إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مي زيادة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مي زيادة
مقطتفات عن حياة الشاعرة الفلسطينية "" مي زيادة ""
[img][/img]
ولدت ماري زيادة (التي عرفت باسم ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين العام 1886
ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد.
تلقت الطفلة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان.
وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية,
وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها.
وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة.
وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة من كتاب العصر وشعرائه,
كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف,
أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, وأحمد شوقي.
وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته.
أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة(!).
ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931.
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية,
مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف).
أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية,
ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية.
لقد عاشت /مي/ في فلسطين ودرست في لبنان في مدرسة الراهبات وكتبت مذكراتها وفيها نلمس الإحساس بالكاتبة والوحشة، صحيح أن الأنثى أقرب إلى الشعور بالجانب المأساوي من الحياة.. وصحيح أن أيام الصبا تعج بالمرارة، غير أن وراء هذا الشعور تحسساً بالغيب واندفاعاً عفوياً، نحو المأساة المتمثلة بنكبة /فلسطين/ حيث إن الجو الذي خلفه الصهاينة داخل فلسطين وخارجها منذ عام/ألف وثمانمئة واثنين وثمانين/ أفضى إلى ظلام للنفوس.. والعقول... وألقى بالناس في هوة الكآبة...
لقد تأثرت الأديبة /مي/ بالمدرسة الرومانطقية الفرنسية وصدر لها بالفرنسية «كتاب أزاهير حلم» وهو مهدى إلى الشاعر «لامارتين» شاعر القلوب الحزينة.
ثم ترجمت رواية فرنسية أخرى إلى العربية بعنوان /رجوع الموجة/ ورواية عن الانكليزية «الحب في العذاب» وأخرى عن الالمانية «ابتسامات ودموع» في عام 1912.
من كتبها: سوامح فتاة، نغمات واشارات،ابتسامات ودموع، باحثة البادية، المساواة، ظلمات وأشعة، الصحائف.. بين المد والجزر.. عائشة التيمورية وغيرها حتى بلغ عدد مؤلفاتها خمسة عشر كتاباً كتبتهم خلال ثلاثين عاماً قالت عن الكتاب: والكتاب سنيّ المواهب، مفجر ينابيع النهى، الكتاب ذلك الصديق وتلك الثروة التي لا تفنى، تلك القوة الصامتة المهيبة المهذبة.
الكتاب الذي يرفعنا فوق صغائر الحياة ويعلمنا كيف ننمي فينا شرف القوى الانسانية، الإخلاص، الذكاء، الإرادة،ويقودنا قليلاً قليلاً إلى أعلى ذرا الإدراك والوفاق إلى اسخيلوس، شيشرون، دانتي، المعري، شكسبير، هيجو، يسكبون في فكرنا أفكارهم وتصير نفسنا كبيرة بلمس أرواحهم فتتسع وتتسع حتى تحضن الفضاء».
وتبقى مي في طليعة من كتبوا المقالة الصحفية منذ عام ألف وتسعمئة وعشرة سواء من حيث تنويع المواضيع أم من حيث أهميتها أو مضمونها الرفيع المستوى وكانت تنشر المقالات في مجلات المحروسة، الأهرام،المقتطف، والسياسة الأسبوعية والمرأة الجديدة وغيرها.
ابتكرت في مجلة السياسة باب اسمه خلية النحل وفيه يتقدم من يشاء من القراء ببعض الأسئلة ويجيب عنها القراء أيضاً ووظيفة الصحيفة هي اختيار الأسئلة والأجوبة وإعادة صياغتها بشكل لائق وهذه كانت تعطي الناس فرصة للمشاركة وأيضاً للاطلاع على الموضوعات من جوانب كثيرة.
لقد كانت تختار شكل المناظرة بين الأفكار والنظريات المتباينة وتمنح صوتها وعواطفها لفكرتين متناقضتين حتى تعطي القارىء فرصة للاختيار والقراءة الحرة كل طرف يدافع عن وجهة نظره وفيما بعد يظهر رأيها الخاص.
ومما يلفت النظر أن أغلب المواضيع ما زالت تطرح حتى الآن.
في أسلوبها الأدبي خرجت عن التقليد، فكان لها أسلوبها الخاص حيث جمعت بين الثقافة العربية والثقافة الغربية وهي تنحومنحى الرومانسية إضافة إلى الواقعية، أدبها وجداني تأملي، تمجد الألم وتناجي الطبيعة متأثرة بالأدب اللبناني وبالأدب المهجري.
