المجاملة بين المحمودة والمذمومة

من طرف ولد الجبل 2013-07-23, 10:12 am

المجاملة بين المحمودة والمذمومة

قديما كان الكلام لا يوصف إلا بصفتين فقط الصدق أو الكذب ، والصدق هو الغالب في حياة الناس والمسيطر علي كلامهم وحكاياتهم فكانت المعلومات التي يستقيها الطفل من والديه صادقه والتي يكتبها المعلم لتلاميذه صحيحة والشهادة التي يدلي بها الشاهد أمام القضاء سليمة و مطابقة للواقع ، وبذلك لم يكن للكذب مساحة كبيره ولم تظهر هذه الصفة إلا فيما ندر وسرعان ما تكتشف الحقيقة .
وبناء علي ذلك كانت مشاعر الناس صادقه وبسيطة بساطة الحياة الكل يسعى لمعاشه بجهده والكل مقتنع برزقه ونصيبه .. فالحب حب صحيح لا يتبدل والكراهة لشئ عظيم ولكن سرعات ما تتبدد بفعل التسامح لبساطة الناس في التعامل . .. وفي اعتقادي هذا أهم الأسباب التي تجعلنا نتمنى الرجوع لذلك الزمان .
ولكن في عصرنا ظهرت صفة جديدة بعيدة عن الصدق بعض الشئ وقريبة من الكذب ، وهي المجاملة وهي كلمة مطاطة قد تستعمل في امر محمود وقد تستعمل في امر مذموم ، وهي تعني : كلام لين لكسب القلوب واستمالتها دون الوصول إلى درجة النفاق .فالمحمودة منها تقريبها بين القلوب بكلمات طيبه تحمل الشكر والاعتراف بالجميل لمن أسدى لنا خدمة أو شكر لمن حسُن خلقه وتعامله اللين مع الناس وتحمل صفة المدح لكل من اتصف بأفعال حميدة ، وهو أمر نحتاجه ونستخدمه مع أطفالنا وزوجاتنا وإخوتنا وزملائنا .
أما المذموم منها : هي تلك المجاملة التي يقصد منها التزلف للآخرين أو كسب ود مسؤول أو تحقيق مكسب حتى لو كانت المجاملـــة على حســـاب الديـــن والأخــلاق ، كرفع شأن الحقير ، وتبجيل البخيل، ووصف اللص بالأمين ... وغيرها إلى أن تصل إلى حد النفاق، وللأسف يكثر تعامل الناس بها اليوم بل أصبحت شطاره وعامل كسب العيش علي حساب ماء الوجه .
هذه كلمات بسيطة في معنى المجاملة تبين أن لها وجهين استعمل الحسن منها قديما فأصبح الصدق في المشاعر عنوان حياتنا وأسلوب معيشتنا فكنا إخوة متحابين ، ولكن كثر استعمال الوجه القبيح منها في عصرنا الحاضر فساءت أخلاقنا وتبدلت أحوالنا وأصبح الصادق غريبا في مجتمع المجاملين