بعد النظر طبيا واجتماعيا

بعد النظر طبيا واجتماعيا

بسم الله

كلنا يعرف أن النظر هو قدرة العين علي الابصار ورؤية الأشياء التي حولنا حتى نؤثر فيها ونتأثر بها ونتعامل معها بما نسفيد منها في حياتنا من خلال رؤية الأشياء المحسوسة و الملموسه ، وهو ما يسمى بالبصر وقد تصاب هذه الحاسة ببعض الأعطال التي تعطل مهمتها أو تقلل منها مثل قصر النظر وهو يعني رؤية الأشياء القريبة بوضوح ولكنه لا يستطيع رؤية الأشياء البعيدة ، والحالة الأخرى هى بعد النظر ويعني عدم وضوح الرؤية عن قرب كصعوبة القراءة مثلا ولكن يمكنه رؤية الأشياء البعيد بوضوح ...
هذا المعنى الطبي لهذه الحالة .. ولكن ما يعنني هو المعنى الاجتماعي لبعد النظر في الأمور الحياتية التي نعيشها .
فتعريف بعد النظر إجتماعيا ( ما يسمى بالبصيرة ) وهي تعني قوة الإدراك والفطنة والعلم والخبرة ، لذا فإن الحكماء والعقلاء يرون ببصيرتهم وينظرون للأمور ليس بمجرد النظر بالعين بل بتطلعون لمدى أبعد من ذلك ... كما في قول الله تعالى : " فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدو ر )
وهو ما نراه من بعض أصحاب العقول النيرة من استعمال بصيرتهم في إدراك الأمور واستشراف للواقع بناء علي استقراءات حاضرهم المعاش وتجاربهم الماضيه في إيجاد حلول ناجحة للكثير من المشاكل الحياتية والتوقع لما سيأتي في مستقبل الأيام والاستعداد له بما يضمن سلامة الخطط ونجاح المشاريع المستقبليه للمجتمع او الدولة, ولذلك نرى في كثير من الأحيان تأتي النتائج مطابقة لتوقعاتهم أو قريبة منها.
وبما أننا نمر بتحولات عظيمة ومنعطفات خطيرة قدتكون أكبر من قدراتنا ، فمن الحكمة أن نردها إلى ذوي الألباب بدلا من التهور والتصرف فيها بطريقة قد لا تجلب الخير ... فالله سبحانه وتعالى أعطى لبعض الناس قدرات علمية وعقليه تأهلهم إلى أن يكونوا في مستوى البحث عن المخارج الكفيلة بإيجاد انجح الحلول لمشكلاتنا وأن تنهي ما يقع من الحوادث حتى لا تعم آثارها السيئة مهما كبرت أو صغرت .
غير أن ما نراه الآن في بلادنا من بعض صغار العقول الذين يستخدمون البصر ولا يستخدمون البصيرة لا يروقهم إسناد الأمور إلى أهلها القادرين علي السير بالبلاد إلى بر الآمان بسبب تفكيره الآني ونظرتهم القاصرة فيخالف الصالح ليتمسك بالباطل وتراهم يتصرفون وفق آرائهم التي لا تحل مشكلة ولاتقيم إعوجاج ولا تجلب مصلحة وإنما تضيعهم وكذلك مصالح الآخرين .
فهل من عودة إلى العقل إذا كنا نحب بلادنا ونسعى بالفعل إلى إصلاحها والرفع من مستواها ماديا وحضاريا بعيدا عن المصالح الشخصية والمشاحنات الكلامية فالوقت لا يحتمل اكثر من ما أهدرنا من زمن ومال وجهد دون البداية في خطة الاصلاح المطلوبة والتي قامت الثورة من اجلها ..
نسأل الله ان ينور بصائر شبابنا وأن يهديهم إلى سواء السبيل من أجل صلاح البلاد ورفاهية العباد ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته