ميقاتي يلتقي بري وجنبلاط وحردان.. ويتواصل مع «مسيحيي 14 آذار

واظب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي على الاستعانة بالكتمان لقضاء حوائج تشكيل الحكومة، في ظل استمرار التواصل المكثف مع كل القوى والاطراف السياسية المعنية بمن فيها بعض مكونات «قوى 14 اذار» التي ما زال بعض اقطابها مترددين في حسم الخيار النهائي بين الرغبة في التوزير لحفظ استمرار «النسل السياسي» لهم. كما واصل اتصالاته ببعض المقربين من الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري. وهو بصدد الانتهاء من وضع مسودتين لتشكيلتين واحدة مع بعض مكونات «قوى 14 اذار» واخرى من دونهم.

وعلمت «السفير» ان ميقاتي التقى امس، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان وبحث معه في موضوع اشتراك الحزب في الحكومة، وكان الجو ايجابيا، بعدما كان قد التقى مساء امس الاول، رئيس كتلة النضال الوطني النيابية النائب وليد جنبلاط، ثم زار مباشرة جاره في عين التينة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وجرى البحث في مقترحات معينة لتوزيع الحقائب وتسمية وزراء كتلتي بري وجنبلاط اللذين تعهدا بتقديم كل ما يسهل تشكيل الحكومة، فيما ينتظر استكمال الاتصالات مع التيار الوطني الحر عبر ممثله الوزير جبران باسيل بهدف «دوزنة» مطالب النائب العماد ميشال عون، المصر على حصة مسيحية وازنة لتكتله، وعلى اخذ رأيه في بقية الوزراء المسيحيين ممن هم خارج حصته، وهو ما يراه بعض المتابعين لاتصالات التشكيلة امراً قابلاً للبحث وتجاوز مطباته وعقباته. فيما يراه اخرون انه مبالغ فيه ويتجاوز دور ووجود رئيس الجمهورية والمسيحيين الاخرين، علما أن الرئيس المكلف لن يفوض صلاحيات أعطاها الدستور له لأحد غيره.

وذكرت مصادر الرئيس المكلف ان «مسيحيي 14 اذار»، لا يزالون يوفدون مندوبين عنهم للبحث، لذلك فهو لن يقفل الباب بوجه اي طرف، لكنه لن ينتظرهم الى ما شاء الله ، بل هو يقوم بترتيب التشكيلة وفق ما يرى مناسبا. لذلك يواصل اتصالاته البعيدة عن الاضواء مع الجميع.

واكدت اوساط تكتل التغيير والاصلاح انه يطلب بكل مكوناته بين عشرة واثني عشر وزيرا، منهم سبعة على الاقل للتيار واثنان لتكتل «المردة» واثنان لحزب الطاشناق الارمني، عدا حصة الوزير طلال ارسلان. وانه من غير الممكن تمثيل تكتل بهذا الحجم والتنوع بغير هذا العدد من الوزراء. وان حصتي رئيسي الجمهورية والحكومة تحتسبان من خارج هذا العدد.

واشارت مصادر التكتل الى ان العقد لا زالت كامنة حول الاحجام والاسماء وتوزيع الحقائب، خاصة ان التيار الوطني يريد ان يعطي رأيه في الوزراء المسيحيين الاخرين، ما عدا الاسماء المسيحية التي يقترحها رئيس الجمهورية وربما يقترح الرئيس ميقاتي اسما مسيحيا، اضافة الى احتساب وجود النائب نقولا فتوش، فماذا يبقى للتيار عندها؟ واذا تم توزير اثنين من «مسيحيي 14 اذار» تصبح التعقيدات اكبر ما يدفع الى التكهن بتاخير التشكيلة الى ما بعد عودة الرئيس سليمان من رحلتيه الى روما والكويت.

وتقول اوساط مقربة من رئيس الجمهورية انه لم يتم حتى الان الاتفاق على شكل الحكومة حتى يجري البحث في تفاصيل الاسماء وتوزيع الحقائب وحصص كل طرف، وان الرئيس ميشال سليمان وخلافا لما يتردد، لم يقدم اي طلب لا لجهة طرح اي اسم ولا لجهة طلب اي حقيبة، وهو ينتظر ان ينتهي الرئيس ميقاتي من اتصالاته وتقديم تصوره للحكومة حتى يعطي رأيه. فيما تقول مصادر مراقبة من بعيد ان سليمان لن يوقع على مرسوم تشكيل الحكومة اذا لم يكن راضيا عنها هو والرئيس ميقاتي لجهة الاسماء والحقائب والحصص.

وتشير هذه الاوساط الى ان لديها انطباعا بوجود قطبة لا زالت مخفية تتعلق بتشكيل الحكومة، ربما هي مرتبطة باتضاح صورة الوضع الاقليمي المتفجر في اكثر من بلد عربي، وبخاصة في مصر، والموقف السوري منه، للحكم على سير الامور في لبنان وتحديد طبيعة الحكومة التي ستواجه المرحلة، لذلك ـ وحسب الاوساط ذاتها ـ لم تتدخل سوريا في الطلب او الضغط او توجيه سير المفاوضات في اتجاهات معينة لا لمصلحتها ولا لمصلحة اي فريق.

وقال الوزير بطرس حرب لـ«السفير» ان التواصل قائم مع الرئيس ميقاتي، لكننا لم نصل الى مرحلة حسم الخيارات بعد، نتيجة التعقيدات القائمة امام تشكيل الحكومة، ونحن والرئيس امين الجميل ابلغنا الرئيس ميقاتي ان ايا منا لن يشارك في الحكومة منفردا، فاما كل قوى 14 اذار واما لا احد. ونحن لا نزال ننتظر موقفه من القضايا التي طرحناها عليه في الاستشارات النيابية، والتي يمكن ايجاد صيغ مرنة للتعامل معها، لا القول فقط انه لم يتعهد لغيرنا ليتعهد لنا.

اضاف حرب: الحوار قائم برغم المواقف التي صدرت في احتفال «البيال» ولم تصل الامور الى حد الكسر، لكن هناك مبادئ تم تحديدها ونحن نتعامل مع الرئيس ميقاتي بناء عليها.