جريمة اغتصاب بشعة تهز ليبيا

جريمة اغتصاب بشعة تهز ليبيا

كتبت: كريمة ادريسي/ إذاعة هولندا العالمية- فتاة في مقتبل العمر، اغتصبت في ظروف غامضة. وقد أثار الفيديو الذي تم تناقله لحين وحذف من موقع اليوتوب، ردود فعل غاضبة جدا خصوصا في الأوساط النسائية المهتمة، حيث صور تفاصيل الجريمة ببشاعتها.
يجمع المتتبعون في ليبيا على انه لو لم يتم تناقل الفيديو ذاك، لظلت الجريمة قيد الكتمان والتستر للأبد، وهو ما يفيد أن المجتمع الليبي المحافظ لا يزال يتعامل مع جريمة الاغتصاب كفضيحة يجب التكتم عليها، بدل أن يتعامل معها كجريمة يعاقب عليها القانون بأقصى العقوبات.

التكتم والكتمان
وتبادلت نساء بنغازي وطرابلس المعلومات حول القضية المحاطة بالتكتم والكتمان، شأن كل قضايا الشرف في مجتمع محافظ مثل ليبيا. وفي اتصال مع مجموعة من هؤلاء النساء، اخبرن إذاعة هولندا العالمية بضرورة إيجاد سبل للكشف عن هذه الجرائم البشعة التي تذكر بعهد النظام السابق، والتي تخضع للطي والكتمان. واستشهدن بنساء تونس بل والمجتمع التونسي بأكمله الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في قضية الاغتصاب الأخيرة، تلك التي ارتكبها شرطي في حق فتاة ضبطها بالسيارة مع خطيبها، لتصبح القضية قضية مجتمع بأكمله.
لا تتوفر معلومات كثيرة عن الجريمة، التي يزعم البعض أن خمس أعضاء من اللجنة الأمنية العليا المختصة بالحرس الجامعي، اختطفوا الفتاة واغتصبوها.
إلا ان اللجنة الامنية العليا المؤقتة ببنغازي، نشرت في وقت متأخر بلاغا تنفي فيه ان يكون المغتصب من رجالها وان المغتصب في حقيقته "منتسب لإدارة الامن الجنائي ومكافحة الظواهر السلبية التابعة للجنة الامنية العليا ببنغازي". كما أوضحت اللجنة الأمنية العليا في بلاغها انه ليس من مهامها تأمين جامعة بنغازي، لأنها رفضت ذلك بسبب "كثرة تواجد الاجهزة في الجامعة".
وقال شهود عيان ان الفتاة ليست قاصرا، وأنها لم تغتصب بالجامعة وإنما تم استدراجها من هناك الى شاليه، بشكل انتهى باختطافها.

نساء ثائرات
"لا توجد الية قانونية تحمي المغتصبات من العنف الاسري ولا توابع الاغتصاب بل ان المغتصبة تظل تدفع ثمن الجريمة التي كانت ضحية لها وان ردة فعل المجتمع في اغلبها تحمل المرأة مسؤولية الاغتصاب بشكل او بآخر وهذا شكل من اشكال تحقير المرآة واستعبادها"، تقول الشاعرة والناشطة النسائية المعروفة عائشة المغربي مضيفة "شاهدت فيديو على صفحات الفيس بوك ولم املك الشجاعة لنشره .
الفيديو يصور حالة اغتصاب لفتاة ليبية حاول المصور عدم إظهار وجهها. وكان وجه المغتصب باديا للعيان بكل وضوح مع كلماته القبيحة !! شعرت بالمهانة والخزي والقهر. فعل الاغتصاب ذكوري بامتياز وجريمة بشعة حتى الإعدام لا يكفي كعقاب لصاحبها . ولا يمكن أن تعاقب المغتصبة مرة أخرى بالزواج من هذا الوغد. تلك جريمة مع سبق الإصرار".
اما الكاتبة انتصار بوراوي، فتقول: " عوضا من أن يتم المطالبة بمحاسبة الجناة والاقتصاص منهم، يتم اتهامها بأنها متواطئة معهم. فأي مجتمع منافق وجبان هذا الذى نعيش فيه؟".
كتبت الشاعرة فاطمة محمود عن الموضوع: "لا رجولة صديقي فيما يتعلق باغتصاب النساء...هناك ذكورة متقيّحة...متورمة تقتات على ثقافة ذكورية ينز صديدها في العقول والنفوس....حين أُثيرت قضية المغتصبات من طرف كتائب القذافي وأولاده.. وتلاحقت ردود الفعل المستنكرة من طرف منظمات المجتمع المدني و لجان حقوق الإنسان العربية و الدولية ..صمت المجتمع المدني ومنظماته (الملفقة )في ليبيا .. بل و صدرت بيانات(على لسان نساء يخضعن لشروط تلك الثقافة الذكورية المقيتة)تتستّر على الجريمة تنفيها ..وتلملمها وتضعها تحت الحصير...حفاظا على (سمعة) ذكور المدن التي اغتُصبت نسائها !!
بعض الفتيات المغتصبات فررن إلى تونس ..إحداهن باحت لي بأنها إنما تهرب من أسرتها التي اغتُصِبت أمام أعين أفرادها وأن اشقائها يسعون في طلبها لقتلها والتخلّص من الفضيحة والعار الذي سيلاحقهم ما دامت هي على قيد الحياة !!
هذه هي معايير الشهامة و الرجولة في الثقافة الذكورية التي تئد النساء في الرؤوس والمخيلة قبل أن تئدهن في الواقع جريا على عادة الجاهلية الأولى .. ألا سحقا لهذه الوضاعة!".

اغتصاب وتفجير
تشير بعض المصادر المتتبعة إلى أن للتفجير الذي حدث بمركز الشرطة فجر اول أمس ببنغازي له علاقة بجريمة اغتصاب الفتاة. كان مركز شرطة الحدائق قد القي قبل ذلك القبض على فتاة في السابعة عشر من العمر مع خمس شباب اخرين من القرية السياحية، بتهمة "ضبطهم في وضع مخل". وفي تلك الليلة، جاء اخوة الفتاة إلى المركز مطالبين باستلام أختهم، لكن امن المركز رفض الإذعان أمام توعد الأخوة لهم.
بعد ذلك بساعات، ألقيت قنبلة جيلاتينية أمام المركز، تسببت في احتراق سيارة تابعة للأمن وتحطيم واجهات محلات تجارية، وإصابة عدد من أفراد المركز بجروح متفاوتة.