لحزبية أساس الديمقراطية

إسماعيل القريتلي

الديمقراطية هي تنظيم الاختلاف وحماية الحرية.. والاختلاف ينتظم بأشكال متنوعة أهمها في المستوى السياسي التعددية الحزبية.. ولأن الحزبية أساس وأصل في البناء الديمقراطي ينبغي العمل ابتداء على شرعنته والاعتراف به في الديمقراطية الوليدة ورفض أي رفض للحزبية..

وهنا يجب على السلطة القائمة باعتبارها أحد أهم أسباب التشويه والتشويش الحاصل ضد التعددية الحزبية يجب عليها أن تتبرئ من مواقفها الضبابية من الحزبية كتأخيرها إصدار قانون ينظم عمل الأحزاب وتصريحات العديد من شخوصها بشأن أن الظروف غير مناسبة لانطلاقة التعددية الحزبية ومبررات كثيرة شوشت في مجملها الموقف من الأحزاب ليظهر المشهد السياسي في ليبيا وكأنه يكرر الأيام الأولى لانقلاب القذافي

وعلى الشعب أن لا يسمح للتاريخ أن يعيد نفسه بل يواجه هذه الحركة المريبة المناهضة للتعددية الحزبية.

إن المجتمع الليبي بدأ يتشكل ويتكون فعليا ولن يتمكن أي منا إيقاف هذا التشكل ولكن يمكننا جميعا أن ندعم ونطور التكون الديمقراطي الذي سيحد من التكتل الجهوي والقبلي رغم أننا لن نتمكن من السيطرة الكاملة على البدائية القبلية والجهوية لكننا بلا شك سنضع أساسا للعمل السياسي والتوافق السياسي أو التنافس وفق معايير ديمقراطية ومدنية تتأسس على المواطنة في الحقوق والواجبات وعلى البرامج التنموية في التنافس أو التوافق السياسي.

تعيش ليبيا اليوم على مفترق طرق خطير فإما أن نتجه لبناء مشروع ديمقراطي حقيقي بلا أي تأويلات أو تفسيرات مصحوبة بكم من المبررات العقيمة التي لن يتولد منها حتى جنينا مشوها بل سيخرج ميتا لا حراك فيه ولا صوت، وإما سندخل حالة من الفراغ الواسع في المعنى والمبنى سينتهي بلا محالة إلى اقتتال وفساد. والأمر لن يحتاج إلى الكثير من التدليل ويكفي بالتاريخ القريب جدا من حولنا واعضا لنا فهل سنفيق من نشوة الخطأ إلى صدمة الصواب الضروري.