قالت: «كل ما يحيط بنا في الحياة سر ولغز، لكن حواسنا المثقلة بأحمال المادة تحجب عنا الأنوار فلا نرى للأشياء وجوداً، ولا ندرك لها حقيقة إلا بمقدار ما يتفق مع أطماعنا ومشاغلنا».
قالت عن الحب: « آه وا لوعتاه عليك يا قلب الإنسان، إن أوراقك لتجف في ربيع أيامك،والريش يتساقط عن جناحيك قبل الأوان وعندما يبزغ فجر الحياة في أفق النفس ينتشر فيه عبير الحب، نحن نتعلم السير والوقوف والكلام والقراءة، ولكننا لا نتعلم الحب، لأن الحب هو جوهر الروح، وجميع القوى الروح تناديه بأصواتها المختلفة.
وقوة الحب أهم أصل غرسته الطبيعة في أعماق الإنسان فكلما تنجذب الأجرام السماوية بعضها للبعض الآخر كذلك تنجذب الأرواح المتآلفة، هيهات للزهرة أن تعيش بلا شمس، وللإنسان أن يحيا حياة عظيمة بلا حب».
انطلقت مي في مدرسة الحياة لترى الناس وتعاشرهم وتحس آلامهم وليخفق في قلبها الحب والأمل.
وعكفت على تثقيف نفسها لتخاطب أفذاذ العقول وجهاً لوجه وسميت بـ عبقرية اللغات فقد كانت تعرف أربع لغات: (العربية، الفرنسية، الإنجليزية،الألمانية) وهذه الميزة جعلتها تتطلع إلى ثقافات الشعوب الأخرى فهي شاعرة ألقت الشعر باللغة الفرنسية وشعرها المنثور في العربية قديم وأيضاً «خطيبة تعرف كيف تؤثر على مسامع الجمهور وتصل إلى مكامن العقل والعاطفة فيه، قالت جوليا طعمه عنها: " لم أر في حياتي خطيباً" اشرأبت إليه الأعناق وشخصت إليه الأحداق كمي فقد كانت خطيبة ومحاضرة من أرقى طراز، فقد كان لها عذوبة في صوتها وحلاوة في إلقائها، وثقة في نفسها، لا تتهيب منبراً " أو تخشى موقفاً".
وأيضاً كاتبة اجتماعية، كتبت حول شخصيات مهمة مثل باحثة البادية، جبران خليل جبران، بيتهوفن، طاغو، وميكيل انجلو، الحكيم، وغيرهم كثيرون.
في مساء كل يوم ثلاثاء كانت تلتقي عدداً من الأدباء والشعراء وغيرهم يتحاورون في الأدب والشعر والعلم والموسيقا ومن هؤلاء اسماعيل صبري، لطفي السيد، شبلي شميل، عباس محمود العقاد، خليل مطران، أحمد زكي باشا، طه حسين، الأمير مصطفى الشهابي، أحمد شوقي، ملك حنفي ناصيف، وهدى شعراوي وغيرهم.
ويقول عباس محمود العقاد: " لو جمعت الأحاديث التي دارت في صالون مي لتألفت منها مكتبة عصرية تقابل مكتبة العقد الفريد ومكتبة الأغاني في الثقافتين الأندلسية والعباسية.
لقد استمر هذا الصالون قرابة /25/ عاماً يعقد في موعده المعتاد تدير مي الصالون بنفسها وتتحكم في توجيه النقاش وتنظيم السجال منعاً لاختلاط الآراء واحتدام الحوار، وكان لها فصل الخطاب فيه لما وهبت من طلاوة الحديث ورشاقته وموهبة توجيه وإدارة الحديث بين مجلس المختلفين في الرأي والمزاج والثقافة..
علماً أن تلك الفترة كانت مليئة بالمتناقضات الفكرية والاجتماعية والسياسية وكان لدى الجميع الرغبة في تجاوز هذه المتناقضات والمساهمة في صناعة المستقبل عن طريق الحوار البنّاء الذي يحترم الرأي الآخر.
والزمن الذي عاشت فيه مي كان زمن الخديوي عباس حلمي باشا الذي اشتهر بانعطاف المصريين إليه وامتاز زمانه بنهضة الأقلام واتساع حرية الرأي وإطلاق حرية المطبوعات.
