عائلة تفتخر بها بنغازى

عائلة بشون ومنارة بنغــــازي

تعتبر المنائر من أهم الوسائل المساعدة للملاحة فى البحر وتولى الدول الساحلية عنايتها للمنائر وذلك بغرض تسهيل الملاحة وإرشاد السفن عند الاقتراب من الساحل وأثناء الدخول والخروج ..... ومن بين المنائر العديدة الموزعة على طول الساحل الليبي هناك بعض المنائر التى يرجع تاريخ بنائها الى مئات السنين اذ مر عليها قرابة قرن من الزمان . لذا يمكن ان نطلق عليها صفة المنائر التاريخية حيث انها تدخل التاريخ من بابه المعتاد ونعنى به الباب الزمنى ... ومن بينها منارة ( سيدي بوعزة ) بميناء درنه ومنارة ميناء الخمس . وبعضها الأخر امتدت إليها يد الإنسان وعملت فيه معاولة هدماً وتخريباً فأزالتها من أساساتها ولم تبقى إلا أخبارها ويرويها من عاصرها ردحاً من الزمن ويحمل لها فى قلبه حباً ووفاءً كأصدق ما يكون الحب واخلص مايكون الوفاء .... ومن بين هذه المنائر منارة طرابلس ومنارة بنغازي القديمة او منارة سيدى اخريبيش كما هى مدونه ومتداولة فى الخرائط البحرية والمنائر ( منارة اخريبيش ( بنغازي ) ومنارة درنة ومنارة الخمس ومنارة طرابلس ) انشاتها الشركة الفرنسية المتعهدة بإنشاء وصيانة المنائر فى سواحل الإمبراطورية العثمانية عام 1880م واعتبرت فى ذلك العهد تطور هام فى إنشاء المنائر فى ليبيا * والمنائر لكل منها علامة تميزها يتعرف عليها الملاح بمجرد رؤيتها وذلك عن طريق شكل المنارة ولونها نهاراً * اما ليلاً فيتعرف عليها الملاح بمدى مرمى الضوء وبطريقة ومضاته ولونه وعدده والفترات الزمنية بين بعضها البعض * ومدى رؤية المنارة تقدر بالأميال البحرية والمنائر تضأ قبل الغروب بدقائق وتطفأ بعد الشروق بدقائق ومنارة سيدى اخريبيش بنيت فى عام 1880م فى عهد على كمال باشا الذى كان حاكماً لمتصرفيه بنغازى . والتى كانت تقيم بها عائلة بشون واستمرت تعمل حتى تم الأستغناء عليها فى عهد الاستعمار الأيطالى والذي قام بإنشاء المنارة الموجودة حالياً فى عام 1935 واما المنارة القديمة فقد ظلت قائمة الى ان تمت إزالتها فى نهاية السبعينات القرن الفائت . وارتبطت منارة اخربيش بعائلة بشون والتى كانت مقيمة فى تلك المنارة وتعمل على تشغيلها وحراستها من تاريخ انشاءها فى عام 1880م . فقد ارتبطت حياة هذه العائلة بجميع أفرادها من الحاج المرحوم مصطفى عبد السيد بشون والذى كان مقيماً فى المنارة من تاريخ إنشاءها عام 1880 والذى يروى انه سقط من فوق المنارة قتيلاً بعد ان اطفأها وذلك اثناء العهد العثمانى . تم تولى ابنه المرحوم منصور مصطفى عبدالسيد بشون تشغيل المنارة ومن بعده المرحوم / مفتاح منصور مصطفى بشون والذى ولد فى عام 1920 م حيث كان مشرفاً على منائر المنطقة الشرقية وعمل بها الى ان تقاعد وانتقل الى جوار ربه عام 2000م . فورث المهنة عنه ابناه محمد مفتاح بشون ومنصور مفتاح بشون ومنذ قرن وعائلة بشون تحمل على عاتقها مسئولية الاشراف على منائر المنطقة الشرقية فكان البحر والمنارة محور حياتهم والمكان الذى يعيشون فيه * عائلة احبت هذه المهنة واخلصت لها وتوراث ابناءها تشغيل وصيانة المنائر عامة منذ ابان الحكم العثمانى وكانت دائماً على اهبه الأستعداد للسفر فى اى وقت الى مواقع المنائر على طول الساحل الليبي اما لتزويد المنائر بالوقود واما لتصليح عطل مافى احداها وكانوا يعملون فى كافة الظروف الجوية . ولا يزال اسم عائلة بشون المعطاءة مرتبطاً بالمنائر . ومما يروى من حكايات عن أسرة بشون والمنارة ان السلطات الأيطالية كانت تهددهم بأنه اذا اعطوا أشارة ضوئية للسفن المعادية ولو بالخطأ فسيكون جزاؤهم الموت . كما يروى عن المرحوم مفتاح منصور بشون مسئول المنارة ابان الحكم الايطالى البغيض انه فى عام 1942 م تحديداً طلب منه ان يذهب الى الصخرة الوحيدة القائمة فى مدخل بوغاز ميناء بنغازى البحرى فى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ليشغل الفنار لارشاد قافلة ايطالية لتدخل الميناء * وطلب منه بالتحديد ان يشغل الفنار لمدة (5) دقائق تم اطفاءه مدة عشرة دقائق اخرى مع تكرار العملية وجلس على الصخرة يد تحتضن الساعة والاخرى تلتف على جسمه المرتعش من برودة الجو والبحر ومكث على هذه الحال حتى الصباح كالطائر الجريح وجزاء لخدمته هذه مربه احد المرشدين الايطالين فأستغاث به وطلب منه ان يعيده الى الشاطئ فنظر اليه بأحتقار وقال له ( أرم نفسك فى البحر ) . وقال الحاج مفتاح منصور بشون رحمه الله فى النهاية بعد عناء ليلة وتجاهل النهار تذكرونى فى القيادة البحرية واعادونى الى الشاطئ وكانت مكافأتى اربعة أرغفة خبز ( بقشيش ) وبالرغم من ان ذلك مناف لكرامة الأنسان التى اهدروها طويلاً إلا ان الخبز كانت له قيمة كبيرة هذة قصة منارة بنغازي بقعه من الأرض تطل على البحر وترشد رواده وترصد سير التاريخ واحداثه ببساطه شفافه يراها قبل ايه نقطه اخرى من بنغازى القادمون عبر هذا البحر تحى العابرون وتهدى القادمون