السعوديّة "تحارب" أميركا بالنّفط!

يبدو أنّ الخليج لم يعد في نطاق المصالح الأميركية المباشرة. صحيح أنّ الولايات المتّحدة الأميركية حريصة على علاقات متوازنة في هذه المنطقة من العالم، لكنّ ذلك لا يعني البتّة أن مصالحها الإستراتيجية وخصوصاً الإقتصادية لا تزال متعلقة بالسعودية. أما السبب الرئيسي فهو تحوّل الولايات المتحدة الأميركية في العامين الأخيرين إلى قوّة نفطيّة مستقلّة توازي بإنتاجها الإنتاج السعودي.



ويطرح خبير بالشؤون الأميركية السؤال: لمن يبيع الخليج نفطه اليوم؟ ويأتي الجواب: الى الصين واليابان والهند، وبالتالي لم يعد من مصلحة حيوية للولايات المتحدة مع الدول النفطية الخليجية. فثمة تقنيات جديدة لتوليد الطاقة ولإيجاد النفط والغاز في أميركا، كلّ ذلك معطوف على عمل تشريعي لسنّ قوانين تسمح للولايات المتحدة بتصدير النفط، ومن المتوقع أن تكون أكبر مصدر في العالم.



ويلفت الخبير الأميركي الى أنّ زيادة السعوديين لانتاجهم في الأشهر الماضية وضخ كميات غزيرة في الأسواق وتخفيض الأسعار لم يهدف الى الضغط على إيران وروسيا كما صوّر الإعلام، بل استهدف المنتجين الأميركيين الذين نجحوا بشكل مذهل في انتاج فائض نفطي ضخوه في الأسواق العالمية ما اسهم بتخفيض الأسعار. حاول السعوديون بدورهم تخفيض الأسعار أكثر، لأنّ الإنتاج الأميركي من النفط مكلف بشكل أكبر من السعودي: يكلف برميل النفط السعودي 30 دولارا في حين يكلف الأميركيين 55 أو 60 دولاراً.



حاول السعوديون بجهد رمي المنتجين في "ساوث داكوتا" خارج السوق ومنعهم من بيع منتجاتهم... لكنّ ذلك لم يردع الولايات المتحدة الأميركية من الإستمرار في شقّ طريقها النفطي بشكل مستقل، وهو ما سيكون له تداعيات رئيسية على المنطقة في الأعوام القادمة" بحسب الخبير في الشؤون الأميركية.