وكم لعبت هذه المنتديات دوراً في نشر الثقافة في المجتمع، كما حصل في المجتمع الفرنسي في عهد الملك لويس الرابع عشر وما تلاه من الملوك في صالونات السيدات من أمثال مدام دي ستايل ومدام ريكامييه، وعندنا في الشرق ولادة بنت المستكفي وعائشة الباعونية وغيرها.
كانت أهداف مي في صالونها: البحث في إنشاء جديد يقرب بين اللغة الفصحى واللغة العامية وأيضاً " التقريب ما بين الفكر الشرقي والغربي من خلال تعريب الروائع الأدبية الأوروبية ومناقشة الكتب الجديدة والقصائد والحملات الصحفية، وقضايا الساعة.
[img][/img]
ولدت ماري زيادة (التي عرفت باسم ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين العام 1886
ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد.
تلقت الطفلة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان.
وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية,
وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها.
وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة.
وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة من كتاب العصر وشعرائه,
كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف,
أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, وأحمد شوقي.
وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته.
أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة(!).
ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931.
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية,
مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف).
أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية,
ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية.
لقد عاشت /مي/ في فلسطين ودرست في لبنان في مدرسة الراهبات وكتبت مذكراتها وفيها نلمس الإحساس بالكاتبة والوحشة، صحيح أن الأنثى أقرب إلى الشعور بالجانب المأساوي من الحياة.. وصحيح أن أيام الصبا تعج بالمرارة، غير أن وراء هذا الشعور تحسساً بالغيب واندفاعاً عفوياً، نحو المأساة المتمثلة بنكبة /فلسطين/ حيث إن الجو الذي خلفه الصهاينة داخل فلسطين وخارجها منذ عام/ألف وثمانمئة واثنين وثمانين/ أفضى إلى ظلام للنفوس.. والعقول... وألقى بالناس في هوة الكآبة...
لقد تأثرت الأديبة /مي/ بالمدرسة الرومانطقية الفرنسية وصدر لها بالفرنسية «كتاب أزاهير حلم» وهو مهدى إلى الشاعر «لامارتين» شاعر القلوب الحزينة.
ثم ترجمت رواية فرنسية أخرى إلى العربية بعنوان /رجوع الموجة/ ورواية عن الانكليزية «الحب في العذاب» وأخرى عن الالمانية «ابتسامات ودموع» في عام 1912.
من كتبها: سوامح فتاة، نغمات واشارات،ابتسامات ودموع، باحثة البادية، المساواة، ظلمات وأشعة، الصحائف.. بين المد والجزر.. عائشة التيمورية وغيرها حتى بلغ عدد مؤلفاتها خمسة عشر كتاباً كتبتهم خلال ثلاثين عاماً قالت عن الكتاب: والكتاب سنيّ المواهب، مفجر ينابيع النهى، الكتاب ذلك الصديق وتلك الثروة التي لا تفنى، تلك القوة الصامتة المهيبة المهذبة.
الكتاب الذي يرفعنا فوق صغائر الحياة ويعلمنا كيف ننمي فينا شرف القوى الانسانية، الإخلاص، الذكاء، الإرادة،ويقودنا قليلاً قليلاً إلى أعلى ذرا الإدراك والوفاق إلى اسخيلوس، شيشرون، دانتي، المعري، شكسبير، هيجو، يسكبون في فكرنا أفكارهم وتصير نفسنا كبيرة بلمس أرواحهم فتتسع وتتسع حتى تحضن الفضاء».
وتبقى مي في طليعة من كتبوا المقالة الصحفية منذ عام ألف وتسعمئة وعشرة سواء من حيث تنويع المواضيع أم من حيث أهميتها أو مضمونها الرفيع المستوى وكانت تنشر المقالات في مجلات المحروسة، الأهرام،المقتطف، والسياسة الأسبوعية والمرأة الجديدة وغيرها.
ابتكرت في مجلة السياسة باب اسمه خلية النحل وفيه يتقدم من يشاء من القراء ببعض الأسئلة ويجيب عنها القراء أيضاً ووظيفة الصحيفة هي اختيار الأسئلة والأجوبة وإعادة صياغتها بشكل لائق وهذه كانت تعطي الناس فرصة للمشاركة وأيضاً للاطلاع على الموضوعات من جوانب كثيرة.
