مقالات مختارة : رئيس المؤتمر الوطني العام والتصريح ألا ديمقر

الفيتوري شعيب
رئيس المؤتمر الوطني العام والتصريح ألا ديمقراطي ؟!!

أولا نبارك لأعضاء المؤتمر الوطني العام ونهنئهم باستلام زمام الأمور في البلاد ، ونسأل لهم التوفيق والسداد والإعانة من الله جل وعلا ، ونتمن جهود المجلس الانتقالي التي بذلوها في المراحل الماضية ونسأل الله أن يجازيهم بقدر نياتهم و أعمالهم ، ثم إني أضع بعض النقاط على الحروف وهذا – اجتهاد – مني فإن كان من توفيق فمن عند الله ، وإن كان غير ذلك فهو تقصير مني ، والله المستعان .
ليعلم من يقرأ كلماتي هذه أنه ما كان ديدني – الانتقاد – لغرض الانتقاد ، بل لغرض – الإصلاح – النابع من حب الوطن .
فلقد شاهد العالم حلة ما أبها في يوم العشرين من رمضان يوم انتقال السلطة من المجلس الانتقالي إلى المؤتمر الوطني العالم في مشهد سيذكره التاريخ ، وشاهد الليبيون على وجه الخوص قبل غيرهم اختيار رئيس المؤتمر الوطني العام بشكل حضري وديمقراطي ، سعد به العالم والليبيون على حد سواء ، وهذا ما أبلج صدورنا وجعل العالم يكن لنا الاحترام والتقدير .
والمتتبع للأعمال المؤتمر الوطني العام والمشاهد لجلسته العلنية الأولى ، وكيف تمثلت فيها الديمقراطية في المواضيع المطروحة للنقاش بكل شفافية وحرية ، وهذا ما تصبوا إليه ليبيا الحبيبة .
وبعد هذا كله وعود على بدء … لقد قرأت التصريحات الأخيرة للسيد رئيس المؤتمر الوطني العام والتي قال فيها : ( إن نظام الحكم في ليبيا سيكون برلمانياً، وإن الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء ستكون مطلقة، بينما ستكون صلاحيات الرئيس شرفية وسيادية ) ، وهنا بيت القصيد !!
ولعلنا نقف عند هذا التصريح في وقفات :
الوقفة الأولى : كيف لرئيس مؤتمر وطني عام لم تصدر لائحته الداخلية ولم تتبين صلاحياته بعد ، كيف له أن يحدد ملامح الدولة الجديدة ؟!! أليس هذا عجبا ؟ !! .
الوقفة الثانية : كيف له أن يفصل في تحديد ملامح الدولة بهذه السرعة وهو الذي ، واكب ( الدقائق ) من الوقت ، في الأخذ والرد من قبل أعضاء المؤتمر قبل الفصل فيمن سيرافقه إلى قمة المؤتمر الإسلامي !! ، وكيف لم يأخذ القرار في لجنة التسليم والاستلام بينه وبين الانتقالي ، وكيف لم يأمر بدخول وكيل الداخلية إلى قاعة المؤتمر الوطني العام إلا بعد إذن الأعضاء والتصويت وهذا أمر طيب ومبارك ، في حين نراه يصرح بشكل الدولة الجديدة بكل بساطه !! .
الوقفة الثالثة : إن كان هذا التصريح للسيد رئيس المؤتمر نابع من قناعته الشخصية بهذا النظام وهذا الشكل للدولة فنكن له الاحترام ولرأيه الشخصي ونقدره ، ولكنه إن أراد بهذا التصريح الخروج من دائرة ( الشخصنه ) ، والتحدت كرئيس للمؤتمر فهذا منافيا لصلاحياته .
الوقفة الرابعة : كيف لرئيس مؤتمر أن يحدد ملامح الدولة والتي لا يملكها هو ولا أعضاء المؤتمر الوطني العام جميعا المنتخبون من قبل الشعب ، بل إن الذي يحدد ملامح هذه الدولة هو ( الدستور ) الذي سيعرض على الشعب للاستفتاء عليه ، والموافقة على هذا النظام أو غيره من عدمها .
الوقفة الخامسة : كيف ما تكون شكل الدولة التي سيحددها الشعب والدستور لا غيرهما فيجب علينا جميعا أن نقف احتراما لها ، والفاصل فيها هو الشعب لا غيره مهما كانت صفته .
وبالجملة أقول … إن ما جعلني أكتب هذه الكلمات ليس طعنا في هذا النظام – البرلماني – بل إني بصفة شخصية أحبذ هذا النظام ، ولكن ما جعلني أن أكتب في هذا الموضوع هو حب الوطن كما ذكرت آنفا ، وترسخ مبدأ تحديد الصلاحيات وعدم القفز عنها لرئيس أو غيره ، وهذا ليس طعنا في أي شخص ، بل احتراما لهذا الشعب الذي ضحي في هذه الثورة المباركة – ثورة السابع عشر من فبراير – بأغلى ما عنده لكي يبني دولته ويحدد ملامحها وحده ، ولكي يبنيها بالقانون والدستور والمؤسسات .
الفيتوري شعيب

المقال يعبر عن رأى الكاتب