذين كانوا في ليبيا كانوا ضحية تهمة وجهت إليهم كونهم مرتزقة تابعين للقذافي، ولكن “مسؤولية الحماية لم تكن في صفهم”، على حد قوله.

المحرر: باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (إيريس) بباريس، وأستاذ في معهد الدراسات الأوروبية في جامعة باريس 8.