لقد كانت تختار شكل المناظرة بين الأفكار والنظريات المتباينة وتمنح صوتها وعواطفها لفكرتين متناقضتين حتى تعطي القارىء فرصة للاختيار والقراءة الحرة كل طرف يدافع عن وجهة نظره وفيما بعد يظهر رأيها الخاص.
ومما يلفت النظر أن أغلب المواضيع ما زالت تطرح حتى الآن.
في أسلوبها الأدبي خرجت عن التقليد، فكان لها أسلوبها الخاص حيث جمعت بين الثقافة العربية والثقافة الغربية وهي تنحومنحى الرومانسية إضافة إلى الواقعية، أدبها وجداني تأملي، تمجد الألم وتناجي الطبيعة متأثرة بالأدب اللبناني وبالأدب المهجري.
قالت: «كل ما يحيط بنا في الحياة سر ولغز، لكن حواسنا المثقلة بأحمال المادة تحجب عنا الأنوار فلا نرى للأشياء وجوداً، ولا ندرك لها حقيقة إلا بمقدار ما يتفق مع أطماعنا ومشاغلنا».
قالت عن الحب: « آه وا لوعتاه عليك يا قلب الإنسان، إن أوراقك لتجف في ربيع أيامك،والريش يتساقط عن جناحيك قبل الأوان وعندما يبزغ فجر الحياة في أفق النفس ينتشر فيه عبير الحب، نحن نتعلم السير والوقوف والكلام والقراءة، ولكننا لا نتعلم الحب، لأن الحب هو جوهر الروح، وجميع القوى الروح تناديه بأصواتها المختلفة.
وقوة الحب أهم أصل غرسته الطبيعة في أعماق الإنسان فكلما تنجذب الأجرام السماوية بعضها للبعض الآخر كذلك تنجذب الأرواح المتآلفة، هيهات للزهرة أن تعيش بلا شمس، وللإنسان أن يحيا حياة عظيمة بلا حب».
انطلقت مي في مدرسة الحياة لترى الناس وتعاشرهم وتحس آلامهم وليخفق في قلبها الحب والأمل.
وعكفت على تثقيف نفسها لتخاطب أفذاذ العقول وجهاً لوجه وسميت بـ عبقرية اللغات فقد كانت تعرف أربع لغات: (العربية، الفرنسية، الإنجليزية،الألمانية) وهذه الميزة جعلتها تتطلع إلى ثقافات الشعوب الأخرى فهي شاعرة ألقت الشعر باللغة الفرنسية وشعرها المنثور في العربية قديم وأيضاً «خطيبة تعرف كيف تؤثر على مسامع الجمهور وتصل إلى مكامن العقل والعاطفة فيه، قالت جوليا طعمه عنها: " لم أر في حياتي خطيباً" اشرأبت إليه الأعناق وشخصت إليه الأحداق كمي فقد كانت خطيبة ومحاضرة من أرقى طراز، فقد كان لها عذوبة في صوتها وحلاوة في إلقائها، وثقة في نفسها، لا تتهيب منبراً " أو تخشى موقفاً".
وأيضاً كاتبة اجتماعية، كتبت حول شخصيات مهمة مثل باحثة البادية، جبران خليل جبران، بيتهوفن، طاغو، وميكيل انجلو، الحكيم، وغيرهم كثيرون.
في مساء كل يوم ثلاثاء كانت تلتقي عدداً من الأدباء والشعراء وغيرهم يتحاورون في الأدب والشعر والعلم والموسيقا ومن هؤلاء اسماعيل صبري، لطفي السيد، شبلي شميل، عباس محمود العقاد، خليل مطران، أحمد زكي باشا، طه حسين، الأمير مصطفى الشهابي، أحمد شوقي، ملك حنفي ناصيف، وهدى شعراوي وغيرهم.
ويقول عباس محمود العقاد: " لو جمعت الأحاديث التي دارت في صالون مي لتألفت منها مكتبة عصرية تقابل مكتبة العقد الفريد ومكتبة الأغاني في الثقافتين الأندلسية والعباسية.
