تمثال يدشن منتجعا سياحيا ويصنع 10 وجهاء

من طرف عبدالله الشندي 2017-11-22, 1:13 pm

[rtl]يُروى أن أحد البسطاء عثر بمحض الصدفة على تمثال أثري داخل مقبرة ولأنه رجل بسيط بينه وبين التاريخ فجوة متسعة لم يعرف قيمة التمثال ولم يدرك أهميته لذا سأل صديق له فأخبره أن التمثال غالي القيمة وأن هناك من يشتريه بمليون جنيه . كان الرقم بالنسبة للرجل البسيط صادما فباعه على الفور ودون تفكير . أيام وباعه من أشتراه بضعف الثمن ومن ثم تنقل التمثال بين عشرة أياد وتأرجحت أرقام بيعه بين المليون إلى الخمسين مليونا .[/rtl]
[rtl]ليس هذا هو الغريب في القصة بل يبدو الأغرب أن العشرة تحوّلوا من جراء التمثال إلى أثرياء حيث اشترى أول البائعين 5 فدادين أرض وبات من أثرياء القرية ودشن الآخير منتجعا سياحيا عالميا فيما تفاوتت أحلام الثمانية الآخرين ومشاريعهم ما بين العقارات والسيارات ودخول العالم المخملي بالأنفنيتي.[/rtl]
[rtl]هؤلاء لايعرفون شيئا عن التاريخ والهويّة وربما يعرفون ولكنهم تجاهلوا أمام سحر المال التاريخ والهويّة.. هؤلاء ممن نقلهم التمثال لدنيا الثراء لايفهمون بأن التاريخ لا يٌباع وأن حجرا وراء حجر ينزع من البلاد موروثها الحضاري ويجعلها وطنا بلا ماضي .[/rtl]
[rtl]ومع الجريمة التي لا تعادلها جريمة يبقى للصوص منطق يواجهون به المجتمع بأن التمثال كنز وعطيّة من عطايا الأرض الطيبة ومكافأة من أبناء الماضى الأثرياء لأبناء الحاضر الغلابة ليس هذا فقط بل اكتشافه دليل رضا الرحمن على عبده لذا يبيعونه بنفس راضية وضمير مستريح .[/rtl]
[rtl]أمام اللعاب الذي يسيل سريعا أمام بريق المال وأمام الجهل بالتاريخ وأمام منطق العطيّة التي تقدمها الأرض وأمام إكذوبة " الكنز" التي نصنع لها الأفلام يضيع الماضى وتضيع ثروة التاريخ[/rtl]
[rtl] تمثال واحد دشن منتجعا سياحيا عالميا وقدم للحياة عشرة وجهاء جدد . ومقبرة عشنا نحترمها لصمتها باتت اليوم مسرحا للنبش وراء الكنز المفقود .[/rtl]
[rtl]القصة تردنا لطريقين أما أن نغلظ العقوبة على لصوص الماضي لنجعلهم العبرة والمثل وإما أن نخرج للعلن ونعلن للأثر رب يحميّه .[/rtl]
[rtl]***[/rtl]
فى غزو البلدان لايكترث العدو بقتل إنسان قدر ما يهتم بسرقة حجر لأنه يدرك ويعي ويفهم أن ضياع حجر يعني ضياع هويّة وأن فقدان أثر تشويه لذاكرة أجيال