التغيير من مصر الى لبنان

حدث في القاهرة، ما كان يجب ان يحدث قبل 18 يوما.

انها ثورة (الفايسبوك).

و(الثورة الألكترونية) أقوى من (الثورة السياسية).

العالم يتهاوى والحكام همّهم (التوريث) لا (التغيير).

انتهى حكم حسني مبارك بالاستقالة من فوق.

وبالثورة المشتعلة من تحت.

حكم أكبر دولة عربية ثلاثين عاماً.

كان همّه (توريث) الحكم نجله الثاني جمال.

من عناوين حكمه ثلاثة:

أولاً: حرصه ديمومة سلطته ثلاثة قرون، ولو بالاستفتاءات الشعبية.

ثانياً: عدم زيارته لاسرائيل، على الرغم من توافد قاداتها على القاهرة.

ثالثاً: دوره في حرب العبور، من ضفّة القناة المصرية الى الضفّة الثانية المحتلة اسرائيل، وكان يومئذ نائباً للرئيس الراحل أنور السادات، وقائدا للسلاح الجوي المصري.

أغتيل الرئيس السادات، وحكم مصر من بعده.

ورث عنه اتفاقي (كامب دايفيد).

وورث عن ثورة 23 يوليو 1952، انه سمّى أحد نجليه على اسم قائدها ورائد القومية العربية جمال عبدالناصر.

بعد الاستقالة، انتقل من القاهرة الى شرم الشيخ.

مع ان المنتفضين في المدن المصرية، كانوا يتوقعون (بفارغ الصبر) ان يتنحّى ويسافر.

هكذا فعل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وما لم يفعله الرئيس حسني مبارك.



***

ماذا في لبنان الآن.

ماذا سيفعل الرئيس المكلف?

لا أحد يعرف، سوى الرئيس نجيب ميقاتي وحده.

وضع نفسه تحت مظلّة بيان دار الفتوى.

لكنه، يدرك انه يريد حكومة.

هو يحبّها تكنوقراطية مطعّمة بعناصر سياسية.

والطبقة السياسية القائمة، فاتحة شاهيتها السياسية على الحقائب (المدهنة).

ودولته المكلف بالتكليف، واضع نظره على مجموعة من الاختصاصيين ليؤلفوا فريق عمل جيداً.

لكن، ليس باليد ما تريده الظروف.

لا أحد من السياسيين، (يتعظ) بما حدث في تونس ومصر.

ولا أحد ينظر في الأفق، الى أبعد من مصالحه الخاصة.

وفي هذه الحالة، يتساوى السياسيون، في الخطأ أو في الصواب، سواء أكانوا من 8 أو 14 آذار.

والرئيس ميقاتي من هذه الطبقة السياسية.

عنده أصدقاء وله حلفاء، وهو حريص على إرضاء الجميع، وحريص أيضاً على إرضاء نفسه.

وفي السياسة من هذا اللون ومن ذلك أيضاً.

وهو يواجه امتحان التلاقي مع رئيس الجمهورية، على (تظهير) كل منهما لـ (التوافقية) ولـ (الوسطية).

و(التحرر) من عبء الصداقات.

عند تأليف حكومته الأولى، حاول الرئيس سليمان فرنجيه، ألا تكون (حكومة انتقامية).

وعندما تشبث حليفه العميد ريمون اده بوزارة الدفاع، لجأ مع الرئيس المكلف صائب سلام، الى تشكيل (حكومة الشباب).

وأتى الرئيسان فرنجيه وسلام، بوزراء جدد، للتجديد والتغيير.

ومع ذلك مرت تلك الحكومة، بظروف كانت مسيئة حيناً وناجحة أحياناً.

أمس، كان رجل سياسة مخضرم، يقول إن التغيير يجتاح لبنان والمنطقة، ويجب على السياسيين أن يتغيروا ويساهموا في التغيير.

وفي رأيه أن لبنان جزء من منطقة تتغير، ولا ينبغي ألا يتغير السياسيون في لبنان.

مشكور.. للتغطية الرائعة..