اضطراب في معقل المحافظين اليونانيين عشية الانتخابات

اضطراب في معقل المحافظين اليونانيين عشية الانتخابات
نشرت بتاريخ - السبت,03 اكتوبر , 2009 -13:02 35 مرماري (اليونان) (رويترز) - اعتاد القرويون في منتجع مرماري المطل على البحر لعشرات السنين أن يعطوا أصواتهم في الانتخابات للمحافظين اليونانيين كعادة توارثوها جيلا بعد جيل في البلدة التي يعمل غالبية سكانها في صيد الاسماك أو الفندقة.

ولكن في هذه الانتخابات حتى سكان هذه القرية الهادئة التي تقع على جزيرة ايفيا على بعد ساعة بالعبارة من العاصمة أثينا يترنحون قبل الانتخابات العامة التي ستجرى يوم الاحد في ظل سلسلة من الفضائح والازمة الاقتصادية.

وقال أوانيس بابادوبولوس (36 عاما) وهو ينتظر عبارة تنقله لليونان بعد ظهر يوم مشمس " أعطيت صوتي لحزب الديمقراطية الجديدة في عام 2004 لكنهم خيبوا أملي. وأعطيناهم فرصة أخرى في عام رر2007. لكنهم لم يتخذوا اجراءات حقيقية لمحاربة الفساد وحل مشكلات اليونان."

ويتراجع حزب الديمقراطية الجديدة في استطلاعات الرأي بنحو ست نقاط مئوية عن حزب المعارضة الاشتراكي ويقول محللون ان كسب ناخبين رئيسيين في بلدات مثل مرماري بالاعتماد على اخلاص قديم للحزب هو السبيل الوحيد كي يحقق المحافظون نتائج جيدة. لكن التقدم صعب قبل الانتخابات.

وقال بابادوبولوس "اذا أعطيناهم فرصة أخرى سيكون الامر كما لو أننا نقول لهم أننا لا نهتم."

ولن يعطي بابادوبولوس صوته لحزب الديمقراطية الجديدة في الانتخابات التي تجرى يوم الاحد وانما لحزب صغير هو على الارجح حزب لاوس اليميني المتطرف.

وجاءت حكومة رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس للسلطة في عام 2004 استنادا الى تعهدات بتنظيف السياسة بعد عقود من فساد الحكومات الاشتراكية وأعيد انتخابها بأغلبية ضئيلة في عام 2007 ولكن لاحقتها أيضا فضائح من تلقي رشا من شركات النقل البحري التي تربط الجزر اليونانية الى بيع سندات بأعلى من ثمنها لصناديق التقاعد الحكومية.

وبعد أن عرقلت الاغلبية الهشة التي يتمتع بها في البرلمان حكومته دعا كرامنليس الى انتخابات مبكرة في منتصف فترة ولايته التي تمتد لاربع سنوات سعيا للحصول على تفويض أقوى يساعده على التعامل مع الازمة الاقتصادية.

ويركز المحافظون بزعامة كرامنليس جهودهم لحشد المؤيدين التقليديين في محاولة أخيرة لتضييق الهوة قبل انتخابات الاحد.

وقال كوستاس باناجوبولوس المدير الاداري لمعهد ألكو لاستطلاعات الرأي "لا اعتقد أن لديهم أي شيء اخر." ومضى يقول "هذا ما يسعى كرامنليس لعمله منذ بضعة أيام... اذ يقول.. أعرف أنكم غاضبون ولكن صوتوا للحزب."

وأضاف "المشكلة هي أنه بعد كل هذه السنين فانه من الصعب للغاية اقناعهم."

وقال نيكوس مانوليس رئيس بلدية مرماري الذي يدعمه حزب الديمقراطية الجديدة ان على الرغم من أن الانشطة الرئيسية التي تدر دخلا مثل السياحة وانتاج الرخام لم تتأثر كثيرا بالازمة الاقتصادية الا أنه من الصعب حقا حشد الاصوات هذه الانتخابات.

وأضاف أن البعض تحول الى حزب لاوس اليميني المتطرف في انتخابات البرلمان الاوروبي في يونيو حزيران.

وقال الحزب الاشتراكي المعارض انه ما زال يتوقع أن يحقق حزب الديمقراطية الجديدة تقدما هذه المرة أيضا في مرماري اذ أنها معقل للمحافظين ولكن بأصوات أقل.

وتتوقع استطلاعات الرأي فوز حزب باسوك الاشتراكي بالانتخابات العامة على مستوى اليونان بينما يأتي حزب الديمقراطية الجديدة في المركز الثاني يليهما الحزب الشيوعي في المركز الثالث ثم اليمين المتطرف. والتحدي الذي سيواجهه حزب باسوك هو حشد أغلبية كافية تدعم تشكيل حكومة.

وفي أزقة مرماري لم يحسم كثير من الناخبين رأيهم بعد.

وقالت الناخبة ماريا دراكوجياني (46 عاما) وهي مؤيدة منذ فترة طويلة لحزب الديمقراطية الجديدة انها ستفكر مليا قبل أن تصوت مرة أخرى للحزب. وتشعر دراكوجياني بغضب بعد أن علمت أن ابنتها لن تجد أبدا وظيفة في القطاع العام الا اذا كانت لديها صلات سياسية.

وأضافت "لا أعرف لمن أصوت بعد الان... بعد كل هذا الفساد والبطالة."

من ريني مالتيزو وانجريد ميلاندر