خليفة البشباش- هل كنا نستحق أفضل من القذافي

السرقات كانت تتم سرا وجهرا بقوة النفوذ عن طريق المسؤولين وكبار القوم !!!‏

‏… والآن تتم السرقات علانية وسرا باسم [ الغنائم ] وبقوة السلاح عن طريق من يسمون ‏أنفسهم [ ثوارا ] وماهم بثوار....

القتل والخطف والترهيب كان يتم عن طريق [ اللجان الثورية ] و [ الأمن الداخلي والخارجي ] ‏وما بين ذلك.....

والان يتم القتل والخطف والتعذيب عن طريق [ سرايا ] و [ كتائب ] و[ فصائل ] و تعددت ‏الأسماء والفعل واحد....

التجاوزات والفساد والاختلاس كان يتم برعاية [ الاخ قائد الثورة ]‏

والان تتم تلك التجاوزات والاختلاسات برعاية [ الاخ القائد الميداني ]‏

التزوير والتكوليس و الغش ونحوها كانت تتم بذريعة [ هو هذا القذافي ] و [ انا مش اول واحد ‏‏] و [ الحكاية معوجة من فوق ]‏

والان وبعد نفوق القذافي واولاده وكثير من اتباعه لا نزال نرى نفس الوضع ونفس الغش ونفس ‏التزوير !! شكلها معوجة من فوق ولوطة

قد يكون القذافي كافرا فاسدا ظالما طاغوتا لم ترى الدنيا الكثير من أمثاله

لكنه على كل حال لم يأت من المريخ ولا قذفته علينا رياح زحل او أعاصير عطارد – ان كان ‏فيهما رياح وأعاصير -‏

يعجبني مثلا لاخواننا السوريين يقول [ دود الخل منه وفيه ]‏

او أفضل من ذللك قولة اخرى في نفس السياق [ كما تكونوا يولى عليكم ]‏

أو ان شئت خير الكلام وافصحه وابينه فهو قوله تعالى (( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ‏‏))‏

المشكلة ليست في القذافي وحده

القذافي كان يامر بالخطف والقتل والتعذيب لكن من كان يقتل ويخطف ويعذب لم يكن القذافي ‏بل افراد من الشعب لم يكونوا اقل قذافية من سيدهم

كان القذافي حريصا على استشراء الفساد والسرقة والاختلاس والرشوة في البلاد .. لكنه لم يكن ‏يقبض وحده الرشوة او يعطيها وحده بل (( أعانه عليه قوم آخرون )) وهم من بني جلدتنا ‏وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الراشي والمرتشي ) ولم يلعن الراشي وحده

يقول ابن القيم : [ وإن اخذوا ممن يستضعفونه مالا يستحقونه في معاملتهم اخذت منهم ‏الملوك مالا يستحقونه وضربت لهم المكوس والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف ‏يستخرجه الملوك منهم بالقوة فعمالهم ظهرت في صور اعمالهم ] انتهى كلامه

دائما ما نحب البحث عن الشماعات فنعلق السرقة في القذافي والتجاوزات في ازلام القذافي ‏والمشاكل بين التشكيلات المسلحة نعلقها بالطحالب والطابور الخامس والسادس والثامن … ‏الخ

دائما ما نظهر أنفسنا بصفة البراءة … هكذا نحن شعوب [ العالم الثالث ] او ربما حتى العالم ‏الثالث بدأ يتبرأ منا لنبحث عن عالم آخر يمكنه تقبل شعب بريء غارق في الجريمة

ومواطنين صالحين ينخر جسدهم الفساد

وجنة تسكنها الشياطين

ان لم نعترف بمشاكلنا .. لن نصل لحلها ولو بقينا قرونا نحاول

‏(( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ))‏

ولو سألتي بعد هذا كله لماذا نجحت الثورة إذا ؟

سأقول لربما كانت تلك بركة الشهداء .. ولا ينكر أحد أن (( الله لطيف بعباده ))‏

خليفة البشباش