الـوسطيـــة الجــــديــــدة !! بقلم الشيخ الوالد الصادق الغر

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-04-27, 7:46 pm

موضُوع مُهم جدآ من فضيلة آلشيخ مُفتي ليبيآ آلصآدق آلغريــآني ~
الـوسطيـــة الجــــديــــدة !!
بقلم الشيخ الوالد الصادق الغرياني - حفظه الله -
_________________
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ، وعلي اله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فلقد صارت الوسطية لباساً فضفاضاً مطْوَاعاً يصلح لـــكل المقاسات ، ويقال في كل المناسبات، وشعاراً يرفعه كل من يحمل فكراً يرجوا له مُيولاً ، وعنواناً جذاباً لكل من يريد من الناس قبولاً ، حتي تجاذبته مبادئ متقابلة ، وأصحاب أفكار " وأيديولوجيات " متعارضة.
(( وكُلٌ يَدَّعِي وَصْلاً بلَيْلَي٠٠٠٠٠٠ وَلَيْلَى لاَ تُقِرُّ لَهُم بِذاكا ))
فمن ذاهب تحت هذا الشعار إلي أن هناك من التكاليف والأحكام الشرعيه مايدْخلُ في باب التشدد ، وحينئذ فالتنصُّل منها وسطية.
فمثلاً: أن تكون المرأة كاسيةً عاريةً تلبس القصير والضيق والكاشف والفاضح ، وسطيةً.
أن تكون أيها المسلم راضياً ، لاتنكر علي من يعاقر الخمر ومن يجالسه ، أو يبيعها ، ويرخصُ لها وللقمار والملاهي الليلية ، ومن يخلط الرجال والنساء بالرقص والغناء كل ذلك حريه شخصية " تتسع لها الوسطيه "
وعلي الناس لئلا يكونوا غلاة في هذا المفهوم الجديد المتمدد أن يقبلوا أن دور شرع الله سبحانه وتعالي الذي انزله علي محمد صلي الله عليه وسلم داخل أسوار المساجد لايخرج عنها حتي لايتهم ، عملاً بمقولة : " دع مالقيصر لقيصر وما لله لله " .
أما الاقتصاد ، والسياسة ، والإعلام ، والصحة، والبيئة ، والأسرة ، والتجارة ، والتنمية ، والأموال ، فهي للأكــــاسرة والأبـــاطرة ، لهم أن يفعلوا بها ما يشاؤون ، وليس لله فيها حكم .
الوسطية الجديدة : أن تكيل بمكيالين ، إذا تكلم عالم الفلك اأو الرياضيات أو الفيزياء في تخصصه وطلب من الدولة أن تفعل كذا وكذا ، أو لاتفعل ، إن أرادت أن تطور نفسها فهو خبير وناصح ، وعلي الدولة أن تسمع له وتطيع ، إذا أرادت ان تنهض بالبلد وترتقي بالأمة ، وإذا تكلم عالم الشريعة في تخصصه مخاطباً الدولة في قضية من قضايا ، الأمة ، ناصحاً ومُوجِّهاً كان ذلك ولاية فقيه ، واستغلالاً للدين وتدخالاً في السياسة !
هذه هي الوسطية الجديدة ، أين العقول ؟!
هل الشعارات التي لاحقيقة لها _ أيّاً كانت وسطية أو غيرها _ لايزال لها مكان بيننا ؟
الم نستوعب الدرس بعد؟
لقد كانت اللافتات الضخمة التي لاتخطئها العين أينما اتجهت تحمل شعار " القران شريعة المجتمع " ، فهل كان لهذه الشعارات أثر في واقع الناس ؟؟!
أين كنا نحن من القران؟
القران يقول : ((وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)) وقانون الواقع المطبق الذي وضعه صاحب الشعار يقول : " التجارة ظاهرة استغلالية " ويقول عن ربا المصارف : حلال كُـــلُوه ، والقران يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) والتطبيق الفعلي يقول : "البيت لساكنه " " والارض ليست ملكاً لأحد " .
الوسطية الجديدة في بلادنا وفي بعض بلاد العالم العربي صارت مركب عبور لكل محظور ، وشعاراً جذاباً ، يسوَّق في البلاد علي أنه الإسلام المستنير المتحضر ، وما خرج عنه فهو ظلامي متزمِّت .
لا عجب أن ينجذب إلي هذا المعني الجديد للوسطية بعض العامة ، لكن َّ العجب أن ينجر إليه بعض أهل الذكر والاختصاص .
دين الله واحد لايقبل التجزئة ، ليس فية بعد موت النبي صلي الله علية وسلم نسخ ولاتبديل ، وكامل ليس فيه نقص ، لا في سياسة ولا في غيرها ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ))
الله سبحانه وتعالي الذي قال في محكم كتابة : ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ )) هو الذي قال : ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ )) وهو الذي قال : ((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ )) وهو قال : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْظَّالِمُونَ )) وهو قال ((
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)) وهو الذي قال : ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)) ولم يفرق في التحذير عن الكتمان بين صلاة ولاسياسة ولا اقتصاد ومن أخذ ببعض آيــات القرآن في الصلاة والصيام ورد آياته في السياسة والأموال يقال لهم : ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) هناك ثوابت في الشريعة جاءت بهانصوص الوحي يعرفها اهل الذكر ، التنازل عن شيء منها ليس وسطية ، وإنما هو عند أهل العلم تحريف وتبديل ((فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
الشيخ/ الصادق بن عبد الرحمن الغرياني