تاريخ السروالات والملابس الداخلية والجوارب!!

أثناء القرون الأخيرة زادت جرعة الحرية التي
نالتها المرأة تدريجيا على الصعيدين السياسي
والمظهري، بما أحدث تغييرا في أسلوب ونوعية
ملبسها.
وتغيرت المرأة من مجرد ربة بيت، عارية
القدمين، إلى امرأة عاملة، تشارك في بناء
وطنها، في أوقات الحروب والضغوط الاقتصادية،
وهو ما أحدث تغييرا ملومسا في أنواع الملابس
التي ترتديها.
وبنهاية الحرب العالمية الأولى بدأت المرأة
في الرغبة في تقليد الرجال وإخفاء معالم
تضاريسها الأنثوية من أجل إثبات قدرتها على
الانخراط في المجتمع شأنها شأن الرجل، حتى
أنها بدأت في ارتداء القبعات، ولملمة شعرها،
ومن ثم ظهرت فكرة ارتداء سروالات وحمالات
صدر، كما أن فكرة الجوارب الأنثوية انبثقت من
الرغبة في الظهور بمظهر عملي، وعدم الكشف عن
المفاتن الأنثوية.
والمصطلح " lingerie " مشتق من الكلمة الفرنسية lin
والتي تعني كتان، وأثناء بدايات القرن
العشرين كان يطلق على الملابس الداخلية اسم
underwear، كما كان يتم ارتداؤها لأسباب صحية، قبل
أن يتغير المصطلح إلى lingerie والذي أصبح يتسع
ليشمل العديد من الملابس التحتية.
السراويل
نبعت فكرة ارتداء السراويل أثناء الثورة
الفرنسية بفضل "كاترين دي ميديشي" التي أرادت
ركوب ظهر الخيل بحرية، دون ظهور أعضاء حساسة.
وتطورت السروالات وتنوعت حتى بلغت مئات
الأشكال والألوان، وتبارى متخصصو الموضة في
ابتكار موضات جديدة منها.
ورغم الراحة التي كانت تنعم بها النساء في
السروالات القديمة، إلا أن مظهرها القبيح كان
لافتا للنظر، إلى أن تطور الأمر وتم تصميم
سراويل شديدة الأناقة، وباتت سراويل المرأة
مرادفا للجنس ، وتنوعت وتعددت أسماؤها.
وبدأت الملابس الداخلية بكافة أنواعها
تترادف مع كلمة أنوثة أثناء الستينات من
القرن العشرين، عندما بدأت مصانع الملابس
الداخلية في إنتاج العديد من الأشكال،
وازدهرت الصناعة في السبعينات من القرن
الماضي، والتي شهدت ما يطلق عليه "الثورة
الجنسية للمرأة".
ومن أشهر شركات الملابس الداخلية حاليا
Frederick's of Hollywood و Victoria's Secret، حيث يقيمان عروض
أزياء سنوية لعرض منتجاتهم.
حمالات الصدر
لعل أول من صممت حمالة الصدر هي "ماري فيليبس
جاكوب" عام 1913، حيث كان نواة مهمة لانطلاق
حمالات الصدر، وأخذت ماري مجهودا شاقا في
إقناع النساء بشراء منتجها،
وشهد عام 1935 تطورا كبيرا في عالم حمالات الصدر
عندما تم تحديد مقاسات مختلفة "ايه" و"بي" و "سي"
و"دي"، والتي يتم استخدامها حتى الآن.
وفي عام 1950 تطورت تصميمات حمالات الصدر بحيث
أضحت تفصل الثديين بدلا من احتوائما ككتلة
واحدة حول الثديين.
وبمرور الوقت تطورت حمالات الصدر حتى واكبت
أحدث التكنولوجيات من أجل تخفيف أي آلام تشعر
بها المرأة بارتدائها إياها.
الجوارب:
قدمت الجوارب النايلون للمرة الأولى في القرن
التاسع عشر، وكانت تلك الجوارب معلقة بأربطة
ومشدات خاصة.
والشركة التي يرجع لها الفضل في اختراع
النايلون تدعى Du Pont، حيث كان استخدامه في
البداية مقتصرا على صنارات الصيد والغرز
الجراحية، إلى أن تم صناعة جوارب باستخدام
النايلون.
وظهرت جوارب نايلون شركة DuPont للمرة الأولى في
متاجر نيويورك عام 1940، الذي شهد بيع 64 مليون
جورب حتى أن الشركة المصنعة لم تستطع تلبية
الطلب المتزايد.
وعندما انطلقت الحرب العالمية الثانية، ذهب
كل إنتاج النايلون لصالح شؤون الحرب، مثل
تصنيع الباراشوت والمخيمات، وكان الجنود
الأمريكان يمنحون جوارب نسائية لسيدات
بريطانيات مقابل مواعيد غرامية، وبلغت ندرة
جوارب النايلون في تلك الفترة حدا جعل بعض
النساء يقمن بطلاء أرجلهن ليظهرن كما لو كن
مرتديات لجوارب.
وفي الستينات من القرن المنصرم، انتشرت موضة
التنورات القصيرة، ولم يعد مناسبا ارتداء
المرأة للجوارب ذات الأربطة، حيث ظهرت موضة
"الاستريتش" لأول مرة عام 1959، واخترعه ألين
غرانت، ولكن مع العيوب الكثيرة له عادت مجددا
موضة الجوارب، ولكن دون الحاجة لأربطة.