محسن فرج:حصاد بذرة التأمر ع ثورتنا

بدأنا نحصد ماقد تم زرعه من بذور خلال الفترة الماضية من طرف المجلس الانتقالي وحكومته في حملتهم الممنهجة والمخطط لها لتشويه الثورة والثوار وإشعار الليبيين أنهم ارتكبوا خطأ فظيعا بثورتهم ضد الطاغية.
طالعتنا الأخبار بما فعله المحسوبون على الثوار والذين تم تدريبهم على اساس انهم شرطة المستقبل في ليبيا بأنهم قد عاثوا فسادا في الأردن واشعلوا الحرائق بزجاجات الخمر التي بحوزتهم وبغض النظر عن كيفية إشعال النيران فهي قد أشعلت بالفعل وأحرقت ممتلكات سوف يدفع ثمنها حتما الشعب الليبي من خزنته بالتقديرات التي تحددها الجهة المتضررة حتى لو بالغت في تقديرها. تتبادر إلى الذهن عدة أسئلة تظل إجابتها تخمينات عند بعض الناس وحقائق مفزعة عند البعض الآخر:
1. كيف تم اختيار الأفراد المتدربين وماهي المعايير التي تم بها الاختيار وكيف تم التأكد أنهم فعلا من الثوار وليسوا من الرعاع الذين كانوا يتراقصون في باب العزيزية ثم انقلبوا بين عشية وضحاها وبقدرة قادر إلى ثوار ما بعد 20-8 .
2. ماهي الخصائص والامكانيات وبرامج التدريب الفريدة الموجودة بالأردن والتي جعلت الدولة الليبية توقع عقودا لتدريب عشرة آلاف شرطي بالأردن مع ملاحظة أن أبسط قواعد التدريب لم تقدم للافراد المتدربين وهي الانظباط والشعور بالمسئولية بدليل مافعلوه بعد أن انهوا دورتهم التدريبة كاملة غير منقوصة.
3. كيف يتم إرسال رقم بالآلاف ليتم تدريبهم دفعة واحدة دون الاستعداد لذلك من حيث الإشراف والمتابعة ما جعل بعض المتدربين لا يجدون حرجا في السقوط في مستنقع الرذيلة والمنكرات دون رقيب ولا حسيب خصوصا وان أغلب المتدربين من الشباب.
4. هل من قبيل المصادفة أن نرى عشرات الآلاف ممن ارسلوا للعلاج بالأردن باسم علاج جرحى الثوار لنجد ان منهم من كان يقاتل مع الطاغية وهو مطلوب لدى الثوار ومنهم من ذهب لتقويم اسنانه ومنهم من ذهب لإزالة الشحوم الزائدة ناهيك عن حالات العقم. كل هذا وما رافقه من فوضى وعدم تنسيق ورشاوى وعشوائية في التعامل كل هذا باسم جرحى الثوار ثم يتم نسب كل الأعمال الوضيعة التي تحدث من بعض هؤلاء المنتفعين إلى الثوار وانهم هم من يعيثون فسادا وكأني بهم يريدون أن يقولوا هؤلاء هم ثوار ليبيا الذين تسمعون بهم هذه هي حقيقتهم فما هم إلا حفنة من الرعاع وحاشى ثوارنا الحقيقيون البواسل الذين اسقطوا الطاغية بجبروته وطغيانه ان يكونوا كذلك.
5. هل من قبيل المصادفة ان يتم صرف مبالغ طائلة من اموال الليبيين على هذا النحو البشع دون رقيب ولا حسيب وبكل الطرق حتى ينزلق الليبيون اكثر فاكثر في الفساد الذين هم أصلا ثاروا في وجه الطاغية للقضاء عليه.
6. هل من قبيل المصادفة وحسن النية أن يتم صرف مبالغ خيالية باسم مكافآت الثوار بدون خطة ولا رقيب ولا حسيب ولا ابسط انواع المراقبة والتحكم في عملية التوزيع ثم يتم إلقاء اللوم على ما يسمونهم الثوار بانهم يتاجرون بنضالهم وانهم أقرب في وضعهم هذا للمرتزقة الذين يتكالبون على أخذ اجورهم بعد إتمام العملية المأجورين لها.
7. هل من قبيل المصادفة أن يتم تكريس الطائفية والقبلية وتغييب الدولة وعدم رغبتها في حل أي من المشاكل الكبيرة التي مرت بها ليبيا حلا جذريا حقيقيا ومتابعة تنفيذ خطوات وشروط الحل بل راينا قعاد الكسكسي وبيانات هزيلة بالمصالحة ثم يندلع القتال من جديد بين الفريقين المتحاربين بغض النظر عن انها بين ثوار وازلام او بين قبائل متجاورة لها مشاكل قديمة مع بعضها .
8. كيف يضحكون علينا بخطة دمج الثوار في الجيش والشرطة وهم لازالوا يصرفون المكافآت والدعم المادي للمليشيات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة بل وصل الأمر لصرف مكافآت لكتائب بقايا الأزلام كما حدث مع كتيبة 93.
9. هل تسائل أحدكم لماذا إلى حد الآن لم يتم تفعيل الشرطة والجيش ودعمها بعناصر من الثوار حتى نضمن عدم انحرافها عن مبادئ واهداف ثورة 17 فبراير.
10. هل تساءل أحدكم لماذا يعجز المجلس والحكومة عن حل أي مشكلة ثم يتفقون في تصريحاتهم بأن هذه المشاكل هي مشاكل قبلية رغم أن الحق بيّن وواضح ولنا في أحداث الكفرة وعمليات الخطف التي يقوم بها الأزلام في بني وليد خير مثال على ذلك.
ليعلم الليبيون أنهم مستهدفون وأن ثورتهم مستهدفة ليس من الأزلام المعروفين في الداخل والخارج بل ممن يحسبون على قادة البلاد الذين لا نستطيع فهم ولا تفسير تصرفاتهم فهي ليست تصرفات عشوائية لان التصرف العشوائي يخطئ ويصيب بينما هم كل تصرفاتهم خاطئة توحي لمن يحكم عقله بأن البلاد ليست في يد أمينة فحذار حذار يا ثوار ليبيا الحقيقيون ممن يرغب بسرقة ثورتكم وتشويهكم في الداخل والخارج.
محسن عيسى