الحاجة ( نوارة ) و بعد ... !!!

من طرف c.ronaldo 2010-03-01, 7:24 pm

الحاجة نواره... بلغت من العمر عتياً... هي لم تحجّ... ولا تفكًر بالحجّ إطلاقاً... لكنّها تفضل هذا اللقب الذي يشعرها بالكبرياء... من مواصفاتها العظيمة ( القرمة ) وتقصّي الحقائق و السباحة في بحار الآخرين... كما أنها تتميز بلسانها الطويل الذي يستنطق كل العبارات وشتى الجمل الصفيقة.... و لا أنسى حبها الدائم للفتنة و التدخل في شؤون الغير... فكثيراً ما أسهمت في سقوط بعض البيوت و خرابها.. فهي متعبة.. مزعجة... كئيبة... غامضة........ وأشياء أخرى.

لديها ( خمسة و خميسه ) خمسة أولاد يمتهنون النوم ويمارسون طقوس الفساد بأنواعه ... وفتاةٌ ــ أقصد امرأة وحيدة عانس تقضي يومياتها في النافذة المطلة على الشارع لترمي المراهقين بسهام العشق في محاولة لإسقاط أحدٍ منهم في حفرتها... كما أنها تتابع المسلسل التركي ( وادي الذئاب ) لكسر الفراغ الذي يسكنها.

الحاجة نوارة... تعشق ( القصقصه ) و تهيم في معرفة أخبار الجيران واحداً تلو الآخر...لديها عينين ثاقبتين... وعين ثالثة تستخدمها حينما تتأزم أمامها الأمور... وإن لم تتحصل على المعلومات التي تود معرفتها تصاب بالجنون و تغضب لدرجة الصراخ و العويل.

كثيراً ما تزعجني بصوتها المزعج... وكلماتها التي لا تخلو من الفسق... أما الاحترام فلا تعرف له أي طريق... زوجها الراحل... مات وهو غاضب منها... لأنها ليس كسائر النساء.

كثيراً ما تناديني لقضاء حاجة من حوائجها.... بينما أبنائها الخمسة يغرقون في بحار النوم... وإن رفضت أن تؤدي لها هذه الخدمة... أطلقت عليك لسانها النووي لتسقط في ساحاتها شهيداً.

سمعت أنها قد أصيبت ( بجلطة ) في الدماغ... مكثت بعض الأيام بالمستشفى... وانتقلت بعدها للرفيق الأعلى.. وماتت الحاجة نوارة... وغابت صيحاتها... وافتقدنا برودها... وأصيب الشارع بالهدوء.

بعد رحيلها بأيام التقيت أحد الأصدقاء و الذي يعمل بالمستشفى الذي مكثت فيه الحاجة نوارة... وحدثني عن الحاجة نوارة وما عانته بالمستشفى وقال لي : قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة كانت تغني في ( غناوة علم ) للوطــــن.

حينها تذكرت الحاجه نوارة ونقاشاتها عن الثروة و الملاك الوظيفي وغلاء علبة الزيت... وحبها لبرنامج ( الأمن و المجتمع )

منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ copeــــــــــــــــــــــــــول...