لقد استمر هذا الصالون قرابة /25/ عاماً يعقد في موعده المعتاد تدير مي الصالون بنفسها وتتحكم في توجيه النقاش وتنظيم السجال منعاً لاختلاط الآراء واحتدام الحوار، وكان لها فصل الخطاب فيه لما وهبت من طلاوة الحديث ورشاقته وموهبة توجيه وإدارة الحديث بين مجلس المختلفين في الرأي والمزاج والثقافة..
علماً أن تلك الفترة كانت مليئة بالمتناقضات الفكرية والاجتماعية والسياسية وكان لدى الجميع الرغبة في تجاوز هذه المتناقضات والمساهمة في صناعة المستقبل عن طريق الحوار البنّاء الذي يحترم الرأي الآخر.
والزمن الذي عاشت فيه مي كان زمن الخديوي عباس حلمي باشا الذي اشتهر بانعطاف المصريين إليه وامتاز زمانه بنهضة الأقلام واتساع حرية الرأي وإطلاق حرية المطبوعات.
وكم لعبت هذه المنتديات دوراً في نشر الثقافة في المجتمع، كما حصل في المجتمع الفرنسي في عهد الملك لويس الرابع عشر وما تلاه من الملوك في صالونات السيدات من أمثال مدام دي ستايل ومدام ريكامييه، وعندنا في الشرق ولادة بنت المستكفي وعائشة الباعونية وغيرها.
كانت أهداف مي في صالونها: البحث في إنشاء جديد يقرب بين اللغة الفصحى واللغة العامية وأيضاً " التقريب ما بين الفكر الشرقي والغربي من خلال تعريب الروائع الأدبية الأوروبية ومناقشة الكتب الجديدة والقصائد والحملات الصحفية، وقضايا الساعة.
samisaba- لواء
-
عدد المشاركات : 1754
العمر : 50
رقم العضوية : 358
قوة التقييم : 30
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
رد: مي زيادة
مى زياده اسطورة الحب والنبوغ
مشكور اخى العزيز على ماقدمت يداك لمنتدى الثقافه الذى كان فى امس الحاجه الى مثل هذا النوع من المعلومات
مشكور اخى العزيز على ماقدمت يداك لمنتدى الثقافه الذى كان فى امس الحاجه الى مثل هذا النوع من المعلومات
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 57
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: مي زيادة
عزيزي بوفرقه ،
أشكر مرورك الجميل ، اسعدتني جدا كلماتك
تقبل فائق احترامي
أشكر مرورك الجميل ، اسعدتني جدا كلماتك
تقبل فائق احترامي
samisaba- لواء
-
عدد المشاركات : 1754
العمر : 50
رقم العضوية : 358
قوة التقييم : 30
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
رد: مي زيادة
اخي سامي شكراً للمعلومات
اول مرة اعرف انها مواليد 1886 كنت اتوقع من مواليد القرن التاسع عشر
اريد توضيح هذه النقطة اخي سامي لو سمحت
اول مرة اعرف انها مواليد 1886 كنت اتوقع من مواليد القرن التاسع عشر
مقطتفات عن حياة الشاعرة الفلسطينية "" مي زيادة ""
كيف ذلك ؟؟ إذاً هي لبنانية وليست فلسطينيةلأب من لبنان
اريد توضيح هذه النقطة اخي سامي لو سمحت
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
الكلمة الطيبة صدقة
A good word is charity
الكابتن- المشرف العام للمنتدي
-
عدد المشاركات : 14594
العمر : 56
رقم العضوية : 1
قوة التقييم : 423
تاريخ التسجيل : 15/08/2008
رد: مي زيادة
عزيزي الكابتن ،
أشكر انتباهك و ملاحظتك ، كان من المفترض ان اوضح هذه النقطة منذ البداية ، سأفعل ذلك بكل احترام ،
في الأدب لا تهم جنسية الكاتب أو الشاعر سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو موزامبيقياً، النص هو الأساس، وأصل الكاتب لا يصنع مجداً بل نصه. لنقل إن ماري إلياس زيادة التي يُقال إنها فلسطينية، ويعتبرها أهالي شحتول لبنانية، اشتهرت بدورها الريادي في الحركة الأدبية والثقافية في مصر منذ وصولها إليها في الثانية والعشرين من عمرها مع والدها ووالدتها، قادمين من مدينة ميلادها الناصرة في فلسطين. كان والدها قد رحل من بلدته شحتول في لبنان الى فلسطين، حيث تزوج من والدتها نزهة معمر الفلسطينية، ووُلدت ابنتهما ماري في 11 فبراير (شباط) 1886.
