كأس العالم بين الحقيقة والخيال...

من طرف المرتجع حنتوش 2010-06-24, 8:09 pm

هل كرة القدم اصبحت مشروع تجاري مئة بالمئة للفيفا
والشركات المعلنة ام هي مجرد الصدفة؟. هل غلبت الناحية التجارية على
الناحية الرياضية والأخلاقية في كل المسابقات العالمية أيضا بعد المسابقات
الأوربية؟

في مونديال كوريا واليابان رأينا كيف أخرجت ايطاليا
من المسابقة قصرا لصالح كوريا الجنوبية الدولة المنظمة تحاشيا لخروجها
وبالتالي خسارة وجود المستغفلين أمثالي على المدرجات. (أقول المستغفلين
لأن كل مايجري الآن انما المقصود من وراءه هو راتبي وراتبك ومذخراتي
ومذخراتك. نحن من يدفع مائة دولار لشراء تذاكر الفيفا عن كل مباراة نحضرها
ونحن من نصرف مذخرات العمر لشراء السيارات والأثاث والمأكولات..الخ التي
يروجون لها في اعلاناتهم والتي قد نحتاجها أو لانحتاجها. نعلم كل ذلك
ولكنني مازلت ومازلتم مهووسون بهذه النشوة الكاذبة من الربح والخسارة التي
بدأت تحركها أصابع خفية يدفعها حب المال والغني ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

مسابقة كأس العالم الأخيرة أعادت الى الأنظار مشهد
مونديال كوريا واليابان. ماحدث في مباراة البرازيل وساحل العاج والتي كانت
أقرب الى كرة اليد منها الى كرة القدم وتجسس آلات التصوير(ربما يمنع
المصور من التصوير بعدها في كأس العالم) غير المتوقع على حكم المباراة وهو
يخبر اللاعب البرازيلي عن الجميل الذي صنعه معه من تغاض واحتسابه لهدف لمس
فيه اللاعب الكرة بيده ثلاث مرات وفوق كل الرؤوس وأمام مرآى ومسمع الجميع
ليثير كثيرا من التساؤولات. قد يقول البعض لماذا؟

ماخافته الفيفا في مونديال كوريا واليابان تكرر أيضا
هذه المرة. خسرت الدولة المنظمة وربما تلاشت آمالها في الترشح الى الدور
الثاني . مشروع الفيفا في خطر. هذه المرة لاتستطيع اعادة مافعلته سابقا مع
كوريا والا أصبحت اللعبة مكشوفة. وهذا ليس هو التهديد الوحيد لمشروعها.

ولى اليوم الذي كانت فيه دول بعينها تصول وتجول في
مسابقات كأس العالم. منذ أمد ليس بالبعيد, كان بامكان أقل المحللين
الرياضيين خبرة أن يتكهن بمن سيربح كأس العالم وبالتالي كان بامكان
الكثيرين ربح الملايين من المراهنات. اليوم أصبحت تأتي الرياح بما لاتشتهي
السفن. من كان يصدق يوما أن البرازيل تعاني وبشدة لتكسب مباراة مع كوريا
الشمالية المحاصرة من كل دول العالم؟ هل تخسر ألمانيا بكنباور أمام صربيا؟
هل تصدق أن ايطاليا بطلة كأس العالم الماضية تلهث جاهدة لتحصل على التعادل
أمام نيوزيلندا (التي ترشحت من الملحق على حساب البحرين ) وحافظت عليه
لمجرد سوء حظ منافسها. هل ممكن ان تخرج فرنسا من الدور الأول ؟ أيعقل
اسبانيا المرشحة لنيل هذه الكأس تخسر؟هل تصدق أن المهاجمين ذوو العقود
المليونية لم يستطيعوا تسجيل الأهداف وهم من تستخدمهم معظم الشركات للدعاية
لمنتجاتها.

هذه عوامل وأخرى غيرها ربما هي ما جعلت الكواليس
تشتغل وتفكر في الحلول المناسبة لانقاذ امبراطورية الفيفا. تلك الحلول التي
بدأنا نشاهدها واضحة جلية لربما منها ما حدث في مباراة البرازيل وساحل
العاج. تصوروا كأس العالم بدون البرازيل ومعها كاكا.

وكيف يجعلون لاعبي الملايين يسجلون الأهداف لتتم
تغطيتهم في وسائل الاعلام؟ الحل الوحيد هو اما اشهار البطاقات الحمراء في
وجوه المدافعين أو ترك المهاجمين يدخلون المرمي ومعهم الكرة. لايهم باليد
اليمني أو اليسرى أو بارتكاب الأخطاء. المهم يسجلون وماكينة الدعاية تسير.
لربما نرى في الأيام المقبلة أن تصدر الفيفا قرارا بزيادة ارتفاع المرمى
لأن الكرة أثناء التسديد على المرمى 99% تتجه الى أعلى وكأنها تريد أن تخرج
الى خارج الملعب لتتخلص من هذه المهزلة التي وضعت فيها وكأنه لم يكفها
ماهي فيه من ركل ودفس وشتم.

ابقوا البرازيل والمانيا واسبانيا والبرتغال وهولندا
والانجليز....الخ والا حولوا الأمر الى مجلس الأمن ليصدر حكمه تحت البند
السابع ضد دول العالم الثالث التي تتحداهم بقنبلة كرة القدم. معقولة
الحمارة احمارتنا ونركبوا من تالي.

هل تستحق كرة قدم كهذه
عداوة الاخوة في الدين والدم واللغة؟؟