ونيس المبروك : فليتحد الجميع ، فالجزء الأصعب من ثورتنا لم يب

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-26, 4:18 pm

ونيس المبروك : فليتحد الجميع ، فالجزء الأصعب من ثورتنا لم يبدأ بعد .
المنارة 26 مارس 2012
طالعت ما نشرته مؤسسة المنارة للإعلام ، من خبر اطلاق سراح بعض القادة المقاتلين في كتائب القذافي التي جاءت لدك مدينة بنغازي على أهلها واستباحة كل شيء بالمدينة بتاريخ 19 مارس 2011 ، ولم اطمئن للخبر ، لانه يشكل حقيقة صادمة ،فاتصلت بالاستاذ محمد الأطيوش مدير المؤسسة ، فأكد لي الخبر ، وقال أن هناك قائمة بأسماء هؤلاء المجرمين ستنشر لاحقا ، وأخبرني أن أخطر هؤلاء القادة وهو خبير متفجرات كان في مقدمة الرتل الذي جاء في هذه المهمة ، قد وصل سالما لأهله ، وهو ” العميد علاء الدين حنيش “
في تقديري أن هذا يأتي في سياق ممارسات سابقة وأخرى لاحقة تؤكد أن هناك محاولة لترسيخ جملة من الإجراءات في التعامل مع رموز النظام ومجرمي الحرب فيه ، والتي ترتكز على محورين ، محور تسريبهم لأماكن آمنة بعيدا عن يد الثوار ، أو تقديمهم للقضاء لاحقا ، ومحور دمجهم للإستفادة بهم في هندسة المشهد السياسي القادم ، وذلك بفرض سياسة الأمر الواقع ، حيث سيكون الثوار الحقيقيون أمام موازنة صعبة للغاية بعد وصول هؤلاء المجرمين لأهلهم والاحتماء بعشائرهم ، أو عند استلامهم لبعض الملفات الحيوية في البلاد ، كملف الاقتصاد والنفط أو حتى المشاركة في ملف الأمن !!
وأنا لا استبعد جملة من البواعث على هذا السلوك ، ولعل أبرزها الارتزاق المادي من وراء شخصيات لها وزن كبير ، أو أن هناك من يريد خلط الأوراق مبكرا ، حتى يسهل عليه تمرير بعض المآرب الأخرى .
هناك تساؤلات كبيرة جدا ، لم تفلح تصريحات ( الناطقين ) وما أكثرهم اليوم ، من كشفها، منها على سبيل التمثيل فقط :
• ( كيفية ) صياغة القوانين .( = قانون فرحات نموذجا )
• حقيقة ما يجري مع سيف الاسلام الآن .
• تسريب بشير صالح ، ومن قبله الجلاد الأكبر السنوسي الوزري .
• نجاة عبد الله السنوسي من يد الثور ، واحتمال تسلميه لفرنسا .
• الفساد المالي والإداري الذي صاحب ملف الجرحى .
• بروز ونشوء ” طبقة ” من المطبلين والمنافحين ، والمبررين لكل سياسة خاطئة .تحت عنوان وحدة الصف ، والتحذير من المتشائمين السوداويين .
• ملف الفدرالية وما صاحبه من معالجات خاطئة .
• الاستغاثة بدول الغرب وتحريضهم على ” الإسلاميين ” من قبل بعض المسؤولين السابقين !!!
ما يحدث على ساحة الثورة الليبية اليوم ، من ممارسات وتصريحات ، يمثل فسيفساء متناثرة ، ولكن صفها وتنظيمها بجوار بعض يرسم مشهدا مخيفا في حق ثورة التكبير ، وخنجرا يدق بدم بارد على صندوق كل شهيد .
وكل يوم يتأخر فيه الأعيان ومؤسسات المجتمع المدني عن تطويق هذه الظاهرة ، سوف تخسر فيه الثورة مساحات جديدة على صعيد بناء دولة العدالة والقانون .
والمطلوب هو وقفة صادقة ، كتلك التي رأيناها عند بدايات الثورة ، وليتوقف الثوار جميعا؛ مجلسهم ، ومكتبهم، ومحلياتهم – ولو إلى حين- عن ماراثون تقاسم الأدوار، والسلطة ، والصلاحيات، كأن الوطن في أمن وأمان …. ؟!
وليضع الجميع أيديهم بأيد بعض، فالجزء الأصعب من ثورتنا ، لم يبدأ بعد !!
اللهم إني قد بلغت ، ونصحت ، ….. اللهم فاشهد !
ونيس المبروك