زعم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أن إلغاء حف

علن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يوم الاثنين أنه ألغى حفلة توقيعه على نسخ كتاب مذكراته الشهير «رحلة» في قلب لندن يوم الأربعاء. وأتى هذا بعد نبأ غير مؤكد الأحد قال إن الملكة لن تغدق عليه أي لقب نبيل تعبيرا عن استيائها إزاء ما ورد عنها في الكتاب.
وقال بلير، في معرض تبريره لقرار إلغاء حفلة التوقيع، إنه يريد توفير موارد الشرطة ووقتها وتكاليف حمايته من مختلف الجماعات التي أعلنت أنها ستتظاهر ضده (رئيسا بسبب قراره خوض حرب العراق) في حال حضوره للتوقيع في مكتبة «ووترستون» في ساحة بيكاديللي كما كان مزمعا.

ومن الواضح أن بلير (57 عاما) اتخذ قراره هذا على ضوء ما حدث في حفلة تدشين توقيعه على نسخ كتابه في العاصمة الإيرلندية دبلن الأسبوع الماضي. فقد رشقه المتظاهرون بالأحذية والبيض الفاسد والزجاجات الفارغة وغيرها . وقد اشتبك هؤلاء مع قوات الشرطة التي اعتقلت أربعة منهم بتهمة الإخلال بالأمن والنظام العام. ويذكر أيضا أن متظاهرا حاول إلقاء القبض عليه «مدنياً» بتهمة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في العراق وأفانستان.

وتحدث رئيس الوزراء السابق عن قراره هذا أولا مع فضائية التلفزيون المستقلة ITV1 فقال: «الشرطة ستنجز مهمتها على أتم وجه في ما يتعلق بحفظ الأمن. لكنني لا أريد استنزاف مواردها ووقتها. ولذا فإنني مقبل على إلغاء حفلة التوقيع خاصة وأن جماعات يمينية متطرفة مثل «الحزب الوطني البريطاني» أعلنت نيتها التظاهر مع الآخرين». وأضاف قوله: «ما حدث في دبلن هو أن المئات قدموا لشراء الكتاب حاملا توقيعي وكانوا أكثر عددا من المتظاهرين. ولكن من المحزن أن تحاول فئة الحؤول دون ذلك عن طريق العنف».

وفي لقاء آخر بعيد عن هذا مع فضائية «سكاي نيوز» الإخبارية تحدث بلير مطولا عن هجومه الضاري على وزير خزانته وخلفه في رئاسة الوزراء غوردون براون مشددا على أن الخلاف بينهما ليس شخصيا وإنما هو خلاف سياسي بحت. وأضاف أن براون «حاد عن المسيرة الطبيعية لمبادئ حزب العمال الجديد التي ما كنت أتمنى رؤيتها».

لكن بلير، في كتابه، تجاوز البعد السياسي كثيرا حين وصف براون بأنه «منعدم الذكاء العاطفي» و«مُسبِّب للجنون». وكشف النقاب للمرة الأولى عن أن الضغوط التي كان وزير خزانته يمارسها عليه سعيا لتنحيه له عن السلطة دفعته لتعاطي الكحول سبع ليال في الأسبوع. لكنه قال في لقائه مع «سكاي نيوز» إنه سيصافح براون في أي وقت يلتقيه لأنه لا يزال يعتبره صديقا.

من جهة أخرى زعمت صحيفة التابلويد الشعبية «صنداي إكسبريس» الصادرة الأحد أن الملكة مستاءة إزاء ما ورد عن العائلة المالكة في كتاب مذكراته حد أنها تنوي حرمانه من أي لقب نبيل حاليا أو في المستقبل. وقالت الصحيفة إن مصادر قريبة من قصر باكينغهام كشفت لها أن الملكة كانت تعتزم منحه Order of the Thistle (وسام الشوك) وهو أعلى الأوسمة الملكية في اسكتلندا على الإطلاق (بلير اسكتلندي المولد)، لكنها عدلت عن ذلك.

وقالت الصحيفة إن السبب في غضب الملكة هو رفع بلير النقاب عن محادثات تمت بينه وبينها في قصر باكينغهام بعيد مقتل الأميرة ديانا. ويذكر أن بلير وصف ردة فعل العائلة المالكة الأساسية بعد حادث السيارة الذي قتل أميرة ويلز في باريس العام 1997، بأنه «غير مفهوم وغريب». وقال إنه كان يشعر بالضيق كلما التقى الملكة لأنها «متعالية»، ووصف أيضا طباع زوجها دوق ادنبره الأمير فيليب بأنها «سيريالية ومسخ».
ونقلت «صنداي إكسبريس» عن هوغو فيكرز، وهو أحد مؤرخي العائلة المالكة، قوله إن فرص بلير في الحصول على الوسام الملكي «صارت الآن واحدا في المائة» بسبب التلميحات «المغرورة» التي أوردها في سيرته الذاتية عن الملكة وعائلتها.

ويذكر أن بلير أورد أيضا أنه عبّر لديانا نفسها عن قلقه الصريح إزاء علاقتها بدودي الفايد وأنه يعتقد أن هذه العلاقة «مشكلة مقلقة». ويقول بلير في كتاب مذكراته: «لم يكن قولي هذا بدافع الأسباب الظاهرة التي قد تحدو بالعديد منا للنفور من دودي. لم أعر اهتماما لجنسيته أو دينه أو خلفيته. لم التق به مطلقا، فما الذي دفعني لقولي هذا؟ إذا أجبرتني على إبداء أسباب اعتراضي فلن أجد لك سببا محددا... لكنني كنت أجد علاقتهما غير مريحة».