لا يزال الجدل قائم ،
تقبل احترامي
أشكر انتباهك و ملاحظتك ، كان من المفترض ان اوضح هذه النقطة منذ البداية ، سأفعل ذلك بكل احترام ،
في الأدب لا تهم جنسية الكاتب أو الشاعر سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو موزامبيقياً، النص هو الأساس، وأصل الكاتب لا يصنع مجداً بل نصه. لنقل إن ماري إلياس زيادة التي يُقال إنها فلسطينية، ويعتبرها أهالي شحتول لبنانية، اشتهرت بدورها الريادي في الحركة الأدبية والثقافية في مصر منذ وصولها إليها في الثانية والعشرين من عمرها مع والدها ووالدتها، قادمين من مدينة ميلادها الناصرة في فلسطين. كان والدها قد رحل من بلدته شحتول في لبنان الى فلسطين، حيث تزوج من والدتها نزهة معمر الفلسطينية، ووُلدت ابنتهما ماري في 11 فبراير (شباط) 1886.
لا يزال الجدل قائم ،
تقبل احترامي
samisaba- لواء
-
عدد المشاركات : 1754
العمر : 50
رقم العضوية : 358
قوة التقييم : 30
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
رد: مي زيادة
شكراً اخي سامي .. وصلت الفكرة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
الكلمة الطيبة صدقة
A good word is charity
الكابتن- المشرف العام للمنتدي
-
عدد المشاركات : 14594
العمر : 56
رقم العضوية : 1
قوة التقييم : 423
تاريخ التسجيل : 15/08/2008
رد: مي زيادة
شكراً..موضوع رائع
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: مي زيادة
عزيزي الستار ،
شكرا لاطلاعك المميز ،
تقبل فائق احترامي
شكرا لاطلاعك المميز ،
تقبل فائق احترامي
samisaba- لواء
-
عدد المشاركات : 1754
العمر : 50
رقم العضوية : 358
قوة التقييم : 30
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
رد: مي زيادة
مشـــــــــــاركة رائعـــــــة حقـــآ.بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك...
مواضيع مماثلة
» زيادة معلومات للجميع
» زيادة مرتبات
» مخاوف من زيادة أسعارالإيجارالعقاري في قطر
» من زيادة الحرص شوف كيف غطى السيارة
» زيادة الرغبة الجنسية
» زيادة مرتبات
» مخاوف من زيادة أسعارالإيجارالعقاري في قطر
» من زيادة الحرص شوف كيف غطى السيارة
» زيادة الرغبة الجنسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 2:51 pm من طرف STAR
» مانشستر يونايتد يستهدف مهاجم ريال مدريد
اليوم في 2:51 pm من طرف STAR
» نجم آرسنال على طاولة برشلونة
اليوم في 2:50 pm من طرف STAR
» مدن في ماليزيا تضمن للسائحين قضاء إجازة استثنائية
اليوم في 2:50 pm من طرف STAR
» كيفية تعطيل وظائف مشاركة الملفات في الهواتف الذكية
اليوم في 2:49 pm من طرف STAR
» ما هو سبب الخمول خلال النهار وما هي الاطعمة التي علينا تجنبها
اليوم في 2:48 pm من طرف STAR
» حالة مزمنة تؤثر على 40% من سكان العالم تسرع من شيخوخة الدماغ
اليوم في 2:48 pm من طرف STAR
» كيك الشاي بالزعفران والبرتقال
اليوم في 2:47 pm من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 2:44 pm من طرف STAR
» عناصر غذائية تنشط الغدة الدرقية
أمس في 2:13 pm من طرف STAR
» رونالدو يصب غضبه على الحكم الرابع بعد خسارة مدوية للبرتغال
أمس في 2:13 pm من طرف STAR
» ما الأفضل الاستحمام ليلا أم صباحا؟
أمس في 2:11 pm من طرف STAR
» كبدة دجاج مقلية مع حمص بالبصل
أمس في 2:10 pm من طرف STAR
» مباريات الثلاثاء 26/3/2024 وقنوات الناقلة
2024-03-26, 3:24 pm من طرف STAR
» جولة على الجسور القديمة... معالم شهيرة صمدت على مر التاريخ
2024-03-26, 3:21 pm من طرف STAR