طيور هونغ كونغ الصناعية

طيور هونغ كونغ الصناعية : صور خانقة تظهر كيف تحشر العائلات الفقيرة نفسها في أضيق الشقق! صور عين الطائر أُطلقت من قبل مجموعة اجتماعية توثق حالة أفقر الناس في واحدة من أغنى مدن العالم. يقول مخرج المجموعة : يكمن وراء هذا الازدهار تفاوت كبير و مجموعة منسية من الناس الفقراء. بمساحة 1104 كم مربع و تعداد سكان يقدر ب 7 مليون, فإن هذه المدينة واحدة من أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان. تلك الشقق بالكاد أكبر من مهجع الحمامات. حتى الآن, تقوم هذه الأماكن الضيقة بشكل يبعث على الكآبة بدور مطبخ , غرفة معيشة , غرفة طعام , غرفة نوم , غرفة مؤن وكل شيء آخر قد يحتاجه سكانها المحاصرون . من المؤسف بما يكفي أن يعيش مثل هؤلاء في هكذا أحياء فقيرة من المدينة ابتداءً بالمسنين والعاطلين عن العمل وانتهاءً بالأشخاص و العائلات المحدودي الدخل. أين يعيش هؤلاء؟؟ في هونغ كونغ, واحدة من أغنى المدن في العالم! مثل مجموعة من الدجاج, عائلة من اربعة اشخاص تحاول التأقلم مع الحياة اليومية في أحياء هونغ كونغ الفقيرة على الرغم من المعيشة في غرفة حيث يوجد بالكاد مكان لتتحرك. لأن أجرة البيوت مرتفعة جداً و قوائم الانتظار على السكن العمومي طويلة للغاية أُجبر العديد على العيش في أماكن ضيقة بشكل لا يصدق ليتمكنوا من تدبر أمورهم. إحدى الصور تظهر عائلة من أربع أشخاص تتشارك سريراً بطابقين بالكاد يترك لهم مجالاً للحركة, وجدران مغطاة من الأرضية و حتى السقف برفوف يتكدس عليها طعام و ملابس و حاجيات المرحاض وكل ما هو أساسي للحياة اليومية. على الطابق العلوي من السرير يظهر شابان, أحدهما نائم من الإرهاق مستلقياً بجانب حقيبة ظهر و أدوات مدرسية ومروحة مكتبية. أما الفردان الآخران في الأسفل فيفعلان ما بوسعهما لمتابعة الروتين اليومي حتى ولو كانا بالكاد يستطيعان الدوران في مكانهما. في غرفة أخرى عرضها أربعة أقدام و طولها سبعة يظهر سريعاً رجل نائم, عندما يستيقظ سيكون لديه بالكاد مكان ليأرجح ساقيه خارج السرير و ما عدا ذلك فإن الطريقة الوحيدة ليتحرك هي أن يخرج من الباب. تقول المجموعة المنظمة SoCO بأن القصة متشابهة كثيراً بالنسبة لمئات الآلاف من أفقر الناس في هونغ كونغ. هذه الصور تم التقاطها في مناطق شام شوي بو , ياوتسيم مونغ ومدينة كاولون ولكن الصورة مشابهة في 18 منطقة من المدينة. يقول مخرج المجموعة هو هيي واه Ho Hei Wah بأن هونغ كونغ مصنفة كواحدة من أغنى الدول في العالم ولكن يكمن تحت هذا الازدهار تفاوت كبير بالثروات و مجموعة منسية من الناس الفقراء. مئات الألوف مازالوا يعيشون في بيوت كالأقفاص و مهاجع مقسمة بجدران خشبية. و بينما يناضل العاطلون عن العمل و العائلات الوافدة حديثاً من الصين و الأطفال الفقراء من أجل البقاء, فإن أعداد عملاء SoCO المحرومين آخذة في الازدياد و ثروة المدينة مستمرة في التكدس. مرت المدينة بفترة ازدهار اقتصادي لا مثيل لها في السبعينيات ولكن بنفس الوقت أصبحت الحكومة الإقطاعية عمياء بفعل الفساد المستشري. يقول المخرج بأنه قد كان هنالك فقر و حرمان شديدين يشملان رجال القوارب و سكان العقارات المستوطنين و ملاك الأراضي وكان عدد كل هؤلاء مرتفقاً بأغلبية ساحقة. تم تأسيس SoCO عام 1971 من قبل مجموعة من رجال الدين و ناشطين آخرين والذين توقعوا تفاقم الظلم الاجتماعي و شنوا حملة ضده. لكن بعد أربعين عاماً و بعد إعادة لم الشمل مع الصين فإن أولئك الفقراء ما زالوا مهملين من قبل أصحاب السلطة (يقول السيد هو-مخرج الحملة) و يضيف : بمواجهة التغيرات السريعة في المجتمع عملت SoCO بشكل مستمر مع القاعدة الشعبية للكفاح من أجل مستوى معيشة معقول برفع مبادئ ( المساواة للجميع) , (الارتقاء بالحقوق المدنية ) و (تحقيق العدالة). في الأصل, قد شكلت مجموعة محرومة من الناس وبانسجام تام قوة أكبر للحث على إصلاح نظام اجتماعي غير عادل. سوف نستمر بتجنيد أولئك المحرومين ونتمنى أن ينضم المزيد من الناس لقواتنا من أجل حماية حقوق الإنسان وسلطة القانون وبالتالي تفعيل تطوير مجتمع متعاطف و عادل. منذ أيامها الأولى كمستعمرة بريطانية بعد حرب الأفيون الأولى, لعبت هونغ كونغ دور مركز رئيسي للتجارة العالمية. وخلال القرن العشرين تعزز عدد السكان بأعداد كبيرة من اللاجئين معظمهم من الصين, مما ساعد المنطقة على أن تلعب دوراً جديداً كمحور صناعي حيث تم تصدير البضائع المصنعة في هونغ كونغ إلى جميع أنحاء العالم. في السنوات الأخيرة ولأن اقتصاد الصين البري أصبح أقل انعزالية فقد تطورت المنطقة من جديد ليصبح اقتصادها قائماً على الخدمات . وفي الثمانينات أصبحت مركز مالي عالمي و انضمت إلى أقوى عشر اقتصادات في العالم. لقد كان الانتقال من الصناعات التقليدية إلى الصناعات القائمة على المعارف هو أساساً ما قاد المنطقة إجبارياً نحو هذا التفاوت في الثروات. وفي عام 1997 عندما سُلِّمت هونغ كونغ مجدداً إلى الصين أصبحت تدار تحت مبدأ (بلد واحد و نظامان مختلفان) مما سمح للمدينة أن تحتفظ بدرجة كبيرة من الاستقلالية بما يشمل النظام الرأسمالي. وعلى هذا النحو فإن ما تم القيام به كان قليلاً جداً لسد الثغرة المتوسعة بين الفقراء و الأغنياء. و في عام 2007 أظهرت الإحصائيات الحكومية أن عدد العائلات التي تكسب أقل من أربعين ألف دولار (دولار هونغ كونغ) شهرياً قد ازداد بمقدار ثمانين ألفاً, بينما تلك التي تكسب أكثر من أربعين ألف دولار قد ازدادت بمقدر مئة ألف عائلة.